Menu
الدول المانحة تلوح بربط المساعدات للسلطة بعودتها الى المفاوضات

الدول المانحة تلوح بربط المساعدات للسلطة بعودتها الى المفاوضات

قــاوم- وكالات: اجتمعت الدول المانحة للسلطة الفلسطينية في باريس، ولم يخرج شيء عن الاجتماع الذي انتهى بإلغاء المؤتمر الصحافي المشترك. وارفق الإلغاء ببيان حمل في طيّاته ربطاً لاستمرار المساعدات للسلطة الفلسطينية بتواصل العمليّة السياسيّة. وفي المقابل أعلن الخميس في اجتماع بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا عن تأسيس صندوق للأسهم بقيمة 50 مليون دولار للمؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم في الأراضي الفلسطينية. وجاء الإعلان عن الصندوق الذي يعد الأول من نوعه من صندوق الاستثمار الفلسطيني العام وشركة ’أبراج كابيتال’ المتخصصة في استثمارات الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط. وقال الصندوق العام وشركة الأسهم الخاصة إن الشركات تفتقر إلى سبل الحصول على رأس المال في الأراضي الفلسطينية وهناك حاجة للسيولة النقدية كي تتزايد الآفاق الاقتصادية للمنطقة المتعثرة. وكانت صحيفة ’الاخبار’ اللبنانية ذكرت في تقرير نشرته اليوم الخميس ان لقاءً لـ’مجموعة باريس’ عقد في العاصمة الفرنسية يوم الثلاثاء ضمّ الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره النرويجي يوهانس غيير ستور ومبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط توني بلير، إلى جانب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض. كما حضرالاجتماع، على نحو مفاجئ، وزير الخارجية المصري أحمدابوالغيط ما شكّل أول إشارة إلى تحوّل المجموعة الرباعية إلى خماسية. وعقد الاجتماع حول مائدة عشاء، على أن يعقبه مباشرة مؤتمر صحافي، وهو ما جذب عدداً لا بأس به من الصحافيين وكاميرات التلفزيون، رغم البرد القارس والحرارة التي انخفضت إلى أقل من 5 درجات تحت الصفر في ليل باريس. وبعد دقائق انتظار طويلة في القاعة الذهبية أمام طاولة اصطفّت عليها ستة ميكروفونات، وجلست وراءها مترجمتان، خرج كوشنير ليقول بكل بساطة إنه ’لن يعقد مؤتمر صحافي’. واكتفى بتصريح فضفاض، تبيّن في ما بعد أنه بعض مقتطفات من بيان وزّع ’باللغة الإنكليزية فقط’. وقبل أن يختفي الوزير، سألته الصحيفة عما إذا كان ’عدم قدوم المجتمعين للمؤتمر يمكن أن ينعكس تفسيره سلباً على مسار السلام؟’، فأجاب بنبرة حاول أن تكون هادئة ’أنا متأكد من أنكم لن تفسروا هذا الغياب على نحو سلبي’ ثم اختفى. بالطبع كان رد فعل الصحافيين متوافقاً على أنه ’لو لم يحصل شيء ما داخل الاجتماع’ لما امتنع المجتمعون عن مواجهة الصحافة وأسئلتها، وذلك رغم ’تبريرات’ الناطق الرسمي ومساعديه، الذين أكدوا أن ’سبب هذا الامتناع هو التعب’. إلا أن تصريح كوشنير كان يشير إلى ما أكدته مصادر عدة من أن ’المسار السياسي متوقف’، وهو ما عبر عنه بقوله ’يجب أن لا نشعر بالإحباط، بل يجب مضاعفة الضغوط على أصدقائنا الصهاينة، كما على أصدقائنا الفلسطينيين’. قبل أن يضيف: ’قررنا أن نلتقي كل شهرين’. وأكدت مصادر مطّلعة لـ’الأخبار’ أن مصر سوف تشارك من الآن وصاعداً في هذه الاجتماعات، وهو حسب هذه المصادر ’مؤشر على تحول بارز في عمل اللجنة’، التي هدف إنشاؤها إلى متابعة نتائج المؤتمر الدولي الذي عقد في باريس عام 2007 للدول المانحة للدولة الفلسطينية، إذ تبيّن للجميع أن ’لا مجال لأي تقدم في المسار الاقتصادي التنموي ما دام المسار السياسي مجمداً’. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليروان: ’إعادة مسار السلام هي اليوم ضرورية’. وقد بدا ذلك واضحاً من النقطة الرابعة من النقاط الـ ٩ التي حواها ’البيان الإنكليزي’، إذ ذكر البيان أن ’المانحين دفعوا حتى الآن 5.5 مليارات دولار من أصل 7.7 بلايين دولار وعدوا بها حتى عام 2010’، في إشارة ضمنية إلى ربط المساعدات الباقية بالعملية السياسية. وقالت الصحيفة ان الاوضاع في غزة كانت في لبّ التوتر الذي قاد إلى إلغاء اللقاء مع الصحافيين لم يستطع البيان إلا أن ’يطالب السلطات الصهيونية بتحسين شروط تنقّل الأشخاص والسلع ليس فقط في الضفة الغربية’، في إشارة إلى غزة من دون ذكر اسمها. كما ’لاحظ المجتمعون’ عدم شرعية بعض الإجراءات وخصوصاً الاستيطانية في القدس، التي تضرّ بتحقيق هدف دولتين. وكانت البنود الستة التي تلت ’كلها سياسية’. ويبدو أن البند الرابع كان وراء إثارة بعض التوتر، إذ اشار إلى ان ’الوضع الذي يرثى له في غزة بسبب الحصار’، مع التذكير بالنداءات المطالبة بفتح ممرات الحدود. ورأى مراقبون أن ’فياض لا يستطيع أن يذهب بعيداً في عملية نهوض الوضع الاقتصادي من دون غزة’. وكان فياض قد ذكر خلال لقائه مع رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون قبل انضمامه باجتماع الكي دورسيه: ’صحيح أن بناء مؤسسات دولة فلسطين هو مسؤولية فلسطينية في المقام الأول، لكنها ليست بديلاً من العملية السياسية القادرة على إنهاء الاحتلال’. وأكد حرص السلطة الوطنية على استمرار تحمل مسؤولياتها الكاملة إزاء أبناء شعبنا في القطاع، ورفع المعاناة عنهم. ويرى البعض أن فياض يريد ’إعادة ترميم الثقة مع أهل غزة’، وبات يرى ’الحزم المصري في منع مواد البناء والمواد الأساسية’ عقبة في طريق إعادة اللحمة بين القطاع والضفة الغربية. وكان كوشنير قد بدأ ’مداخلته المقتضبة’ بالتساؤل والإجابة، وهي أسلوبه الجديد للتهرب من أسئلة الصحافة: ’هل هذا يعني أن الدولة الفلسطينية تفرض نفسها؟’ ويجيب ’نعم في الواقع، نعم في مشاريع سلام فياض’. ويسأل مجدداً ’هل هذا يعني أن حصار غزة قد توقف؟’ ويجيب ’لا’، وهو ما أشار حسب أكثر من مراقب إلى أن مسألة غزة كانت في لب ’التوتر الذي ينفيه الجميع’، والذي قاد إلى إلغاء اللقاء مع الصحافيين.