Menu
مرور خمسة أعوام على إستشهاد أسد بيت المقدس ...الشهيد الشيخ جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا "

مرور خمسة أعوام على إستشهاد أسد بيت المقدس ...الشهيد الشيخ جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " قبسات من سيرته الجهادية

قـــــاوم- خاص : يعتبر الشهيد الشيخ جمال أبو سمهدانة الشهير بـ"أبو عطايا" قائد ومؤسس لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية وأحد أبرز المطلوبين الفلسطينيين للكيان الصهيوني خلال السنوات الإنتفاضة الفلسطينية حيث تصدر اسمه قوائم الشخصيات المطلوبة للاغتيال من قبل القوات الصهيونية. ولد شهيدنا القائد الأمين المؤسس العام للجان المقاومة الشعبية في فلسطين الشيخ جمال عطايا أبو سمهدانة " أبو عطايا " بتاريخ 20/8/1963م في مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة . ينتمي الشهيد الشيخ أبو عطايا إلى أسرة فلسطينية متواضعة مجاهدة  هاجرت من مدينة بئر السبع المحتلة كباقي العائلات الفلسطينية التي هجرتها قسرا العصابات الصهيونية في العام 1948 م , حيث تعرضت هذه الأسرة للعديد من الويلات على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني حيث كان الوالد الحاج عطايا أبو سمهدانة الذي اعتقل عدة مرات هو وابنه الأكبر حسن وتم نسف منزلهم الكائن في رفح , واعتقلت والدته وسبعة من أخوته . ولعل أبرز الدوافع التي جعلت شهيدنا جمال ذو البشرة السمراء في مواجهة يومية مع قوات الاحتلال  الصهيوني هو انضمام أخيه "صقر" في صفوف الثورة الفلسطينية مع قوات التحرير الشعبي حيث أصبح مطلوباً للجيش الصهيوني وانتقل بعدها "صقر" إلى الساحة اللبنانية وانخرط هناك في صفوف الثورة وظل يقاتل في صفوفها حتى إستشهد في عام 1975. كما واستشهد أخيه الثاني " طارق عطايا أبو سمهدانة " , ولقد ترعرع الشهيد الشيخ أبو عطايا منذ نعومة أظافره على حب الجهاد والمقاومة على رحيق العقيدة الذي كان يشرب والده منه.  وفي عام 1979م انضم إلى الخلية الأولى مع الشهيد محمد الجمل , وأكمل شهيدنا البطل القائد دراسته الثانوية وأنهى الثانوية العامة في مدرسة بئر السبع في عام 1981م , تم اعتقال أبو عطايا في سنة 1982م لمدة أربعة شهور تم طورد من قبل قوات الإحتلال الصهيوني في نفس العام 1982م , حيث قام أبو عطايا بعملية حرق سيارة مدير بنك " هبوعليم"  الصهيوني في رفح , تم غادر إلى مصر للإلتحاق بالثورة في لبنان, حيث عمل في عام 1984م  في القاطع الغربي مع الشهيد " أبو المنذر " . في عام 1985م إلتحق الشهيد جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا" للعمل في جاهز الأمن الموحد مع الشهيد أبو إياد , ومن ثم سافر الشهيد أبو عطايا إلى المغرب للدراسة الجامعية  في المغرب حيث درس لمدة عام العلوم السياسية والاقتصاد, إلا أن الشهيد أبو عطايا كان بحاجة إلى دراسة من نوع أخر تعينه على جهاد الصهاينة والاستمرار في مسيرة الثورة . وعندما لاحت له الفرصة بحصوله على منحة دراسية إلى ألمانيا الشرقية سارع إلى السفر والالتحاق الكلية العسكرية والتي تخرج منها برتبه ملازم وذلك في عام 1989م . وإنتقل بعدها الشهيد " أبو عطايا" إلى الجزائر ثم إلى بغداد حيث شهد في العاصمة العراقية العدوان