Menu

مؤسسة فلسطينية: الاحتلال يعزل 19 أسيرًا في ظروف شديدة القسوة

قـــاوم_قسم المتابعة / قالت مؤسسة حقوقية فلسطينية تعنى بحقوق الإنسان إن الاحتلال عزل في سجن النقب (جنوب فلسطين المحتلة عام 1948) 19 فلسطينيًّا في "ظروف شديدة القسوة".

ونقلت مؤسسة "الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان" (غير حكومية) عبر محاميها سامي سمعان، عن الأسير نبيل مغيّر -أحد الأسرى المعزولين- قوله: إنهم "يعانون من ظروف شديدة القسوة وتحطّ بالكرامة، في ظل عقوبات جماعية تصل حد التعذيب".

وأضاف أنه وزملاءه "أُدخلوا قسم 6 في السجن مجردين من حاجاتهم الشخصية في زنازين لا تصلح للاستخدام البشري، بعد حوالي 10 أيام من إحراق القسم وتفريق أسرى المقاومة منه على سجني إيلا وعسقلان، على خلفية نفق سجن جلبوع".

وتابع: "يعيش الأسرى الـ 14 بانقطاع تام عن العالم الخارجي؛ إذ إنهم لم يتلقوا زيارة من الصليب الأحمر أو أي طرف آخر قبل زيارة محامي الضمير لهم، بالإضافة لوجود 5 أسرى آخرين معزولين في زنازين أخرى بالنقب".

ويصف المغيّر الزنازين التي احتجزوا فيها بـ"الكهف"، مشيرًا إلى أنه تم وضع كل أسيرين في غرفة خاوية تفحمت جدرانها وأرضياتها والأبراش الحديدية فيها، كما أن رائحة الحريق المتعشقة في الغرف التي تفتتت قصارتها مؤذية جداً للأسرى ولا ضوء فيها".

وذكر أنه لا تتوفر للأسرى ملابس أو فرشات أو بطانيات "وتُحضر إدارة السجن فرشة وبطانية لكل أسير بعد منتصف الليل ويسحبونها قبل شروق الشمس، ومن يريد النوم بعدها يتمدد على صاج الأبراش المتهالك (الأسرة الحديدية)".

وأشار إلى معاناة الأسرى من البرد القارس ليلاً حيث طلبوا سترات من إدارة السجن دون استجابة، ما أدى إلى مضاعفات لأمراضهم من شدة البرد، ودون أن يُحول أحد منهم للعيادة، عدا عن أن نوافذ الزنازين بلا زجاج "ما يتيح دخول الزواحف والحشرات". 

وعن نوعية الطعام المقدم، قال الأسير "المغيّر": "نعاني من شدة رداءة الطعام المقدم، وقد أعاد الأسرى الأكل أكثر من مرة كخطوة احتجاجية، ولكن دون جدوى".

وأفاد أن الأسرى لا يخرجون معا للفورة الاعتيادية (ساحة السجن)، وإنما "يخرِجون كل أسيرين على حدة، مكبّلي الأيدي، ولساعة واحدة فقط ومحاطة بالسياج كالقفص".

وبيّن أنهم يشهدون ظروف عزل "غير مسبوقة" ومخالفة لقانون السجون -وفق "المغيّر"-، وأشار إلى أنهم "لم يحوّلوا للمحاكم، ولم توجه لهم تهم أو يحدد السقف الزمني لعزلهم، ولم يتواصل معهم أي أحد من إدارة السجن".

وإضافة للأسرى المعزولين في "قسم 6"، يرسف خمسة أسرى آخرون في زنازين العزل في السجن ذاته، حيث عزلوا لأسبوع بعد تحرير الأسرى الـ6 لأنفسهم من "جلبوع"، بادعاء أن لهم علاقة "بهروبهم"، وتمدد عزلهم مرتين، بظروف عزل غير طبيعية وغير قانونية، كما أفاد أحدهم وهو الأسير "تميم سالم" أثناء لقائه محامي مؤسسة "الضمير".

ويضيف سالم: "يعايش الأسرى الخمسة ظروفاً صعبة حيث يبقى الأسرى مكبلي الأيدي والأرجل عند خروجهم للفورة التي تشبه صندوق حديد، ويعانون من ارتفاع درجة الحرارة الشديد نهاراً وانخفاضها ليلاً، وقد أصيب أحدهم بالتواء في ظهره نتيجة حركته أثناء تكبيله، ودخل 3 منهم بإضراب عن الطعام 4 أيام، وعلقوه إثر تحسين بعض أمور الكانتينة، وتجنباً لتعارضهم مع خطوات الأسرى الجماعية".

وبحسب المؤسسة الحقوقية؛ يتعرض أسرى فصائل المقاومة في السجون لإجراءات قمعية مشددة، وصلت إلى حد أن من يمتنع منهم عن الوقوف على العدد صباحاً من أسرى الجهاد في بقية الأقسام يُغَرّم 564 شيكلا (175 دولارا) ويمنع من الزيارة والكانتينة شهرًا.

وطالبت مؤسسة "الضمير" المؤسسات الحقوقية والدولية، وعلى رأسها الصليب الأحمر، بالوقوف على دورها لضمان حقوقهم، وزيارة الأسرى والاطلاع على ظروفهم والضغط بكل الوسائل الممكنة لرفع العقوبات الجماعية التي تحطُّ من كرامتهم وتنتقص من آدميتهم.