Menu

إضراب الشيخ خضر عدنان يكشف العورة !! ... بقلم : فارس عبد الله

إضراب الشيخ خضر عدنان  يكشف العورة !! بقلم : فارس عبد الله يدخل الأسير خضر عدنان شهره الثالث في إضرابه الأسطوري عن الطعام  رفضاً للإحتلال الصهيوني ورفضاً لسياساته الهمجية في الاعتقال الإداري , ويشكل الإضراب عن الطعام سلاح الأسرى الوحيد وهم المكبلين بالقيود في الأيدي والأقدام , فيأتي الإضراب عن الإطعام ليشكل قمة العنفوان والإرادة التي ترفض الإذلال والقمع ومصادرة الحريات , وهذا ما عبر عنه الشيخ الأسير خضر عدنان عندما قال كرامتي أغلى من الطعام  .  فعندما يحاول العدو المساس بالكرامة للأسير فإن الطعام لا يعد الحاجة الأساسية بل ما يحتاجه الأسرى هو رؤية الشمس وكسر القيد والخروج إلى فضاءات الحرية بعيداً عن ظلمة السجن وقهر السجان . ليس غريباً أن يضرب الشيخ خضر عدنان عن الطعام هذه المدة الطويلة , فهو الثائر الذي عرفته مدن الضفة وجامعاتها وشوارع رام الله وبيرزيت وجنين وحواري عرابة وطرقاتها , الشيخ خضر ثائر يرفض ان يقضي حياته في قفص الإعتقال الإداري , وهو بهذا الفعل الثوري المتقدم يفتدي مئات بل آلاف الشباب الذي يحاول سيف الاعتقال الإداري قطع  خط سير حياتهم الطبيعي بين أهلهم وذويهم وأبناء شعبهم . لقد تقدم الشيخ خضر بخطوة جريئة ما كان ليقدم عليها غير الشيخ خضر أحد وهو الذي تسلح بإيمانه الثابت والراسخ وعقيدته الصلبة , وهو الواعي لخطورة سياسات الإعتقال الإداري الذي يقضي فيها المعتقل سنوات وسنوات ,بحجة الملفات الأمنية السرية ولكن لهذا الإعتقال أهداف صهيونية خبيثة , لعل من أبرزها تفريغ الوطن من الطاقات الشبابية والكوادر القيادية والعقول الواعية , فليس غريبا أن ترى الكم الأكبر من المعتقلين الإداريين من خيرة أبناء شعبنا وصفوته من الكوادر العلمية والقيادات الجماهيرية وطلاب الجامعات وهكذا يهدف الإحتلال الصهيوني من وراء سياسته الخبيثة في الاعتقال الإداري ليقتل المجتمع ويميت الصحوة بداخله ليهبط بمستوى المناعة الوطنية فيسهل تمرير مخططاته وإستهدافه للقضية الفلسطينية  . شهرين ويزيد على الإضراب المعجزة للشيخ الأسطوري خضر عدنان ماذا قدمنا كشعب فلسطيني وكفصائل فلسطينية لهذه القضية المهمة في صراعنا مع الاحتلال الصهيوني وسياساته المختلفة  ؟ ! . الشيخ خضر يحتاج منا أكثر من هذا الحراك الخجول في بعض شوارع غزة والضفة , ما بال الضفة نائمة عن فارسها الأسير , وهو الذي قدم روحه في أكثر من موقف ليعلو صوت الوطن عالياً شامخاً , وميادين الضفة تشهد لهذا الصوت الصادح بالحق في وجه الاحتلال وأدواته . ألا يحتاج الشيخ خصر عدنان – الذي يقبع في مستشفي صهيوني يصارع الموت – منا وقفة إباء وعنفوان لتهتز الأرض تحت أقدام المحتل البغيض الذي يقتل شبابنا ويصادر أراضينا ويدنس مقدساتنا ويهود قدسنا ويستهدف أقصانا , لقد جاء إضراب الشيخ خضر عدنان ليعيد للقضية صدارتها وللبوصلة إتجاهها الصحيح فالإحتلال الصهيوني هو العدو المركزي للشعب الفلسطيني . معركة