Menu

عندما تجعل المقاومة الاحتلال عاجزاً عن اتخاذ قرار!

قــاوم_قسم المتابعة/منذ انطلاق مسيرات العودة أواخر آذار مارس الماضي والاحتلال يسعى إلى تثبيت قواعد رادعة لنضال الشعب الفلسطيني السلمي والعسكري، حيث دأب على قتل المتظاهرين وإصابتهم بحجة حفاظه على السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة وأراضينا المحتلة، ثم شرع العدو بقصف المراصد والمواقع العسكرية للمقاومة في محاولة لاستنزافها.

المقاومة فهمت مراد الاحتلال وعملت منذ اللحظة الأولى على تفويت الفرصة عليه، وذلك لإعطاء فرصة للمقاومة السلمية المتمثلة بمسيرات العودة، وكذلك حتى لا تنزلق الأمور إلى مواجهة عسكرية تتسبب بمزيد من الأزمات في قطاع غزة الذي يشهد حصاراً خانقاً، فقد عملت المقاومة على التزام الصمت لفترة، ثم ما لبثت أن ردّت على جرائم الاحتلال بقصف منطقة "غلاف غزة"، الأمر الذي جعل الاحتلال يعيد حساباته قبل ارتكاب أي جريمة.

نجحت المقاومة في تثبيت معادلة القصف بالقصف، وكشفت هذه المعادلة عن ميّزتين تمتعت بهما المقاومة:الأولى، سرعة الرد وجهوزية المقاومة، والثانية اتحاد الفصائل في غزة بغرفة عمليات مشتركة منعت الاحتلال من التفرد بأي فصيل دون آخر، الأمر الذي أربك قرار الاحتلال فعلاً.

ومذ ذلك اليوم، والمقاومة تشكل رادعاً امام الاحتلال، وأجبرت قادة العدو على الاعتراف بتآكل قوة الردع أمام المقاومة، وأجبرت الرأي العام الصهيوني أيضاً على الاعتراض على سياسات نتنياهو تجاه قطاع غزة، حيث بلغت نسبة المعارضة لهذه السياسات (64%)، وهذه نسبة لا تبشّر نتنياهو ولا ليبرمان بخير.

وأمام الخيبات المتتالية التي تلحقها المقاومة بالعدو الصهيوني من خلال جولات التصعيد وفرض المعادلات، يبقى العدو حائراً أمام خياراته التي وضعها للتعامل مع غزة والمقاومة، وهذا ما اعترفت به وسائل إعلام العدو أن نتنياهو منع ليبرمان من إعلان الحرب على غزة مرتين خلال الشهر الماضي، هذا جعل تخبط نتنياهو وليبرمان مادة دسمة يتناوله الإعلام الصهيوني، حيث شبّه الإعلام قادة الجيش ونتنياهو بأنهم أرانب لا يقوون على اتخاذ أي قرار تجاه قطاع غزة والمقاومة.