Menu
ما هي استعدادات المقاومة الفلسطينية لما بعد التهدئة?

ما هي استعدادات المقاومة الفلسطينية لما بعد التهدئة?

قــاوم- قسم المتابعة: منذ بدء سريان اتفاق التهدئة في التاسع عشر من يونيو الماضي، بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني بوساطة مصرية، بدأت الفصائل جولة جديدة من الإعداد والتجهيز والتطوير من قدراتها القتالية سيما أن عمر هذه التهدئة قد شارف على الانتهاء. وكانت الفصائل قد وافقت على التهدئة لفك الحصار الظالم عن قطاع غزة ومحاولة توفير جو ملائم لبدء مفاوضات تبادل الأسرى مع الاحتلال الصهيوني مقابل شاليط، إضافة إلى الاستعداد والتطوير في وسائلها القتالية ومحاولة إيجاد فرصة لاستراحة مقاتل خاصة بعد الجولة القتالية الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الذي مرغت المقاومة أنفه في تراب غزة. ترتيب الصفوف وسارعت الفصائل منذ اللحظة الأولى من إعلان التهدئة إلى استنفار مقاتليها للمواقع العسكرية لبدء جولة من التدريب العسكري ومحاولة تزويد المقاتلين بالمزيد من المهارات والعلوم العسكرية والقتالية. وأكد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد أن المقاومة الفلسطينية استغلت استراحة المحارب للتجهيز والإعداد لترتيب صفوفها استعدادا للمرحلة القادمة، ففي الفترة الأخيرة كانت عدة دورات عسكرية على المستوى العسكري والتنشيط والتدريب للدخول في حرب شبه رسمية مستخدمين الذخيرة الحية والتدرب على اسر جنود والتدرب على التكتيكات الجديدة. وأوضح أبو مجاهد أن سيناريوهات الاحتلال الصهيوني القادمة لا تبشر بخير، مضيفا ’ نحن على أتم الجهوزية والاستعداد لأي مستجد يطرأ في موضوع التهدئة، منوها أن المقاومة تفاجئ الاحتلال الصهيوني في كل مرة بأسلوب جديد وتكتيك جديد في الحرب الميدانية فالاحتلال اثبت فشله مرات عديدة في حرب الشوارع مع المقاومة الفلسطينية. عمليات مشتركة وحول تشكيل غرفة عمليات مشتركة قال أبو مجاهد: ’ربما يكون هناك تنسيق ميداني مع العديد من الفصائل الفلسطينية وهي غرفة عمليات مصغرة وميدانية بين ألوية الناصر والقسام والسرايا وباقي الأذرع العسكرية حيث يتم التنسيق بين تلك الأذرع ميدانيا’. وأضاف: نأمل أن يرتقي المستوى بين الفصائل إلى تشييد غرفة عمليات مشتركة لمتابعة أحوال الميدان واتخاذ القرار الموحد في ضرب العدو بصورة تعكس العمل الجماعي والموحد بين تلك الأذرع. يذكر أن العديد من الفصائل الفلسطينية استطاعت في خلال فترة التهدئة أن تطور ما لديها من صواريخ محلية الصنع وأصبح مداها يتراوح بين 18- 25 كم يسمح لها بضرب أهداف ومدن لم تصلها من قبل. من جهته أكد ’أبو عبيدة’ الناطق الإعلامي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام في هذا الإطار أن  التهدئة هي مرحلة مؤقتة وأن المعركة مع العدو مستمرة، مضيفا ’لم نركن إلى الراحة ولم نترك الميدان ولا ليوم واحد، نحن مستمرون في رباطنا على الثغور وفي إعدادنا للمرحلة التالية، وشدد أن الكتائب على قناعة بأن مطامع العدو لن تتوقف، والصهاينة من طبيعتهم الغدر والخيانة والإجرام، ونحن نتعامل معهم