الأمريكي وقوات التحالف لها عام 1991م . وعقب انتهاء حرب الخليج رجع أبو عطايا إلى الجزائر وكانت المحطة الأخيرة في تنقلاته الخارجية قبل أن يعود إلى قطاع غزة في صفوف القوات الفلسطينية العائدة ضمن اتفاق أوسلو عام 1993 م على الرغم من معارضته للاتفاق الذي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. تزوج شهيدنا البطل المجاهد من الأخت المجاهدة أحلام محمد زعترأم عطايا " بتاريخ 2/8/1991م حيث إعتقلت في السجون العربية لمدة عام لخدمتها في صفوف الثورة الفلسطينية , حيث إنها ذاقت الأمرين في رحلة شهيدنا القائد "أبو عطايا" .· أنجبت لفلسطين خمسة من الأبناء أكبرهم " عطايا " و"عماد " و"ريم " ومحمد وأصغرهم " يحيى عياش " · عودة الشهيد " أبو عطايا" إلى أرض قطاع غزة عاد شهيدنا البطل إلى أرض الوطن مع قوات الأمن الفلسطيني ولكن ما زال مغروساً في ذهنه حب ملاقاة الأعداء ومحاربتهم , حيث إنه من لحظة العودة وهو يفكر ويجهز ويدبر كيف يحارب هذا الاحتلال البغيض الذي يغتصب الأرض وينتهك الحرمات, فاستأنف المشوار بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية ,لذلك سارع بتشكيل صداقاته مع قيادات العمل العسكري والوطني الفلسطيني من مختلف التوجهات , ووثق العلاقات معهم على أمل الانطلاق في موجة عمليات عسكرية ضد الكيان الصهيوني وقواته , التي لازالت تحتل أجزاء كبيرة من أراضي قطاع غزة ,عرف منهم الشهيد يحيى عياش, والشهيد عدنان الغول , والشهيد جهاد العمارين , والشهيد محمد عبد العال . والشهيد محمد الشيخ خليل والشهيد " أبو يوسف القوقا " · إلا أن شهيدنا " أبو عطايا" لم يترك العمل التنظيمي والاجتماعي على أمل الإصلاح وتصويب البوصلة الفلسطينية , حيث شارك في عام 1996م في الانتخابات التنظيمية , وتم إنتخاب الشهيد " أبو عطايا" بأغلبية في قيادة إقليم حركة فتح في مدينة رفح ,حيث كان يمتاز بالموقف الشجاع هو وبعض رفاقه في إقليم رفح , وبسبب مواقفه المشرفة والفعاليات الجماهيرية التي قادها الشهيد " أبو عطايا"  لقي أبو عطايا معارضة قوية وحرب شرسة ضده في داخل حركة فتح , والتي قامت  بطرده من صفوفها بناءً على توصية من جهاز الأمن الوقائي ,عقب مشاركته في مظاهرة تحت شعار مناهضة فساد السلطة والغلاء الفاحش , الناتج عن السمسرة والاستغلال السيئ للمنصب من قبل بعض رموز السلطة, وهنا نذكر بأن شهيدنا قد أوصى بأن يبقى قرار طرده موجوداً في جيبه على أن يدفن معه. وفي تحول خطير في علاقته مع السلطة ,قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقاله عام 1997 على يد جهاز الأمن الوقائي لمدة سنة وسبعة أشهر , بسبب مساعدته حركة الجهاد الإسلامي في نشاطات عسكرية وعمليات نفذتها ضد أهداف صهيونية . ولقد شارك الشهيد أبو عطايا في كل التحركات الجماهيرية المناهضين لاتفاق أوسلو ,وعارض بشدة عمليات القمع للمقاومين ,واعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة , كما شارك أبو عطايا بفعالية في المواجهات التي أطلق عليها " هبة الأقصى" , والتي تسبب بها افتتاح المجرم نتانياهو نفق تحت المسجد الأقصى وذلك في عام 19996م , حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المقاومين وجماهير شعبنا والقوات الصهيونية على نقاط التماس في