صحيفة: الاحتلال الأمريكي يشتري خروجه من أفغانستان

قــاوم- وكالات : كشفت صحيفة صنداي تايمز أن المجتمع الدولي يلجأ إلى طريقة تعود إلى عدة قرون تتمثل في شراء خروجه من أفغانستان وذلك بعد التراجع عن محاولات تحقيق نصر عسكري على حركة طالبان الأفغانية. وقالت الصحيفة: ’مؤتمر لندن الذي سيبدأ الخميس سيكون أول تجمع دولي كبير مختص بأفغانستان منذ إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما إستراتيجيته العسكرية الشهر الماضي التي تضمنت إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي إلى هناك’. وأشارت إلى أن المؤتمر المتزامن مع زيادة قوات الاحتلال الأمريكية سيقترن بإستراتيجية سياسية جديدة، بالإضافة إلى محاولة مساعدة الحكومة الأفغانية على ضبط الوضع الأمني من خلال تأسيس مليشيات محلية. وأضافت صنداي تايمز: ’في ظل التقارير الاستخباراتية التي تحذر من أن نفوذ طالبان آخذ في التمدد فإن الهدفين باتا الآن في دائرة الخطر، حيث أدت الانقسامات بين المسئولين العسكريين والمدنيين إلى تعليق برنامج المليشيات، في وقت ينظر فيه إلى حكومة كرزاي الجديدة على أنها أكثر فسادًا من سابقتها، ومن ثم فإن الفشل في تقديم حكومة فاعلة يعتبر عاملاص جوهريًا في تنامي نفوذ طالبان. ويرى بعض المراقبين أن تشكيل مليشيات في المناطق التي لا تواجه فيها قوات أفغانية أو جنود تابعون للناتو مقاومة كبيرة من جانب طالبان ربما يساهم في تسليم زمام السيطرة على الأمن للسلطات الأفغانية. وحذر القائد الأمريكي الجنرال مايكل فلين خلال تقييمه لعام 2010 من أن طالبان تحكم قبضتها على مناطق السكان المدنيين، وتعتقد بضرورة المضي في ’تفجير الجنود الأجانب’ من أجل تحقيق النصر. كرزاي يطرح برنامجًا لاستقطاب مقاتلي طالبان وكان الرئيس الأفغاني المدعوم من الغرب ’حامد كرزاي’ قد أعلن أنه يعتزم إطلاق برنامج لاستقطاب مقاتلي حركة طالبان مقابل معونات مادية، مشيرًا إلى البرنامج سيجري تمويله من قبل ’القوى الكبرى’. وقال كرزاي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية اليوم الجمعة: إن خطته هذه تلقى دعمًا أمريكيا وبريطانيا، مضيفًا أن كلتا الدولتين ستؤكدان في مؤتمر سيعقد في لندن حول أفغانستان الأسبوع القادم أنهما تدعمان برنامجه. وأشار إلى أن اليابان أيضًا مستعدة للمساهمة ماليًّا في البرنامج. ويتوقع أن يشارك في مؤتمر لندن أكثر من 60 دولة بالإضافة إلى الأطراف المشاركة في احتلال أفغانستان. ويهدف المؤتمر الذي دعت إليه فرنسا وألمانيا وبريطانيا بدعم الولايات المتحدة، إلى دعم العلاقات بين الحكومة الأفغانية الجديدة والأسرة الدولية. فشل استقطاب مقاتلي طالبان وتقول ’بي بي سي’: إن حركة طالبان تقدم لمتطوعيها دعما ماليا يفوق ما تدفعه الحكومة الأفغانية لجنودها. علمًا بأن جهودًا سابقة فشلت في استقطاب مقاتلي طالبان. ويشكك خبراء في جدوى هذه الخطة التي سيطرحها كرزاي، ويقولون إن السؤال الأهم هو ما إذا كانت الحكومة الأفغانية قادرة على جذب عشرات الآلاف من المقاتلين الأفغان من التلال ودفع رواتب لهم وتوفير تدريب على العمل وتعليم لهم بالإضافة إلى الحماية التي لم تكن موجودة من قبل. ونقلت رويترز عن ’بريان كاتوليس’، وهو خبير في شؤون أفغانستان في مركز التقدم الأمريكي وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن: ’مبعث قلقي الأكبر هو ما إذا كانت الحكومة الأفغانية قادرة على فعل هذا. ما هي الخطة على المستوى الوطني وعلى مستوى الأقاليم’.من جانبه، يشير محمد معصوم ستانيكزاي المسئول الأفغاني عن البرنامج إلى أن التفاصيل النهائية للخطة يتم وضعها وأن اجتماعا سيعقد بعد مؤتمر لندن لشيوخ القبائل والزعماء الذين يتمتعون بالنفوذ على مستوى الأقاليم والمناطق.