Menu
20 أسيراً معاقاً في سجون الاحتلال يعيشون بين المطرقة والسندان

20 أسيراً معاقاً في سجون الاحتلال يعيشون بين المطرقة والسندان

قــاوم-غزة: كثرت الإحصائيات والدراسات التي تحدث عن المعاقين وبعضها أكد بان نسبة المعاقين لدى الشعب الفلسطيني الأعلى في العالم ، وان هناك أكثر من 600 معاق خلال الحرب الأخيرة على غزة ، وهؤلاء المعاقين جميعهم يقاسون معاناة واحدة فقط وهى معاناة الإعاقة ، في الوقت الذي يقدم لهم المجتمع ومؤسساته الطبية والاجتماعية ما يستطيع من مساعدات تناسب أوضاعهم ،  بينما لم يتحدث احد عن أولئك المعاقين الذين تتضاعف معاناتهم ،حيث بجانب الإعاقة يعانون ظلم الأسر في سجون الاحتلال الصهيوني ، ويتحملون ممارسات وانتهاكات الاحتلال ، ويحرمون من كل حقوقهم ولا توفر لهم سلطات الاحتلال احتياجاتهم الخاصة لكي يتمكنوا من ممارسة حياتهم كباقي البشر .   وأكدت وزارة شئون الأسرى والمحررين في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي للمعاق الذي يوافق الثالث من كانون أول/ ديسمبر من كل عام، بان هناك (20) أسيراً يعانون من الإعاقة بأشكالها المتعددة في سجون الاحتلال ، وذلك نتيجة إصابتهم بالرصاص أو القذائف أثناء عملية الاعتقال، ولم يتم تقديم العلاج لهم بشكل مباشر أو استغلال إصابتهم لانتزاع اعترافات منهم، مما إلى فقدان الأمل في شفائهم وإصابتهم بإعاقات دائمة ،وهناك من الأسرى من أصيبوا بإعاقات نتيجة ممارسة وسائل التعذيب القاسية والمحرمة ومنهم على سيبل المثال الأسير ’’ لؤي ساطي الأشقر ’وهو شقيق الأسير الشهيد ’محمد الأشقر’ الذي استشهد في سجن النقب قبل عامين نتيجة إطلاق النار عليه مباشرة ،  وكان ’لؤى’ قد اعتقل عام 2005 وتعرض في مركز تحقيق الجلمة لتعذيب وحشي أدى إلى كسر إحدى فقرات العمود الفقري و إصابته بشلل وأصبح يستخدم الكرسي المتحرك للتنقل ، ويخضع الأسير للاعتقال الادارى .   وهناك عدد من الأسرى اعتقلوا وهم يعانون من إعاقات نفسية وجسدية مختلفة ولم تراعى سلطات الاحتلال ظروفهم الخاصة ،وبعضهم تم اعتقاله وهو على كرسيه المتحرك ، كالأسير ’ناهض فرج الأقرع ’ 41 عاماً من غزة والذي اعتقل أثناء عودته عن معبر الكرامة ،من رحلة علاج في الأردن ،ويعانى من بتر ساقه الأيمن من أعلاه و تهتك بالعظام في ساقه الأيسر المهدد بالبتر أيضاً ويرقد على كرسي متحرك ، وعلى الرغم من ذلك اخضع لتعذيب قاسي ، وحكمت عليه إحدى المحاكم الصهيونية بالسجن المؤبد 3 مرات ، والأسير ’ خالد الشاويش ’ من رام الله  المحكوم عشر مؤبدات يعاني من الشلل النصفي ، والأسير ’ محمد مصطفي عبد العزيز’ من غزة معتقل منذ تسع سنوات ومحكوم بالسجن 12 عاما مصاب بشلل نصفي .   افتقار للأجهزة المساعدة   وقال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة أن سجون الاحتلال تخلو من الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأيدي والأرجل ، والنظارات الطبية ،أو أجهزة خاصة بالأسرى الذين لا يستطيعون السير ، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة ، وهذا يزيد من معاناة الأسرى المعاقين في السجون ، حتى أن الاحتلال يرفض ادخل تلك الأجهزة الطبية عن طريق مؤسسات خاصة أو منظمات حقوقية .   وأشار الأشقر إلى أن الأسرى المعاقين لا يحظون بمعاملة إنسانية خاصة نظراً للظروف  الصعبة التي يعانون منها ،ويتعرضون لكافة الانتهاكات والممارسات التعسفية التي يعانى منها بقية الأسرى ، ويحرمون من احتياجاتهم الخاصة ، ولا تتوفر لهم الرعاية والمتابعة الطبية  اللازمة ،بل قد يتعرضون للضرب والاهانة خلال علميات التفتيش والقمع التي تمارسها سلطات السجون بشكل كثيف ، كذلك لا تراعى إدارة السجون ظروفهم في عمليات النقل للمحاكم أو العيادات أو التنقلات بين السجون ، حيث يخضعون للركوب في سيارة البوسطة التي لا تناسب الأصحاء فلا يوجد بها مكان للجلوس ، وقد تستمر    عملية النقل لعشر ساعات أو أكثر دون أن يسمح لهم بقضاء الحاجة أو الأكل أو الشرب .   