قطاع غزة والضفة الغربية , وقتل حينها العشرات من الجنود الصهاينة , إلى جانب سقوط مئات من الشهداء بسبب شدة القمع الصهيوني واستخدام الأسلحة الثقيلة في قمع المنتفضين. ويعرف عن الشهيد جمال أبو سمهدانة الملتحي التزامه الديني القوي ,وقربه الشديد من قادة الحركات الإسلامية , حيث كان أعز أصدقائه محمد الشيخ خليل قائد سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي , الذي اغتالته القوات الصهيونية قبل أشهر من إغتيال " أبو عطايا" في قصف صهيوني لسيارته بعد أسابيع قليلة من انسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة . ولعل هذه الأجواء التي مر بها الشهيد الشيخ جمال أبو سمهدانة ,دفعته لاستثمار انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 م , نحو الانتفاض على قيود أوسلوا التي شكلت نقطة سوداء في تاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني , وبلغت خطورتها مع عمليات التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة والجيش الصهيوني , على شكل تسيير دوريات مشتركة في شوارع قطاع غزة , وكان الشهيد " أبو عطايا" يؤمن بان هذا الواقع الصعب بحاجة إلى انتفاضة شاملة , ضد الاحتلال الصهيوني حتى تعود البوصلة إلى وجهتها الطبيعية لتأشر نحو القدس المحتلة . بدايات تأسيس لجان المقاومة  انطلقت انتفاضة الأقصى المباركة في سبتمبر من عام 2000م , حيث كان للشهيد " أبو عطايا" فضل الريادة مع مجموعة من إخوانه المجاهدين , في تأسيس لجان المقاومة الشعبية كمشروع جهادي لقتال العدو الصهيوني , و إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوفه , من أجل حرمانه من الاستقرار على الأرض المغتصبة و سلبه عنصر الأمان الذي يسعى إليه العدو الصهيوني بكل طاقاته الهائلة.  شكل الشهيد "أبو عطايا" أول خلية عسكرية , سجل لها العمل العسكري المميز حيث كانت أول عملية عسكرية في انتفاضة الأقصى , هي عملية " استهداف باص ضباط أمن صهاينة بالقرب من معبر رفح حيث كان المشرف المباشر عليها . بعد هذه العملية النوعية شكلت لجان المقاومة الشعبية جناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين والذي نفذ العديد من العمليات العسكرية النوعية , و التي كانت في شكل المواجهات الشرسة مع قوات الاحتلال الصهيوني , وعمليات الاقتحام الجسورة و العمليات الاستشهادية المباركة , وتوج هذا الجهد المبارك بتدمير دبابة " الميركفاه 3" والتي توالى تدميرها على أيدي مجاهدي الألوية بعد ذلك أكثر من خمس مرات في أقل من عام . البدايـات و التأسـيس التاريخ لا يكتب إلا من خلال العطاء و الجهد و الدماء , عندما نتحدث عن تاريخنا الإسلامي نجده مفعما ببطولات و دماء الملايين من الشهداء , رجال صنعوا التاريخ و أعادوا صياغته بلغة واضحة و عطاء لا ينقطع , رجال أدركوا أن متاع الدنيا زائل لا محالة و أن مرضاة رب العزة هي المراد و المبتغى . وامتداد لذلك كانت لجان المقاومة تسير بخطى واثقة نحو كتابة التاريخ و تحويله صوب وجهته الصحيحة و الشرعية تلك الوجهة كانت ميلادا آخر مجيدا من صفحات الجهاد و المقاومة الفلسطينية . ومع بدايات انتفاضة الأقصى المباركة كان واضحا و جليا الحاجة إلى حالة تتبنى النهج المقاوم متحررة من قيود الالتزامات