Menu
فنكلستين : حرب صهيونية خلال 18 شهراً بعد ان ينهك الصراع الطائفي لبنان

فنكلستين : حرب صهيونية خلال 18 شهراً بعد ان ينهك الصراع الطائفي لبنان

قـــــاوم- قسم المتابعة : يا سادتي الكرام، على اغلبكم الاختيار بين ان يبقى غبيا وبين ان يقرأ جيدا». هي خلاصة رسالة نورمان فنكلستين الى العرب من على منبر الجامعة الأميركية في بيروت.  المفكر اليهودي الذي يؤرق الكيان الصهيوني اينما حلّ لا يتوانى عن دعوة العرب من بيروت الى ان يكونوا عادلين وعقلانيين في رؤيتهم للصراع مع الكيان الصهيوني .  فنكلستين المؤمن بعالم بلا حدود يكره الشعبوية عند بعض العرب والهبات العاطفية المستندة الى ردود الفعل لا إلى التخطيط المستمر من اجل التغيير. يبدو الأكاديمي الأميركي متأكدا من ان الكيان الصهيوني مصر كما لم يكن في الماضي على استعادة هيبته من البوابة اللبنانية لان اي نصر في غزة لا ولن يشبعها، من هنا فان حربه القادمة على لبنان ستكون تدميرية وتغييرية حيث ستعمل القوات الصهيونية لضمان نتائجها قبل بدئها معولة على الصراع الطائفي الذي «سينهك لبنان في الأشهر المقبلة». لم يكن الجمهور المنتظر في قاعة عصام فارس في الجامعة الأميركية وصول المفكر الاميركي اليهودي نورمان فنكلستين ينتظر اي مفاجأة من شبيهة تلك التي فجرتها الطالبة اليهودية التي واجهت فنكلستين السنة الماضية اثناء القائه محاضرة في احدى الجامعات الاميركية بادانتها وهي تجهش بالبكاء «عنصرية فنكلستين تجاه ابناء جلدته حين اختار ان ينحاز الى انسانيته في الصراع الصهيوني الفلسطيني الدائر منذ 62 عاماً. يومها لم تفاجئ تلك الطالبة الاستاذ المعروف بمواقفه المناهضة للسياسات الاميركية والصهيونية والذي درس جيدا عمليات غسل الاذهان ومفاعيل الدعاية القائمة على حصاد فكري تزويري من مثيل ذلك الذي ذهب الى دحضه في اطروحته حول التلاعب بحقيقة الديموغرافيا الكائنة في فلسطين في عهد السلطنة العثمانية. خلال تلك المحاضرة التي يؤرخ لها موقع «يو تيوب»، تخترق نبرة فنكلستين المصرة رغم نعومتها صراخ الفتاة الممزوج مع اصوات احتجاج بعض الجمهور مرددة «امسحي دموع التماسيح ايتها الفتاة وكفى كذبا وتضليلا للبشرية». محاضرة بيروت اما في محاضرة بيروت والتي نظمها امس الاول النادي الفلسطيني في الجامعة الاميركية بالتعاون مع مجلة الآداب تحت عنوان «62 عاما من الاحتلال، 62 عاما من المقاومة»، فلم يفسح التماهي في الآراء بين الطلاب والمفكر اليهودي هامشاً كبيرا للاثارة، فكان ارتفاع نبرة فنكلستين الهجومية ضد الادارة الاميركية او الكيان الصهيوني او اطلاقه احدى النوادر المحبكة التي يتميز بها يلهب الجمهور الذي كانت تشعله ايضا الانباء الواردة من تونس والتي كان يحرص مقدم المحاضرة من النادي الفلسطيني على بثها ، وكانت لحظة الذروة تلك التي حملت خبر فرار الرئيس التونسي السابق من بلاده. المنطلق الانساني بدا فنكلستين حريصا على التشديد على المنطلق الانساني لحراكه الفكري تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا الى انه لم يندم يوما على خياراته «لانني من الافضل ان اهاجم على ان اقبل بالسكوت على الظلم». ركز فنكلستين في محاضرته على محوري غزة ولبنان. واستهل ساخرا من مقولة انتصار الكيان الصهيوني في غزة «فعلى من انتصرت؟ على الاشباح؟». وقال ان القوات الصهيونية بدأت تعد العدة منذ العام 2001 بشكل جدي لاعادة تلميع صورة الردع التي خسرتها بعد اضطرار جيشها الى الانسحاب من لبنان في ايار 2000 تحت وطأة ضربات حزب الله. ذلك ان الكيان الصهيوني أراد دائما ان يحافظ على فكرة خوف العرب منها. واضاف بانه في العام 2006، شن اعتى حرب على لبنان وقتل ودمر لكنه مني بهزيمة كبيرة معتبرا ان هدف حرب تموز كان التمهيد لضرب ايران، لذا التصقت الهزيمة الصهيونية بابعاد استراتيجية على صعيد المنطقة. ارادت حكومة الكيان الصهيوني في غزة ان تستعيد هيبتها مع ان الجميع يعلم انه «لا يمكن مقارنة قدرات مقاومة غزة  بقدرات حزب الله». من هنا فان الهدف الصهيوني ركز على «التدمير الهائل لزرع الخوف منها في العالمين العربي والاسلامي». بعد انتهاء الحرب قال الصهاينة «لقد ربحنا». لكن وفق فنكلستين، فانه من البليغ الاستماع الى شهادة احد الضباط الصهاينة وهو يقول : لم يكن هناك حرب في غزة ولا طرفان يتواجهان، لم نر شيئا يتحرك على الارض، لم