فاقدو البصر   وأوضح الأشقر أن من بين الأسرى الذين يعانون من إعاقات اثنين فاقدي البصر بشكل كامل وهما الأسير المقدسي ’علاء البازيان’ وهو معتقل منذ 24 عاماً ومحكوم بالسجن المؤبد، وتوفى ولده قبل شهرين وهو فى الأسر،  والأسير ’ عبادة سعيد بلال ’ (30 عامًا) من مدينة نابلس محكوم بالسجن لمدة 11 عام ، أمضى منها سبعة وكانت سلطات الاحتلال قد أعادته للتحقيق مرة أخرى في زنازين سجن ’بتاح تكفا’ قبل أسبوعين بعد أن قامت باختطاف زوجته عند أحد الحواجز على مدخل مدينة رام الله .   كما أن هناك العشرات من الأسرى المهددين بفقد البصر نتيجة إصابتهم بأمراض العيون دون أن توفر لهم إدارات السجون العلاجات الخاصة ، أو تجرى لهم العلميات المناسبة ، او تقوم بعرضهم على طبيب عيون متخصص ، مما يشكل خطر على سلامه البصر لدى هؤلاء الأسرى .   إهمال وأمراض مختلفة   وبينت الوزارة أن غالبية المعتقلين الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية نظراً لتردى ظروف احتجازهم في السجون الصهيونية، فخلال فترة التحقيق يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة،و يتعرضون لسوء المعاملة ، والضرب والتعذيب ، والإرهاق النفسي والعصبي ، كذلك تعانى السجون من افتقارها إلى الطواقم الطبية المتخصصة ، وهناك بعض السجون لا يوجد بها طبيب، لذا ينتظر الأسرى فترات طويلة ليتم عرضهم على طبيب متخصص .   كما أن العشرات من المعتقلين الذين اجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية ، وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة ترفض إدارة السجون نقلهم للعيادات أو المستشفيات ، ولا زالت تعالجهم بحبة الأكامول  التي يصفها الأطباء لجميع الأمراض على اختلافها .   كذلك أدى تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض العمليات للمرضى إلى بتر أطراف من أجساد معتقلين ، كما أن هناك معتقلين ادخلوا إلى عيادات ومستشفيات السجون وهم يعانون من أعراض مرضية بسيطة، وغادروه بعاهات مستديمة وأمراض خطيرة ، فيما أدى تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية وصور الأشعة  والتي تكتشف المرض فى مراحله الأولى إلى استفحال الأمراض في أجساد الأسرى ، فقد ينتظر الأسير المريض لشهور طويلة ولسنوات لكي تسمح له إدارة السجن بإجراء تحليل أو صورة أشعة، كذلك أدى التأخر المتعمد فى إجراء عمليات جراحية عاجلة لبعض الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة وصعبة إلى انعدام الأمل في الشفاء وتعرض الأسرى إلى خطر حقيقي على حياتهم .   فقد أصبح الإهمال الطبي في السجون الصهيونية أحد الأسلحة التي تستخدمها سلطات الاحتلال لقتل الأسرى وتركهم فريسة سهلة للأمراض الفتاكة .   وتعمد إدارة السجون الصهيونية إلى استغلال مرض الأسرى وحاجتهم للحصول على العلاج، لابتزازهم على التعامل مع الاحتلال، أو تقديم معلومات عن أنفسهم وغيرهم من المعتقلين، وإلا لن تقدم لهم العلاج، وخاصة الأسرى الذين يخضعون للتحقيق والذين يُعتقلون بعد إصابتهم بالرصاص، والضغط عليهم بعدم إسعافهم أو علاجهم لكي يقدموا اعترافا أمام جهاز المخابرات الصهيوني المسئول عن التحقيق معهم.   وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ، وقف سياسة الاستهتار بحياة الأسرى الذين يعانون من إعاقات  ، والضغط على الاحتلال لإطلاق سراحهم دون شرط ، مراعاة لظروفهم الخاصة .