الدبلوماسية والسياسية , حالة يكون همها الأول الإبقاء على حالة الاشتباك المستمرة مع العدو الصهيوني و إيقاع الأذى و تكبيده الخسائر و حرمانه الشعور بسيطرة أو حتى راحة و هو يستلب أي شبر من أرضنا . لجان المقاومة كانت فكرة في قلوب مجموعة مؤمنة بربها توقن بأن الجهاد والمقاومة هما الحل الأمثل , مجموعة طاهرة بسيطة لا يهمها متاع الدنيا و لا زيفها , مجموعة من الرجال الهم وجرحه همهم الأول . كانوا من شتى التنظيمات العاملة على الساحة و لكن عطاءهم و توثبهم كان كبيرا فانتفضوا و اجتمعوا على تأسيس لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين . وفي الثامن و العشرين من أيلول ( سبتمبر ) لعام 2000 ميلادية , كان ميلاد لجان المقاومة و ذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين , بعد مخاض واجه شعبنا تمثل في الحاجة لنهج يقف ندا لممارسات بني صهيون و سقوط كل الخيارات الهزيلة و الاستسلامية و المشاريع و الحلول السياسية , مخاض كان نتيجته الطبيعية انطلاقة لجان المقاومة إلى جانب كل القوى و الفصائل الفلسطينية المجاهدة و المقاومة و التي تتبنني النهج المقاوم على أساس العقيدة الإسلامية , فكانت لجان المقاومة إضافة نوعية متميزة تزامنت مع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة و التي جاءت نصرة للمسجد الأقصى و ثأرا لتدنيسه من المجرم الصهيوني شارون و تأكيدا على أن الذاكرة الفلسطينية تزداد قوة وصلابة وتتسع لكل الوطن المسلوب بجباله وساحله وبحره ونهره و جليله و خليله و حيفا ويافا وعكا و الناصرة وغزة و الضفة و كل شبر من أرضنا الطاهرة   انطلقت لجان المقاومة حاملة النهج المستمد من عقيدة ربانية غراء ذلك النهج الذي يقضي بأن الجهاد فرض عين عندما يحتل العدو أي بقعة من أرض المسلمين, و أن المقاومة هي الاستجابة الطبيعية و الشرعية لمواجهة المحتلين الطغاة ,  ومن هذا المنطلق كان اختيار اسم ألوية الناصر صلاح الدين ليكون عنوانا و اسما للذراع العسكري الضارب بعزيمة الحق و ثبات المجاهدين المرابطين على ثغر من ثغور الإسلام العظيم , فالناصر صلاح الدين الأيوبي هو من قام بتحرير بيت المقدس من أيدي الصليبين وقت أن سقطت في أيدي الصليبين بسبب ابتعاد المسلمين عن نهجهم الرباني وفرقتهم و تشرذمهم و التفاتهم إلى الصراعات الداخلية والاستقلال بإمارات صغيرة وضعيفة , فكانت نتيجة ذلك استباحة الأراضي الإسلامية من الصليبين إلى أن جاء الناصر صلاح الدين فأعاد اللحمة تحت راية الإسلام العظيم فتحقق النصر بإذنه تعالى,واليوم و الظروف تتشابه كان اسم ألوية الناصر ارتباطا وثيقا بمراحل عزة وكرامة و سؤدد للمسلمين . لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين اسم كتب بدماء و بطولة رجال نحسبهم ممن صدقوا الله ما عاهدوه عليه فصدقهم وعده بالشهادة و التثبيت على الحق و الرباط في سبيله ,هم قادة ومؤسسي لجان المقاومة ,هم فرسان المرحلة المعبقة بمسك السلف الصالح ,هم أحفاد الناصر صلاح الدين, هم المرابطين القابضين على جمرة الدين و الجهاد و الماضيين في طريق ذات الشوكة ابتغاء مرضاة الله عندما يتقدم القادة المسير و يرتقون شهداء فإنها لجان المقاومة , في أرض الوغى الميدان الأشرف للرحيل نحو المجد , بجبين مكلل بتاج