Menu
المحرر المقدسي جمال أبو صالح: تحررنا وقيّدنا الاحتلال

المحرر المقدسي جمال أبو صالح: تحررنا وقيّدنا الاحتلال

قــاوم- قسم المتابعة : ثلاثة وعشرون عاما بدأت منذ 1989 حين قامت قوات الاحتلال بسرقة نور عائلة أبو صالح المقدسية حين تم اعتقال ابنها جمال، ليغيب في سجون الاحتلال طيلة تلك الأعوام حتى جاءت لحظة الحرية والكرامة والكلمة الفصل من المقاومة الفلسطينية. وليكون الأسير المقدسي المحرر جمال أبو صالح (47 سنة) من بلدة سلوان، حرا طليقا في المدينة المقدسة التي لطالما عشق هواءها والصلاة في المسجد الأقصى المبارك تاجها. وفاء الوعد وتتردد على ألسنة أهالي الأسرى عبارات أصبحت روتينية في الدعاء لهم بالحرية والفرج ومنها "السجن لا يغلق على من فيه" و" السجن ما بدوم" وعبارات أخرى مرت عليها سنوات وسنوات ولم تترسخ تطبيقاتها فعليا في نفوس وعقول أبناء الشعب الفلسطيني إلا بوجود اختطاف للجنود وإبرام صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي أثبتت نجاح تلك العبارات. ويقول المحرر أبو صالح لـ"أحرار ولدنا":" بالفعل الاعتقال دام طويلا ولكن عملية خطف الجندي أعادت الأمل من جديد في قلوب بات حالها أن تكون في السجن تنتظر الفرج وأتى بفضل الله ولو بعد حين، فالحرية التي منحت لنا من صفقة وفاء الأحرار بعثت فينا الحياة وأيضا عززت الأمل لمن بقي خلفنا من الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني". أبو صالح المنخرط في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصف فرحة الأسرى وعائلاتهم ومن حولهم بأنها رسالة قوية للاحتلال بأن مفتاح السجن ليس بيده وأن الظلم لا يدوم وحتما ستعود الابتسامة ترتسم على وجوه الأمهات. يعتبر المحرر المقدسي بأن الصفقة حملت المعاني الكثيرة والتي من أبرزها وحدة الجغرافيا التي طالت رفح والجولان وما بينها وعروس العروبة القدس المحتلة لتتحطم خطوط كان يصفها الاحتلال بالحمراء لتكون كلها الآن خضراء، فهي من صنع الاحتلال والتي لن تدوم. برقية عاجلة ولأنه من جسم الشعب الفلسطيني الذي ما زال ينزف جرحه من الهدم والقتل والاعتقالات أراد المحرر أبو صالح الذي قدّم من عمره 23 عاما في الأسر أن يبرق برسالة عاجلة لكل أبناء الشعب والمتضامنين، ويحذرهم من سياسة الاحتلال التي تتصاعد سواء في القدس أو في باقي الأراضي الفلسطينية مطالبا بالوحدة ورص الصف وتعزيز الجهود الرامية لحماية الأرض والمقدسات، لأن هذا ليس مطلب أفراد بقدر ما هو أمانة حملت للمحررين من قبل من بقي خلف قضبان الاحتلال والذين هم جسر عبور القضية الفلسطينية إلى بر الحرية والكرامة.ويفرح أبو صالح بأبنائه وزوجته الذين استقبلوه بحرارة اللقاء المعروف بين المشتاقين، متمنين أن تكون هذه الصورة انعكاسا على كافة الأسرى وليشعروا بجماليتها وحلاوة طعم الحرية التي انتزعت بالقوة من بين شدق الاحتلال وسياساته. وتسود الفرحة المستمرة في أزقة القدس وشوارعها ليس لخروج الأبناء الأسرى فحسب وإنما لأن خطا أحمر كان الاحتلال يرفعه ليبقي على إذلال المقدسيين وأسراهم قد تحطم وانتصرت فلسطينية المدينة وحقها التاريخي الذي يعني عروبتها وهويتها.