Menu
الاستخبارات الغربية والصهيونية لم تتوقع مسبقاً التغيير الكبير الحاصل في مصر

الاستخبارات الغربية والصهيونية لم تتوقع مسبقاً التغيير الكبير الحاصل في مصر

قــــــاوم- قسم المتابعة : كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" أن أحداث الأيام الأخيرة في مصر تعتبر، والتي على ما يبدو التطورات الإقليمية الأهم منذ الثورة الإسلامية وتوقيع اتفاقية السلام الصهيونية المصرية عام 1979، تعبر أيضا عن أضغاث أحلام القادة والمخططين والاستخبارات في الكيان الصهيوني . ففي الوقت الذي تنظر فيه دول أخرى بهدوء إلى ما يبدو على انه إمكانية طرد النظام الذي سلب حقوق مواطنيه الأساسية، فإن نظرة الكيان الصهيوني مختلفة في الهدف. وكتب أن انهيار النظام القديم في مصر سيكون له تأثير بالغ، سلبي بغالبيته، على الوضع الإقليمي للكيان الصهيوني .  وعلى المدى الأبعد من الممكن أن تعرض للخطر اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن، وهي الأكبر من حيث الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للكيان الصهيوني بعد دعم الولايات المتحدة. ومن الممكن أن يلزم الأمر بإجراء تغييرات في الجيش وإلقاء عبء ذلك على الوضع الاقتصادي.  ويتابع أن الاستخبارات الغربية عامة، والصهيونية خاصة، لم تتوقع مسبقا عظمة التغيير (بحسب الكاتب فإن التسمية النهائية "ثورة" سوف تنتظر قليلا، على ما يبدو). ومثلهم الغالبية المطلقة للمحللين في كافة وسائل الإعلام والأكاديميين.  ويشير الكاتب في هذا السياق إلى أن الاستخبارات العسكرية توقعت أن يكون العام 2011 عام تبادل سلطة محتمل، يترافق مع علامات استفهام كثيرة، في السعودية ومصر، إلا أنه لم يكن من المتوقع أن تحصل ثورة شعبية.  ويضيف الكاتب أنه علاوة على ذلك، ولدى ظهوره الأول أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، الثلاثاء الماضي، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الجديد أفيف كوخافي إنه حتى اللحظة لا يوجد أي مخاوف بشأن استقرار النظام في مصر، وإن الإخوان المسلمين ليسوا منظمين بما يكفي للسيطرة على السلطة، ولم ينجحوا في التوحد بما يكفي لإحداث عملية جدية. ويكتب هرئيل أنه في حال إسقاط نظام مبارك، فإنه سيتم المس خلال فترة قصيرة بالتنسيق الأمني الهادئ بين الكيان الصهيوني ومصر، ومن الممكن أن تحصل تسوية في علاقات القاهرة مع حكومة غزة ، ومس بمكانة القوات الدولية في سيناء، ورفض مصري لحركة "سفن الصواريخ" الصهيونية (السفن الحربية) في قناة السويس والتي تم استغلالها في السنتين الأخيرتين لمحاربة نقل الأسلحة من السودان إلى قطاع غزة. وعلى المدى البعيد من الممكن أن يحصل فتور حقيقي في "السلام البارد" أصلا مع الكيان الصهيوني . ويشير إلى أنه بالنسبة للجيش الصهيوني فإن الأمر يلزم بإعادة التنظيم، حيث أن الجيش، ومنذ أكثر من 20 عاما، لا يأخذ بالحسبان التهديد المصري في خطط الرد.  وإن السلام مع القاهرة أتاح في السنوات العشرين الأخيرة تقليصا تدريجيا في عدد القوات العسكرية وخفض جيل الإعفاء من التجند للاحتياط وتخصيص الموارد إلى أهداف اقتصادية واجتماعية. كما أن المناورات التي تجريها هيئة الأركان تركزت على المواجهات مع حزب الله ومقاومة غزة ، وسورية في أكثير تقدير، ولم يستعد أحد بجدية لسيناريو تدخل فيه كتيبة دبابات مصرية إلى سيناء، على سبيل المثال.  ويختتم الكاتب مقالته بالقول إنه في حال سقط النظام المصري أخيرا، الإمكانية التي كانت مستبعدة قبل 3 أيام، فإن المظاهرات قد تمتد إلى الأردن، وعندها يسود واقع جديد تماما على "حدود السلام الطويلة للكيان الصهيوني " .