Menu
وزارة الأسرى: الأسيرات في سجون العدو يتعرضن لأعنف حملة قمع منظمة

وزارة الأسرى: الأسيرات في سجون العدو يتعرضن لأعنف حملة قمع منظمة

قــاوم-قسم المتابعة: لم تكن السيدة أم وسام دوفش الأولى، ولن تكون الأخيرة التي تتعرض للاعتداء بالضرب والشتم والاعتقال بسبب رفضها خلع ملابسها بعد أن أوقفها الجنود الصهاينة وهى عائدة إلى منزلها على الحاجز المقام على مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، حيث تتعرض النساء الفلسطينيات يوميًّا لمثل هذه الاعتداءات على الحواجز الصهيونية المنتشرة بكثرة في الضفة الغربية المحتلة، حيث لا تزال ماثلة في الأذهان صورة المرأة التي تعرضت لهجوم من قِبل أحد الكلاب البوليسية التي ترافق جنود الاحتلال وأمسكها من يديها بوحشية.   وزارة الاسرى والمحررين سلطت الضوء، في تقرير لها صدر اليوم السبت (28-11)  ، على المعاملة القاسية التي تتعرض لها الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء، والذي أقرته الأمم المتحدة في الخامس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، ولكنها بكل تأكيد لا تتابع من يقومون بمخالفة هذه المواثيق والاتفاقيات، ويضربون بعرض الحائط أبسط قواعد حقوق الإنسان، وفى مقدمتهم دولة الاحتلال.   وأكدت الوزارة بهذه المناسبة أن الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه 34 أسيرة، وهو العدد المتبقي من أكثر من 800 أسيرة تم اختطافهن خلال انتفاضة الأقصى لفترات مختلفة، منهن من اعتقلت لعدة ساعات أو أيام للتحقيق ثم أطلق سراحها، وعدد آخر يتم ترحيله إلى السجون المخصصة للأسيرات بعد انتهاء التحقيق معهن.   وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة أنه في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع الدولي عن حقوق المرأة ومحاربة العنف ضدها تلجأ سلطات الاحتلال إلى ممارسة كافة أساليب التعذيب والحرمان والتضييق ضد الأسيرات، كما يحرمهن من حقوقهن الأساسية، ويمارس بحقهن الاحتلال كافة أشكال الانتهاك والتضييق تحت سمع المجتمع الدولي بمؤسساته التي تنادى بحرية المرأة وتدعي الحفاظ على حقوق الإنسان وبصره.   أوضـاع قاسيـة وتطرق الأشقر إلى بعض أشكال المعاناة التي تحياها الأسيرات داخل سجون الاحتلال، ومنها الإهمال الطبي للعديد من الحالات المرضية؛ حيث تشتكي أكثر من 13 أسيرة من أمراض مختلفة دون أن يقدم لهن العلاج اللازم، وفى مقدمتهن الأسيرة أمل جمعة، من نابلس، التي تعاني من مرض السرطان في الرحم، والأسيرة ’لطيفة أبو ذراع’ والتي تعاني من وجود ألياف على الرحم، وتخثر في الدم.    هذا عدا عن غياب الأطقم الطبية المختصة بالأمراض النسائية، وانتشار الالتهابات والطفيليات مجهولة المصدر، مما يعرض السلامة الصحية لعديد من الأسيرات لمخاطر جسيمة، كما أن العلاجات التي تُصرف للأسيرات ليست ذات فاعلية،  وغالبًا ما تكون مسكنات فقط.   وتعاني الأسيرات من عمليات تفتيش مفاجئ وليلي ومتكرر، ويتم إخضاع الأسيرات إلى التفتيش الجسدي المهين، وإلى التفتيش العاري في بعض الحالات، دون أدنى احترام لكرامتهن.   ويتم كذلك منعهن من الزيارة لفترات طويلة، وفرض الغرامات المالية عليهن، كما حدث مع الأسيرة ’أحلام التميمي’ قبل عدة أيام، وانعدام انتظام دخول مبالغ الكنتين من الخارج، وارتفاع الأسعار في كنتين السجن، إضافة إلى حرمانهن من الكتب والتعليم، ولا تزال تُمنع عائلات الأسيرات من إدخال مواد للأشغال اليدوية.   كما يتم حرمانهن من الملابس والأغطية الشتوية، وتستخدم إدارة السجون أسلوب العزل الانفرادي كعقاب دائم للأسيرات بحجة مخالفة قوانين الاعتقال داخل السجن،  فما تزال الأسيرة المريضة وفاء البس رهن العزل الانفرادي وسط ظروف قاسية جدًّا، ولا يُسمح لها بالخروج إلى ’الفورة’ إلا وهى مقيدة من قدميها، على الرغم من أنها تعانى من حروق شديدة، ووضعها الصحي سيء.   وتُحتجز الأسيرات في غرف سيئة التهوية ومرتفعة الرطوبة، ومليئة بالحشرات والقوارض، ويتعمد الاحتلال الإكثار من التنقلات التعسفية دون أدنى مبرر، وهو ما يؤثر على التواصل الإنساني بين الأسيرات فيما بينهن، أو التأثير على مواعيد الزيارات العائلية وانتظامها.   