الدماء يلقون الله, يرتقون و عهدهم الثبات ووصيتهم الدماء والشهادة في سبيل إعلاء لا اله إلا الله محمد رسول الله ,أبو عطايا القائد و المؤسس الذي كان أسدا هصورا للذود عن حمى العقيدة و الأرض, أبو عطايا قائد مجاهد كان الأسبق نحو العطاء والجهاد والأسبق نحو السيرة العطرة وتواضع المجاهدين و عزوفهم عن الدنيا و ملذاتها, أبو عطايا مؤمن أدار ظهره للدنيا و تاجر مع الله فكانت تجارة رابحة بإذنه تعالى فمضى يرافقه أخيه الشهيد أحمد مرجان . و على دربه كان القادة المؤسسين الشهداء بهاء الدين أبو السعيد و إسماعيل أبو القمصان و أبو يوسف القوقا وعامر قرموط  "أبو الصاعد" وهشام أبو نصيرة وجبر الأخرس و رمضان عزام و مصطفى صباح و رفيق دغمش و أحمد أبو جاموس و عماد أبو سمهدانة و غيرهم الكثير ممن هم في القلوب أغلى و أعز و هناك من ينتظر و ما بدلوا تبديلا .   أبو عطايا والملاحقة الصهيونية  تعرض الشهيد جمال أبو سمهدانة أبو عطايا للإغتيال خمس مرات , حيث كانت بصماته الناصعة وخبرته العسكرية واضحة وجلية , وشجاعته في تنفيذ أضخم وأكبر العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني , فكانت عملية صوفا , وعملية موراج , وعملية نتساريم وجسر الموت وفتح خيبر وكيسوفيم , إضافة إلى العديد من العمليات الجهادية العديدة ,· وكان لشهيدنا المجاهد الفضل في فض الكثير من النزاعات الداخلية وتربطه علاقات متميزة مع قادة الفصائل الفلسطينية . ومثل العامان الأولان للانتفاضة الفلسطينية ذروة عمل لجان المقاومة الشعبية عبر أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الصهيونية الشهيرة " الميركافاه " حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود الصهاينة الأمر الذي وضع الشهيد " أبو عطايا " وقادة اللجان في دائرة الاستهداف الصهيوني المتواصل . وحمل الكيان الصهيوني الشهيد أبو عطايا مسئولية عمليات الميركفاه وتطوير لجان المقاومة لصواريخ تطلقها باتجاه المغتصبات الصهيونية ووضعته في دائرة الاستهداف المتواصل حيث حاولت أكثر من أربع مرات لاغتياله على فترات مختلفة خلال الانتفاضة الفلسطينية لكن جميعها باءت بالفشل.   المجرم بيرتس يتابع عملية إغتيال " أبو عطايا" بيرتس أعطي الأوامر لقتل الشهيد " أبو عطايا" أبو سمهدانة وتابع العملية بدقة مع الطيار المنفذ للعملية؟كشفت مصادر إعلامية صهيونية اليوم الجمعة تفاصيل عملية اغتيال الشهيد القائد "جمال أبو سمهدانة" بدقة متناهية، مشيرة إلى أنها كانت بأمر من بيرتس الذي تابع العملية خطوة بخطوة مع أحد الطيارين الذين أطلقوا الصاروخ الأول من طائرة "إف 16".وحسب المصادر الصهيونية التي نقلت تفاصيل العملية عن ضابط عسكري كان أحد المشرفين عن عملية اغتيال "أبو عطايا" فإنه وفي مساء أمس وصلت معلومات استخبارية لدى جهاز الأمن الصهيوني عن وجود عدد من كوادر المقاومة داخل موقع تدريب تابع لأحد الفصائل الفلسطينية وكان يسمع صوت إطلاق نار من وقت لحين داخل الموقع المذكور. وتابع الضابط الصهيوني يقول، وبعد أن توصلنا لمعلومات أنه كان بداخل الموقع جمال أبو سمهدانة أبرز المطلوبين لدي قواتنا، قام ضابط برتبة عقيد في جيش الاحتلال بالاتصال بوزير الحرب الصهيوني "عمير بيرتس" وأبلغه بذلك، إلا أن بيرتس طلب التريث