على هذا الأساس’. وحول استعدادات الكتائب للمرحلة القادمة خاصة في ظل تهديدات الاحتلال الصهيوني بشن عدوان جديد على القطاع جدد التأكيد على استعداد الكتائب للاستمرار في استنزاف العدو الصهيوني وضربه ضربات موجعة إذا ما فكّر بنقض التهدئة. ضربات موجهة وهدد الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام الاحتلال الصهيوني بضربات موجهة قائلا ’ نحن بفضل الله نتقدّم إلى الأمام ولن نرجع إلى الوراء أبداً، وعلى العدو أن ينتظر ضربات أكبر مما سبق في حال شنه أي عدوان جديد على شعبنا ’ مشيرا أن مجاهدي كتائب القسام جاهزون للتصدي لأي عدوان قد يحدث في أية لحظة، وإذا ما أقدم الاحتلال على تنفيذ تهديداته الجبانة فإنه يقدم على الانتحار الحقيقي، وقادرين على أن نرهقه كما أرهقناه سابقاً. ’أبو مصطفى’ أحد المدربين في كتائب القسام قال : منذ إعلان سريان التهدئة مع العدو الصهيوني أوعزت إلينا قيادة القسام بوضع مخطط جديد للبدء بتدريب المقاتلين واستغلال تلك التهدئة في رفع الكفاءة والمستوى القتالي للمجاهدين من خلال المهارات العسكرية التي حصلوا عليها في دورات تدريبية وتزويدهم بالمهارات القتالية الجديدة والتي لم يتعلموها من قبل. وأضاف في حديث للرسالة ’ أصدرنا أوامر لجميع المقاتلين بالاستعداد لمرحلة جديدة من التدريب، وبالفعل لبوا النداء ونزلوا إلى ميدان التدريب وبدأنا بعملية التدريب وبفضل الله نلاحظ تقدم وتطور في المهارات القتالية التي تعلمها المقاتلين في الميدان، وبالتالي نستطيع القول أننا جاهزون للمرحلة القادمة مع الاحتلال الصهيوني. ’أبو أحمد’ القائد في وحدة التصنيع التابعة لسرايا القدس أكد أنها طورت من قدراتها القتالية ولا سيما على صعيد الصورايخ التي تمتلكها والتي تقوم بتصنيعها محلياَ فقد استغلت فترة الهدوء التي يعيشها القطاع من أجل تطوير كمية ومدى الصواريخ التي تمتلكها السرايا، وقال ’إن سرايا القدس استطاعت توفير مخزون كبير من الصواريخ ذات المدى البعيد والقوة التدميرة الكبيرة، فأصبحت تمتلك المئات من هذه الصواريخ، وننتظر أية حماقة من العدو الصهيوني لنبدأ بتلقينه دروسا موجعة وترك العنان لصواريخنا لتضرب مدنهم وقراهم وتوقع القتل والدمار بينهم ’. الرد على الخروقات وبالنسبة لرد المقاومة على الخروقات الصهيونية المتكررة، للتهدئة أوضح أبو مجاهد أن كل الخرقات تسجل وعندما تحين اللحظة التي سنرد بها بشكل جماعي وسيكون ردا مؤلم لهذا الاحتلال ، ولا يتوهم الاحتلال أننا سنصبر على عربدته وإجرامه ضد أبناء شعبنا سواء كان في الضفة المحتلة أو غزة .  كما أوضح أبو عبيدة قائلا ’نحن وفصائل المقاومة الأخرى كان لنا رؤية واضحة وجماعية في بداية التهدئة، وكان الإجماع على أن لا تكون هناك ردود فردية أو متفرقة هنا وهناك، بل أن تجتمع الفصائل من جديد في حال كان هناك خرق واضح من قبل العدو، وهي تقرر بشكل جماعي موقفها الجديد من التهدئة’. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل ستستمر التهدئة الهشة التي لم تحقق الكثير للشعب الفلسطيني في ظل استمرار الخروقات ؟؟؟ المصدر: أحمد أبو عامر - الرسالة