Menu
أم الأسير زهير الششنية:صبرنا لا حدود له والفرج يقرع أبواب السجون

أم الأسير زهير الششنية:صبرنا لا حدود له والفرج يقرع أبواب السجون

قــاوم- قسم المتابعة: كل يوم جديد يخرج على أمهات الأسرى يحمل لونا جديدا من المعاناة يختلف طعما ولونا ورائحة عن اليوم الذي مضى.  في بيت إحدى أمهات الأسرى الفلسطينيين الكثير من حكايات قديمة تلفح القلوب لوعة وأسى ، وذكريات أليمة لا يقدرن على متابعة التفكير فيها، لاحت بشائر الأمل من جديد بعد أن قويت سنوات الظلم وأسكنت الحسرة في قلوبهن ،ويبرق الأمل بأسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في أعقاب عملية الوهم المتبدد التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السادس والعشرين من يونيو 2006، فقامت بإعادة الأمل والفرحة لأهالي وأمهات الأسرى بتحرير أبنائهم الذين مكثوا في السجون سنوات طولية ، بأن يعودوا لديارهم محررين عبر صفقة تبادل أسرى مشرفة لهم وللمقاومة الفلسطينية  . قلب مكلوم في مخيم البريج حيث أم الأسير  زهير الششنية المتهم بقتل جندي صهيوني دخل إلى المخيم في شهر سبتمبر عام  1990وقتل بعد انقلاب سيارته. تلك العجوز في الستين من عمرها تحمل جذور الوطن بين وجنتيها ، اعتقل ابنها في22/9/1990م حكم عليه بمدى الحياة قضى منها سبعة عشر عاما . تضع صورته في ساحة البيت لكي لا يغيب عنها لحظة واحدة ،والأجمل من ذلك أنها تحتفظ بلوحة داخل قلبها رسمتها ذاكرة الأيام ، وعندما سألناها عن ’زهير’ نظرت بعيون حزينة واخذت دموعها تنزف تاركة أثارا كأنها منقوشة على وجنتيها لن تمحوها ذاكرة الأيام الخوالي، لكن شروق الشمس وطعم الحرية تفك أصفادها وتحضن عزيزها الذي لطالما حلمت بيوم الحرية  له. تجلس في بيتها ومن حولها أحفادها ومنهم أبناء الأسير صلاح (17سنة) وداليا(19سنة)  تراقب الأخبار عبر وسائل الاعلام عن عملية صفقة تبادل الأسرى إلى أين وصلت متفائلة بالخير إزاء إطلاق ابنها. وبثت لواعج قلبها المكلوم فقالت ’ يا زهير يا حبيبي قضيت كل هذه السنوات وأنا احتفظ بحسرتي لنفسي ، أحاول عدم التأثير على إخوتك ولكنني لا اخفي عليك ضعفي وحنيني، وتصبح أنت كل الأعياد. الفراق يا زهير لا يقتصر على فراق الموت، غيابك هز حياتي وأنا أعض على وجعي لكي لا “أنغص” محاولة من حولي التخفيف عني. أنتظرك ولن أملّ من انتظارك فعودتك هي فرصتي ليبدأ عمري من جديد، لذلك نحن واثقون بفرج الله القريب ، ومعتمدون على نصرة الله لنا وصبرنا الذي لا حدود له ، سوف تقرع أبواب السجون وتتحرر يا عمري’. وأضافت أم زهير بحزن ’غابت الفرحة عن بيتنا منذ زمن طويل فلم يكتف هؤلاء باعتقال ابني زهير ظلما، وإنما هدموا منزلنا مرتين أولاها بعد اعتقاله بنحو شهرين، وآخرها في شهر ديسمبر 2004 عندما فجر جيش الاحتلال المنزل المكون من ثلاثة طوابق دون ذنب اقترفتاه’. وتحدثنا معها عن أوضاع زهير في السجن قالت’ لقد عانى زهير عذابات السجن والسجان لقد كنا نمنع من الزيارة