Menu

جنين ومخيمها.. عندما تكون الاقتحامات الإسرائيلية أكثر كلفة

قاوم قسم المتابعة/دخلت الضفة المحتلة مرحلة جديدة من مراحل تطور المقاومة المسلحة بعد تفجير عدة عبوات ناسفة في آليات جيش الاحتلال بمخيم جنين أدت إحداها لإصابة 7 جنود صهاينة.

وقالت الإعلام العبري  إن 7 جيبات ومركبات تعرضت للإعطاب بعد تفجير عبوات ناسفة فيها خلال اقتحام جيش الاحتلال مخيم جنين، مضيفة أن سحبها إلى خارج المخيم سيستغرق ساعات.

وحسب مسؤول أمني صهيوني، تزن إحدى العبوات التي انفجرت بإحدى المركبات في جنين نحو 40 كيلوغراماً وهو ما تسبب بإصابة 7 جنود أحدهم بجراح خطيرة.

ولم يعهد جيش الاحتلال سابقًا مواجهة سيناريو مماثل في الضفة؛ إذ كانت تقتصر المقاومة على الاشتباكات المسلحة بالرصاص أو العبوات بدائية الصنع.

تطور ملموس

ويعتقد مراقبون أن ما شهده مخيم جنين دليل تطور ملموس في أداء المقاومة وهو تدشين لمرحلة جديدة عنوانها أن الاقتحامات الصهيونية في الضفة ستكون أكثر كلفة من الآن فصاعدًا.

الكاتب والمختص بالشأن السياسي خالد معالي يقول إن ما حصل في جنين تطور نوعي للمقاومة التي انتقلت من أسلوب ردود الفعل والاسترجال والعاطفة والرد المباشر على اقتحام قوات الاحتلال، إلى أسلوب الكمائن الذي يفعل فعلته بجيش الاحتلال أكثر.

ويؤكد معالي أن "المقاومة واعية وتتطور ولا تقدم تضحيات مجانية كما كان يدعي البعض".

ويضيف أن المقاومة دائما على أهبة الاستعداد وتستجيب للنقد البناء وبالتالي تتجنب الأخطاء السابقة والتغلب عليها وهذا هو أكثر ما يقلق الاحتلال.

ويشير معالي إلى ما قاله قادة في جيش الاحتلال إنهم سيعيدون التفكير بنوعية الآليات التي ستقتحم المدن بعدما حصل من تفجير عبوة بزنة 40 كلغم تسببت بإصابة 7 جنود داخل مركبة محصنة.

وتابع أن "تغيير جيش الاحتلال لأي خطط يعني أن ذلك سيكلفه كثيرًا؛ سواء من الناحية المادية أو البشرية أو إعداد الخطط وهو ما سيصب في صالح المقاومة؛ فكلما ثقلت آليات الاحتلال وكانت أكثر تحصينًا ودقة يعني إعطاء فرصة للمقاومين للانسحاب وإفراغ مركز قوة الاحتلال في حالة الهجوم".

ويرى معالي أن الضفة بدأت في الانتقال إلى مرحلة الانتفاضة الثالثة وانتفاضة مقاومة مسلحة وهو ما يخشاه الاحتلال وبالتالي الضفة مقبلة على صفيح ساخن وحقل ألغام أكثر فأكثر وهذا ما سيكلف جيش الاحتلال كثيرًا مهما دفع الشعب الفلسطيني من تضحيات.

ويستبعد المحلل السياسي أن يقدم الاحتلال على عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة لأنها مكلفة له كثيرًا، مشيرًا إلى أنه سيواصل الاعتماد على أسلوب العمليات المركزة وهي أنجع بالنسبة له لأنها أقل كلفة وقابلية لإشعال الأوضاع.

مرحلة جديدة

بينما يقول المحلل السياسي مصطفى الصواف إن ما جرى في جنين هو الصورة التي ستكون بين المقاومة والاحتلال من الآن فصاعدًا.

ويؤكد أن جنين والضفة اليوم في وضع أفضل مما كانت عليه من ناحية التشكيلات العسكرية وتطوير أدوات المقاومة والحاضنة الشعبية.

ويشير الصواف إلى أن هذه العوامل تؤكد أن المقاومة في حالة تطور ودليل ذلك الكمين الذي نصب للقوة وأوقع فيها ما أوقع ما دفع الاحتلال لاستخدام طائرات الاباتشي لقصف مناطق في جنين وهي المرة الأولى التي يقوم بها في محاولة لإنقاذ جنوده.

وحول احتمالية تنفيذ العدوان عملية عسكرية في شمال الضفة، يقول الصواف إن الاحتلال يفكر دائما بشكل جاد بالعدوان على شعبنا الفلسطيني.

ويضيف أن المواجهة التي حدثت والتصدي القوي من المقاومة سيجعل الاحتلال يفكر ألف مرة قبل تنفيذ عملية عسكرية، مشيرا إلى أن تطور المقاومة وأدواتها سيكون له دور كبير في كبح جماح الاحتلال.

ويشدد الصواف على أن التطور الذي عليه المقاومة اليوم هو البداية التي تؤسس للانتقال إلى مراحل أكبر من العمل المسلح.