نر اعداءنا ولم نلق القبض على مقاتلين، لقد كانت حربا من طرف واحد. ويخلص الضابط الى التالي: كان الامر اشبه برحلة صيد او بلعبة بلاي ستايشن. يتساءل فنكلستين مرارا «ما الذي جرى في غزة؟» ليجيب ان «3000 مهمة عسكرية نفذت خلال الحرب ادت الى مقتل اكثر من 4000 مواطن مقابل عدد قليل من الصهاينة ما يدعم نظريتي بان ما جرى لم يكن حربا بين طرفين». ويسأل ايضا فنكلستين «هل هي حرب ام مجزرة؟» ليجيب نفسه: ما حصل في غزة كان حمام دم وليس حربا متوقفا عند حرص الكيان الصهيوني على تدمير البنية الاجتماعية عبر امعانها بالتدمير للتأكد من ان الغزاويين لن يتمكنوا من البناء والنهوض الا بعد فترة طويلة من الزمن. ويخلص فنكلستين الى ان «الكيان الصهيوني لديه دائما من يتفهمه ويقبل أعذاره « متحدثا عن «نظام بروبغندا يعمل على اللاوعي يبرمجه الكيان الصهيوني ومن معه وهو يعمل على تحويل القتلة الى ضحايا». ويقول فنكلستين ان «استهداف الكيان الصهيوني لاسطول الحرية كان عن سابق تصميم وهدف الى ارعاب العالم الاسلامي وانخرط في عملية استعادتها لصورة ردعها». تحضير الساحة ويعتبر ان المشكلة الحقيقية التي تشخصها الحكومات الصهيونية اليوم تكمن في وجود «عرب عادوا ليفكروا كما عرب الخمسينات» في اشارة الى المد الناصري مضيفا ان «الكيان الصهيوني يرتعب من حقيقة ان هناك اليوم من يقرأ عقلها بذكاء شديد وهي ترفع بتصميم شعار : «علينا العودة الى ما كنا عليه في العام 1967 «. اما المكان الامثل لترجمة هذا الشعار فهو : لبنان. لذا يتوقع فنكلستين ان يقوم الكيان الصهيوني بحرب على لبنان في غضون 12 الى 18 شهرا، وذلك بعد ان تكون ازمة المحكمة قد انهكت الداخل اللبناني من خلال العنف الطائفي الذي سيكون هدفه تحضير الساحة اللبنانية للهجوم الصهيوني الضاري.  وفي حديثه عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، يهاجم فنكلستين وزيرة الخارجية الاميركية التي كثفت جولاتها ومواقفها الداعمة للمحكمة في الايام الاخيرة سائلا اياها «لماذا سيدتي لا تطالبين بمحكمة دولية خاصة بالعراق لتتأكدي كيف قضى آلاف العراقيين جراء الحصار الذي طبق في عهد زوجك؟». ويشير فنكلستين الى ان الكيان الصهيوني وفي حربه القادمة سيركز على تطبيق اسلوب ضرب غزة على الضاحية الجنوبية في احد فصول الحرب. ويوافق المفكر اليهودي على ان الحرب القادمة هي حرب تغييرية معتبرا ان السيد حسن نصر الله كان صادقا في المعادلات الحربية التي وضعها وانه لا يمكن توقع ردة الفعل الصهيونية حين تستهدف صواريخ حزب الله تل الربيع. ويشدد على اعتقاده بان الكيان الصهيوني لن يقبل بهزيمة اخرى في لبنان حيث سيقوم الصهاينة بما يمكنهم للتأكد من النتائج قبل بدء الحرب. ويرى أنه يجب القاء مفردات عملية السلام في سلة المهملات بعد مسلسل فشلها المتكرر منوها باهمية استغلال التغيير الكبير في الرأي العام العالمي وخصوصا لدى الجاليات اليهودية في الغرب. كما يجد ضرورة في رصد ابعاد تصويت 80 بالمئة من يهود اميركا الى جانب باراك اوباما في ما كان 65 بالمئة من الاميركيين من اصول لاتينية يصوتون الى جانب الجمهوريين. ويدعو فنكلستين العرب والمؤيدين للفلسطينيين الى «الالتزام بالعقلانية وبالعدالة والى عدم اخراج الطرف الآخر من التفكير في معادلة اي حل مستقبلي للصراع حيث يجب الا تهيمن علينا فكرة يوم النصر الذي يلقى خلاله الصهاينة في البحر». ويبقى الحل الواقعي للقضية الفلسطينية بالنسبة لفنكلستين «المؤمن بعالم بلا حدود»، بأن «يصار الى انسحاب صهيوني الى حدود 1967 وان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة مع ضرورة ايجاد حل عادل للاجئين». كادر- أنا أكره الـ «يوتيوب» توجه فنكلستين الى الحشود الطالبية قائلا: لا يريدونكم ان تقرأوا ولا يريدون لهذا العالم العربي ان يقرأ وربما هم مسرورون الآن للادمان الحاصل على يوتيوب بدل القراءة. ويستطرد ضاحكاً: انتم لم تعرفوني من خلال كتبي بل من خلال ذلك الفيديو الشهير على «يو تيوب». وذكر بأن الكيان الصهيوني وخلال استهدافه الحرم الجامعي في غزة خلال الحرب الاخيرة قامت بتدمير كليات العلوم والتكنولوجيا لكنها لم تقترب من الكلية الأخرى . وخلص الى ان الكيان الصهيوني يزعجها اليوم وجود قوى تقاومها تجيد القراءة جيدا وهي تثبت قدرة على التطور العلمي ايضا . المصدر: صحيفة صد البلد اللبنانية