لعدة شهور، أما الآن وبعد الحسم العسكري في غزة بتاريخ 14/6/2007 فقد منعت قوات الاحتلال الصهيوني الزيارة عن جميع أسرى قطاع غزة ،ابني يوجد في سجن نفحة الصحراوي يمارس حياته الرياضية والعلمية ويتصل بنا كل بضعة شهور’. وأضافت أم زهير قائلة ’إن ما تقوم به إدارة السجون من الإهمال الطبي وعدم السماح للأسرى المرضى بالعلاج لهو أمر فظيع ومخيف، فالخطر يهدد أبناءنا جميعاً، فما الذي يمنع تلك الإدارة من مواصلة ممارساتها بحق الأسرى، وما الذي يضمن ألا يتعرض ابني للأخطار التي يتعرض لها كل الأسرى؟ حيث إن الكثيرين منهم لديه أمراض خطيرة تحتاج لتدخل طبي سريع وعاجل، وربما يحتاج الكثير منهم لعمليات جراحية، إلا أن إدارة السجون تتجاهل ذلك ولا تقدم لهم إلا أقراص ’الأكامول’، وتواصل اعتقالهم في ظروف إنسانية وصحية سيئة، مما يفاقم حالتهم الصحية ويزيد المخاطر التي يتعرضون لها، ويهدد حياتهم. الأمل وصفقة المقاومة كما سألناها عن صفقة التبادل فقالت:’كنت أتابع أخبار الصفقات مع حزب الله ومع حركة حماس، متمنية أن يصلني خبر ما يعطيني أملا بأن زهير سيكون ضمن الأسرى الذين سيطلق سراحهم في عمليات التبادل، فقد أمضى (17) عاما في السجن، وليس لدينا أي أمل بإطلاق سراحه إلا من خلال صفقة التبادل التي ستقوم بها المقاومة ’. وتضيف:’نحن لا نأمل أن يطلق سراح أولادنا بالتفاوض، المفاوضون لا يهتمون لأبنائنا الأسرى خاصة القدامى مثل زهير ، لكن أملنا معلق بالمجاهدين والمقاومة التي تأسر الجندي شاليط في غزة’. مشاعر الحاجة أم زهير لا تختلف عن مشاعر الآلاف من أمهات الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الصهيونية، ولا بد أن عائلات الأسيرات الفلسطينيات هم الأكثر تعلقا بهذه الأخبار، حيث تشير الأخبار التي تنشر في وسائل الإعلام أن الصفقة ستشمل الأسرى المحكومين مدى الحياة. أبي إننا ننتظرك من جانبها قالت دالية وهي إحدى ابنتي الأسير’ زهير’ نحن نكبر ونتعلم ونتزوج ولم نعش مع آبائنا ليوم واحد ’ إنها بانتظار أن يحتضنها والدها بعد أن يعود من السجن وهو الذي لم يفعل ذلك منذ اعتقاله قبل سنين طويلة. نحن نعانى نفسياً ونعيش كأيتام بوجود آبائنا في السجون ، ودوماً نتساءل متى سيتم الإفراج عن والدينا ؟متى سنعانق آباءنا ولو لمرة واحدة في حياتنا ، إنهم يموتون في السجون دون أن نراهم. وتابعت داليا ’أن أملها في رؤية أبيها خارج السجن بات قريبا في نجاح صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني ،وان المقاومة هي الحل الوحيد في إطلاق سراح الأسرى لا الاعتماد على المفاوضات التي لاتسمن ولا تغني... ’فأنا أقول اللقاء بات قريبا وأنا انتظرك يا أبي.’ أمهات وزوجات وأبناء الأسرى قادرون على الاحتمال والتحمل وخوض مسابقة الجلد في الانتظار ’والذي انتظر كل هذه السنوات سينتظر هذه الساعات والأيام’.. ولكن وإن أسعفتهن الإرادة فهل تسعفهن الأجساد المثقلة بتعب السنين والأمراض على تحمل سيوف الأيام القادمة.