والتأكد من المعلومات التي أكدت أن أبو سمهدانة كان يخطط لعملية ضخمة في الكيان الصهيوني إلى جانب عدداً من كوادر الفصائل الفلسطينية في منطقة أبو سمهدانة. ومضي الضابط الصهيوني يقول "وبعد قليل من التأكيد على تلك المعلومات أمر بيرتس الذي وصل لمقر وزارة الحرب بسرعة للاجتماع بعدد من ضابط الجيش، وقام بالموافقة على اغتيال أبو سمهدانة وجميع من كانوا معهم وكانوا يبلغون أكثر من 16 فلسطينياً، موضحاً أنه تم اغتيال أبو سمهدانة بعد خروجه من موقع التدريب بالإضافة لمن كان معه من كوارد المقاومة، وقد تم استهدافه أثناء حديثه مع كوارد المقاومة على مدخل موقع التدريب المستهدف وأشار الضابط الصهيوني في ختام تصريحات التي أدلى بها لصحيفة جيروزلم بوست و موقع الجيش الصهيوني باللغة العبرية إلى أن بيرتس تابع شخصياً مع أحد الطيارين الذين نفذوا مهمة الاغتيال ووصفها بالمهمة وأنها إيجابية جداً لوقف ما وصفه بالإرهاب الفلسطيني.     ليلة الإستشهاد غزة لم تنام وفي ليلة الجمعة يوم الخميس 8/6/2006م بعد أن كان صائماً , كان موعد اللقاء لشهيدنا القائد المعلم الأب وهو يجهز مجموعة من الإستشهاديين الذي استشهدوا معه وهم الشهيد أحمد مرجان " أبو ستة " , والشهيد نضال موسى والشهيد محمد عسلية . فلو بقينا نكتب ليل نهار ما استطعنا أن نفي ولو بجزء بسيط من صفات ذلك القائد المجاهد وعملياته التي زلزلت أركان هذا العدو والذي يعتبره الرقم الثاني على قائمة المطلوبين في قطاع غزة بعد القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام " محمد الضيف" .في الختام نرجو من الله أن يتقبل شهيدنا في عليين , نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً وإن دماء قائدنا أبا عطايا لن تزيدنا إلى قوة ووحدة , رحم الله الشهيد جمال أبو سمهدانة أسد بيت المقدس و أسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا . عشرات الألآف تخرج في وداع الشهيد أبو سمهدانة ورفاقه في مدينة رفح  وسط صيحات الثأئر والانتقام ودعوات الثأر والإنتقام شيع عشرات الآلأف من الفلسطنيين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة جثمان الشهيد جمال أبو سمهدانة ( ابو عطايا ) وثلاثة من معاونيه إلى مثواهم الأخير في مقبرة الشهداء والذين استشهدوا مساء أمس في غارة صهيونية على احد مواقع التدريب التابعة للجان المقاومة الشعبية في المدينة. وانطلق الموكب الجنائزي المهيب الذي تقدمه قيادة لجان المقاومة وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين و وزير الداخلية سعيد صيام والمتحدث باسم الحكومة غازي حمد وممثلي الفصائل الوطنية والإسلامية وعدد من قادة التنظيمات والفصائل المسلحة بعد الصلاة عليهم في الملعب البلدي. وحمل المشيعون جثامين الشهداء على الأكتاف وهم يرددون الهتافات والشعارات التي تدعو إلى الثائر والانتقام وتنفيذ العمليات الاستشهادية داخل العمق الصهيوني. وسار الموكب في كافة الشوارع والميادين الرئيسية وهم يحملون صور الشهداء ويهتفون بتضحياتهم ونضالاتهم على مدار سنوات طويلة قبل ان يصلوا إلى منزل ذوي الشهيد ابو " عطايا" لالقاء نظرة الوداع الأخيرة التي اعتبرت من أصعب اللحظات في مدينة رفح قبل أن يحمل جثمانه الى مقبرة الشهداء ليوارى الثرى.