حرمان من فرحة العيد وبيَّن الأشقر أنه لفرض مزيد من التضييق على الأسيرات حرمتهن إدارة سجن ’هشارون’ من بهجة الفرحة بعيد الأضحى المبارك، وحظرت عليهن الاحتفالات والنشيد وترديد التكبيرات بصوت مرتفع، كما منعت الزيارة بين الغرف، وهددتهن في حال مخالفة هذه الأوامر بفرض عقوبات قاسية عليهن، بما فيها دفع غرامات مالية وعزل انفرادي وحرمان من الزيارة، فاقتصرت مظاهر العيد على مبادلة التهاني بصوت منخفض بين الأسيرات.   وهذه الإجراءات التعسفية تقوم بها سلطات الاحتلال في المناسبات كشهر رمضان والأعياد من أجل التنكيد على الأسيرات وحرمهن من الفرحة، لجعلهن أسيرات الحزن والاكتئاب طوال الوقت، إلا أن الأسيرات يحاولن الخروج من هذه الظروف، وخاصة الأمهات منهن اللواتي يفتقدن أبناءهن في مثل هذه الأيام السعيدة، فيقمن بإشغال أنفسهن بصناعة أصناف مختلفة من الحلويات بما تيسر من أغراض بسيطة تم شراؤها من الكنتين أو دخلت عن طريق الأهل أثناء الزيارة، كما يتم تبادل الهدايا المتواضعة التي تمت صناعتها بأدوات بسيطة داخل السجن.   انتهاك للقوانين وأشارت وزارة الأسرى إلى إن دولة الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل ما يتعلق بحقوق الأسيرات وفق القانون الدولي، حيث إن ظروف اعتقال النساء تمثل انتهاكًا صارخًا لكل من القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وتخالف دولة الاحتلال اتفاقية جنيف الرابعة من حيث احتجاز الأسيرات في سجون قائمة خارج الأراضي المحتلة مخالفة بذلك المواد (49، 76) من الاتفاقية، وأثناء التحقيق تتعرض الأسيرات إلى صنوف متعددة من التعذيب وتساء معاملتهن، حيث ما تزال الأسيرة صمود ياسر كراحة (21 عامًا) من رام الله تخضع للتحقيق العنيف باستخدام كل وسائل التعذيب النفسية والجسدية منذ أسبوعين، وتتنقل بين سجون السجينات الجنائيات ’الإسرائيليات’ في ’هشارون’ ومركز تحقيق المسكوبية الذي تحتجز فيه منذ اعتقالها للتحقيق بتهمة طعن جندي صهيوني، ولا يتورع الاحتلال في مواصلة هذا التحقيق لفترات طويلة، والضغط عليها لتقديم معلومات لجهة التحقيق.    وحسب القانون الدولي فإن اعتقال النساء يتطلب مراعاة خاصة لطبيعة احتياجاتهن النابعة من الخصوصية الجنسية، إلا أن الاحتلال يحتجزهن في سجون أُعدت لاعتقال الرجال، وهي لا تتواءم مع طبيعة حياة النساء التي تستوجب الخصوصية.   إحصائية بالأسيرات.. ومناشدة للمجتمع الدولي وكشفت الوزارة أن الاحتلال لا يزال يختطف 34 أسيرة، يتواجد 21 منهن في سجن ’هشارون’، و11 في سجن الدامون، وأسيرة واحدة في عزل ’نفيه ترتسا’ بسجن الرملة، وهي من قطاع غزة.   والأسيرات منهن 25 أسيرة من الضفة الغربية المحتلة، و4 أسيرات من القدس، و3 أسيرات من الأراضى المحتلة عام 1948م، وأسيرة واحدة من قطاع غزة هي وفاء سمير البس.   وحسب الوضع القانوني للأسيرات فهناك 20 أسيرة محكومة بأحكام مختلفة، خمسة منهن محكومتان بالسجن المؤبد مرة أو عدة مرات، أعلاهن حكمًا الأسيرة أحلام التميمي من رام الله، وتقضي حكمًا بالسجن المؤبد 16 مرة، وهناك 11 أسيرة موقوفة تنتظرن المحاكمة، بينما 3 أسيرات يخضعن للاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، وهن الأسيرة ماجدة أكرم فضة من نابلس، وهي عضو مجلس بلدي نابلس، ومعتقلة منذ (6-8-2008م)، وجُدد لها الاعتقال الإداري أربع مرات، والأسيرة رجاء قاسم الغول من جنين، وهي ناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى، ومعتقلة منذ (31-3-2009م)، وتعاني من مرض في القلب، ومن ضغط دم مرتفع، ولا تتلقى علاجًا مناسبًا لحالتها الصحية، وجُدد لها الإداري مرتين، والأسيرة هناء يحيى شلبي من جنين، ومعتقلة منذ (14-9-2009م).   من جانب آخر هناك 3 أسيرات معتقلات مع أزواجهن، وهن الأسيرة أحلام التميمي، وزوجها محكوم بالسجن المؤبد، والأسيرة إيرينا سراحنه، وزوجها محكوم بالمؤبد 6 مرات، والأسيرة إيمان غزاوى، وزوجها محكوم بالسجن 20 عامًا، وهناك أسيرتان لديهما إخوة معتقلون في سجون الاحتلال، وهما الأسيرة فاتن السعدي، والأسيرة عبير عودة، وهى أسيرة محررة تم إعادة اختطافها مرة أخرى، كما هناك 6 أسيرات أمهات، ويبلغ عدد أبنائهن 28 ابنًا.   وناشدت الوزارة المجتمع الدولي، الذي يتفاخر بإبرام اتفاقيات للمحافظة على حقوق الإنسان، ومواثيق لحماية الإنسان من العنف والاعتداء على حياته، أن يتابع تنفيذ تلك المواثيق، ويفرض العقوبات على  من يخالف، وألا يكيل بمكيالين في هذا الجانب.