Menu

"وحدة السايبر".. صراع الأدمغة يحتدم بين المقاومة والكيان الصهيوني

قـــاوم_قسم المتابعة/ تواصل المقاومة الفلسطينية صراع الأدمغة ضد منظومة الاحتلال لتدخل خلال السنوات المنصرمة في حرب من نوع جديد تعد الأخطر من الناحية الأمنية، في الوقت الذي شهدت فيه وحدات السايبر لدى المقاومة تطورًا غير مسبوق في مجابهة "حرب السايبر" الإلكترونية المفتوحة مع الاحتلال.

ونفذت وحدات السايبر في المقاومة عدة هجمات إلكترونية ضد الكيان الصهيوني خلال الأعوام السابقة، حيث استهدفت المقاومة عدة منظومات حيوية للاحتلال.

احترافية ودقة عالية

المختص في الشؤون الأمنية سائد حسونة، أكد ان أهمية عمل وحدة السايبر التابعة للمقاومة الفلسطينية تكمن في تنفيذ المهام باحترافية ودقة عالية، ما يُسهم في الحصول على معلومات وبيانات حسّاسة تُفيد المقاومة في صراعها مع الاحتلال باعتبارها تمس الكيان ووزارته المختلفة"، ما يُمكنها من فهم مجريات المعركة بشكل أعمق وأدق.

وقال حسونة أن أفراد المقاومة يستخدمون تقنيات الأمن السيبراني في تسهيل انجاز العديد من المهام المُحددة، عبر التراسل المُشفر ونقل البيانات عبر شبكة الانترنت ضمن قنوات آمنة، مشيرًا إلى أن هذه التقنيات تسهم في توفير الوقت والجهد وتكون ذات تكلفة أقل.

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية عملت على تطوير "العقول" بما يخدم مشروع التحرير خلال السنوات الماضية، مبينًا أنها استطاعت عبر الدول الصديقة والمُحبة للشعب الفلسطيني من إحداث اختراق حقيقي بصقل مهارات العاملين في هذا المجال، رغم الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة.

تعطيل الجبهة الداخلية

وأشار المختص في الشؤون الأمنية، غلى أن المقاومة نجحت في تأسيس منظومة دفاع سيبرانية إلكترونية تهدف إلى حماية الجبهة الداخلية، والتنبؤ بأي حماقة قد يرتكبها الاحتلال مِن خِلال تعقب أدواته سواءً طائرات الاستطلاع والقبة الحديدية، وعمل شركات الكهرباء، وصفارات الانذار، لافتًا أن المقاومة تمكنت من تعطيل عمل الجبهة الداخلية الصهيونية وتعطيل عمل أجهزة الاستخبارات.

عمل مستمر

الخبير في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، قال إن وحدة السايبر للمقاومة تولي اهتمامًا كبيرًا بالجبهة الداخلية من خلال اكتشاف العديد من أدوات ووسائل العدو الاستخبارية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها تواصل العمل المستمر على تحجيم وضرب قدرات العدو، من خلال وحدات المقاومة وأجهزتها الفنية

وأضاف أبو زبيدة إن "سايبر المقاومة" لديها من الشباب والخبرات ذو عقليات إبداعية تستفيد وتتعلم من كل مصدر ممكن، لافتًا أنها تعتمد على نفسها في تطوير قدراتها ووسائلها الاستخبارية في جمع المعلومات.

نجاحات متقدمة

وأكد أن العمل الفني التقني الاستخباري للمقاومة بات يحقق نجاحات متقدمة على صعيد المواجهة مع العدو، موضحًا أن طبيعة عملها تتضمن العمل الدفاعي والوقائي والهجومي، مبينًا أن الهجومي يتمثل في مراقبة العدو واختراقه وكشف خططه والتشويش عليه، أما الدفاعي يتمثل في منع العدو من التجسس التكنولوجي ومنع خرق نظم ووحدات المقاومة والحد من حركته والايقاع به، فيما يهتم العمل الوقائي بإمكانية السيطرة على الاتصالات ومواقع الانترنت.

ولفت أبو زبيدة، أن الكيان الصهيوني في كل مفاصله التجارية والاقتصادية والأمنية بات تحت ضربات وحدات السايبر بالإضافة إلى الجنود الميدانيين، مشيرًا إلى أن المقاوم السيبراني أصبح يمثل تهديدًا جديًا وحقيقيًا على المؤسسة الأمنية الصهيونية.

وتابع: "كل ذلك هو ما يرعب الاحتلال بأن المقاومة الآن باتت تمتلك جيشاً إلكترونياً يشكل حالة فزع للمنظومة الأمنية الصهيونية في حال نشوب أي صراع جديد، فالهجوم السيبراني قادر على أن يحقق ما يوازي ألف صاروخ".

أدلة دامغة

كما أشار إلى أنه من خلال وحدات السايبر نمت قُدرة استخبارات المقاومة على مُراقبة خلايا الاحتلال وجَمْع الأدلَّة المطلوبة لمواجهة المُتخابِر بالأدلَّة الدامِغة التي تشلّ عنده أية مُناوَرة، مضيفًا أن هذه المُراقبة تتخلَّلها أدلَّة قوية (اتصالات، صوَر، تسجيل مُكالمات، سفر، مُتابعة، مُطارِدة، مُراقَبة، تقصّ) وحينها ستصبح مهمّة تجنيده مُمكِنَة.

وأردف: "استخبارات المقاومة ووحدات السايبر أصبحت على عِلم وإطّلاع على العدو فتستعدّ على أساسٍ مَعْرِفي، ومن هنا يبقى أهم واجب الاستخبارات هو الإنذار المُسبَق لمَنْعِ المُباغَتة وهذا ما تعمل عليه على مدار الساعة".

ووفق أبو زبيدة، فإن المخابرات الصهيونية تجتهد بالبحث عن أساليب ووسائل إسقاط الفلسطينيين في براثن العمالة، والتجسس لصالحها، لافتًا أنها تسعى للتنويع في الآليات التي تستخدمها وتطورها وتحدثها، للنيل من الخصم وإلحاق الأذى به على المستويات النفسية والمادية والبشرية، وضرب روحه المعنوية والقتالية

كما شدد المختص العسكري، على ضرورة تحصين المجتمع الفلسطيني وتعزيز وعيه الأمني، للتحصين وحماية الشعب وعناصر المقاومة من الهجمات الصهيونية، لوجود أبواب ومنافذ عديدة يستغلها الاحتلال وأعوانه في اختراق الصف الفلسطيني.

وفشلت محاولات مخابرات العدو في اختراق المجتمع الفلسطيني، وكي وعيه، لذلك يلجأ إلى أساليب قائمة على التحايل والخداع، فالوعي الأمني والمسؤولية الوطنية حصناً منيعا لإفشال تلك الأساليب وفضحها. وفق أبو زبيدة.

وشدد على أن المقاومة أثبتت قُدرتها على تفكيك شبكات العدو والقيام بالتجنيد العكسي المُزدَوِج، واستفادت من ذلك من خلال انتزاع دوافِع وأهداف العدو من التجنيد وتحويل ذلك إلى صالحها.