الشيخ خضر عدنان تعري فريقين على الساحة الفلسطينية , معركة الشيخ الأسير وأمعائه المنتفضة بسلاح الجوع تكشف الزيف في كثير من فصائلنا , فلا يتكلم أحد عن المقاومة ويستخدمها سلاح دعائي لحزبه , فهل من المنصف أن تترك المقاومة شيخها الأسير بلا مساندة من الممكن أن توقف عجلة الإقتصاد الصهيوني في جنوب فلسطين المحتلة وإلا ما فائدة ترسانة الصواريخ من ( قسام , قدس , ناصر)  إذا لم تنتصر للأسير الذي أفتى علماء الإسلام أن تحريره واجب على كل المسلمين ولو أنفقوا كل أموال بيت مال المسلمين !! فهل حقاً وصلت هذه الفتوى لأصحاب القرار في فصائل المقاومة ؟! أم أن أسرانا ليس ممن تنطبق عليهم هذه الفتوى ؟!  هذا السؤال برسم علماء فلسطين والأمة الذين يتسابقون على تكفير الحكام والمخالفين في زمن الربيع الأكذوبة  . وليكن معلوم للجميع أن كسر إضراب الأسير الشيخ خضر عدنان بدون تحقيق مطالبه العادلة هو إهانة لكل الشعب الفلسطيني وهو ضربه لتيار المقاومة بكافة فصائله وتوجهاته , كما يشكل ذلك لو حدث لا سمح الله فشل سلاح الإضراب عن الطعام في مواجهة الادارة الصهيونية الظالمة في السجون الصهيونية , فلن يكثرت بعد هذا لإضراب الأسرى ولو بقي شهرين ويزيد عن ذلك وهنا يقع على الأسرى واجب النهوض مع أخيهم بعد أن تجاوز كل هذه الأيام الطويلة في معركته القاسية ليعم الإضراب كل السجون الصهيونية رفضاً للأسر الجائر وطلباً للحرية . تخشى السلطة في الضفة أن يعجل إضراب الشيخ خضر عدنان بإنتفاضة ثالثة  طال إنتظارها بعد أن عربد الصهاينة والمستوطنين في الضفة وبعد أن إستجرأ فئران الصهاينة على مساجدنا وأوغل التهويد الصهيوني في أحياء القدس الحبيبة , لذا فإن السلطة تسعى إلى أن لا يمتد الغضب الجماهيري والمساندة للأسير الشيخ خضر عدنان حدود ترسمها عبر الإيحاء بمتابعة المستوى الرسمي للقضية مع الجهات المختلفة في رسالة للجمهور أن أبقى في سبات عميق فالمسئول الخارق قادر عل حل مطالب الشيخ الأسير. والحال محزن في قطاع غزة هي فريق المقاومة يتربع على كراسي مهترئة لسلطة هزلية , من أجلها تم إستدعاء وساطات العالم , لتثبيت هدنة من طرف واحد , حيث يواصل العدو الصهيوني غاراته وقتله وإجرائمه دون رد مؤلم يجبر العدو عن التوقف عن هذا العدوان المتواصل. وتحاول غزة بفصائلها وحكومتها ستر العورة التي فضحها الشيخ خضر عدنان بإضرابه , عبر مسيرات هنا وإعتصامات هناك ومن يقترب من الفعل الثوري لنصرة أخيه الأسير يكون قد أضر بالإجماع الوطني الذي يقول أن يبقى الصهيوني ينعم في مغتصباته يحرث في أرضنا ويأكل من خيراتها دون أن يعكر صفو ذلك فعل العابثين بالمصلحة الوطنية !!! . الشيخ خضر عدنان أمانة في أعناق الجميع وسوف يسأل أصحاب المسؤوليات والأمانات العامة والقيادات العسكرية وكل من يملك وسيلة نصرة لهذا الشيخ الأسير ويتراخى ويتكاسل ويتهاون فلم يعد من مبرر مقبول لهذا الصمت عن الانتصار والمؤازرة والمساندة لشيخنا الأسير الذي يصارع العدو الصهيوني بالأمعاء الجائعة  . كاتب وباحث فلسطيني