Menu
مسيرات العودة

أدوات مسيرة العودة.. تطور أنهك الكيان الصهيوني

قـــاوم _ قسم المتابعة / على مدار عام من انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة  في الـ30 من مارس 2018، تمكنت المقاومة الشعبية الفلسطينية من تطوير وسائلها وأدواتها في معركتها المستمرة مع الاحتلال حيث جعلت وجنوده ومستوطنيه يصابون بالهوس، فضلا عن الخسائر التي الحقها استخدام تلك الوسائل سواء كان على الصعيد المالي أو النفسي. 

وتعد الوسائل والأساليب البدائية التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في الانتفاضة الأولى «الحجارة « ، والثانية « انتفاضة الأقصى « ضد الاحتلال الصهيوني ، قابلة للاستخدام في كل ووقت وزمان ، لعدم احتياجها إمكانيات مكلفة ، فخلال مسيرات العودة استخدمها الشبان ، مما شكلت صفعة قوية للعدو ، و دفعت مجلس حقوق الانسان الدولي لإدانته على ارتكابه جرائم حرب بحق المواطنين الأبرياء.

الحجارة

مع بدء انطلاق مسيرات العودة اعتبر الحجر واحدا من أهم الأسلحة التي استخدمتها المقاومة الشعبية ضد جنود الاحتلال الذين تحصنوا بمركباتهم العسكرية وخلف التلال الرملية ، فلم يتخيل أحد أن يكون للحجر الذي يحمله طفل أو امرأة أو شيخ تأثير قوي على جندي يعتلي دبابة أو يجلس داخل عربة مصفحة مسلح بسلاح قاتل .

ومع استمرار مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار ودخولها أسبوعا تلو الآخر ، باتت هذه المسيرات تتخذ طابعا منظما يشمل توزيع المهام بين المتظاهرين واستحداث وحدات وأساليب مقاومة جديدة .

"وحدة الكوشوك"

وما إن استمرت مسيرات العودة في زخمها ، للأسبوع الثاني على التوالي حتى قام المتظاهرين ، باستحداث وحدة سميت وحدات " الكوشوك"، ضمت عشرات الشبان والفتية ، ومهمتهم العمل طوال أيام الأسبوع ، لجلب أكبر كمية ممكنة من الإطارات ، ونقلها إلى مخيمات العودة الخمسة عبر دراجات "توك توك"  وعربات كارو، ونجحت هذه الوحدة التي تضم أنشط المتظاهرين ، في جلب آلاف الإطارات ، وإشعالها في كل يوم جمعة ، حتى حجبت بدخانها المتصاعد مواقع المتظاهرين عن أعين الاحتلال لساعات.

قص الأسلاك

وبعد تعمد الاحتلال نصب ووضع أسلاك شائكة وموانع معدنية  أمام المتظاهرين لمنعهم من الوصول للسياج الحدودي ، برزت مجموعات من الشباب تميزوا بالجرأة مهمتهم قص الأسلاك بمقصات معدنية حادة ، وسحبها بكوابل طويلة ، بعد إشعال الإطارات لحجب الرؤية عن قناصة الاحتلال ليتسلل بعدها الشبان إلى الأسلاك الشائكة لقطعها ثم ربطها بكوابل معدنية،  لإتاحة المجال أمام المتظاهرين لسحبها ، وتمكن متظاهرون عبر هذه الوحدة، من سحب واقتلاع مئات الأمتار من السياج على طول الحدود الشرقية للقطاع.

عنجهية وعنصرية الاحتلال تحطمت أمام بسالة وصمود وإصرار الشعب الفلسطيني ومقاومته على مواصلة الطريق بأساليب قتالية جديدة جعلت قادة وجنود العدو الصهيوني يصابون، بالهوس ، والإحباط  الشديد وغيرها من الأمراض النفسية.

"المرايا العاكسة وأضواء الليزر"

ومع استخدام الاحتلال للأسلحة المحرمة دولياً والقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين ، دفعت تلك الأسباب المئات من المتظاهرين الى ابتكار أساليب جديدة للمقاومة السلمية من أجل حماية أنفسهم ، وذلك من خلال استخدام  أضواء الليزر و ألواح المرايا في عكس الشمس على وجوه الجنود الإسرائيليين  ، حتى  يشتتوا رؤية الجنود كي لا يتمكنوا من اقتناصهم وتصويب بنادقهم تجاه صدورهم العارية     .

كما عمل المتظاهرون على استخدام "الدلاء" لتغطية قنابل الغاز المسيلة للدموع والمحرمة دولياً  التي تطلق من أسلحة الاحتلال أو الطائرات الخفيفة ، بينما أنشغل آخرون في ذات الفترة على إصدار أصوات الانذار والضجيج عبر مكبرات الصوت لإرباك جنود الاحتلال.

"وحدة المقلاع والمنجنيق "

على الرغم من تراجع حضور المقلاع نسيبا خلال انتفاضة الأقصى ، بعد تطور المواجهات مع قوات الاحتلال إلى مواجهة مسلحة ، واختفائه من قطاع غزة مع انسحاب الاحتلال من القطاع عام 2005 ، عاد للظهور من جديد خلال مسيرات العودة ، ليتحول إلى أحد أبرز أدوات المقاومة الشعبية في رشق جنود الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة .

وصنع متظاهرون قاذف حجارة محليا أطلق عليه " المنجنيق "، تيمنا بالأداة الحربية الأكثر شهرة ، التي كانت تستخدم في العصور القديمة ، والقاذف عبارة عن قضيبين معدنيين على شكل حرف "V"، باللغة الإنجليزية ، بحيث يوضع الحجر الكبير وسط قطعتي مطاط ،  ومن ثم شدهما بأقصى قوة عبر متظاهر أو أكثر ، لإطلاق الحجارة ناحية الاحتلال على بعد مسافات بعيدة .

"وحدة الطائرات الورقية والبلالين "

وبعد النجاح الكبير الذي حققته الطائرات الورقية المحملة بالألعاب النارية ، تم استحداث وحدة من المتظاهرين مهمتها صنع وتجهيز هذه الطائرات ، ومن ثم إطلاقها ناحية أحراش ومزارع الاحتلال المحاذية للقطاع ، ويجتهد فتية وشبان يمتلكون مهارة لصنع هذه الطائرات ، بتجهيز العشرات منها ، ليتولى أشخاص ذوو خبرة إطلاقها وهي مشتعلة ، لتؤدي المهمة التي صنعت من أجلها.

 وبذات السياق يوضح أبو البراء أحد المشاركين في تصنيع وتجهيز الطائرات الورقية، أن انشاء وحدة الطائرات، جاء لتشكيل إزعاج وقلق لدى قوات الاحتلال والمستوطنين على غلاف غزة.

وبين أن الأدوات المستخدمة في صنع الطائرات، عبارة عن ورق وأعواد خشبية ولاصق وخيوط، وكلها تعتبر أدوات بسيطة وبدائية، مشددا على أنه بالرغم من بساطة تصنيع الطائرات الورقية، إلا أنها حافظت على سلمية مسيرات العودة وحققت الهدف من وراء صنعها.

وحققت مسيرات العودة الكبرى منذ انطلاقها، نجاحاً بتوجيه رسائل قوية للاحتلال الإسرائيلي، خاصة من خلال استمرار وتنويع وتطوير أساليب المقاومة الشعبية، والتي جعلت الحدود مناطق ساخنة، يخاف المستوطنون الاقتراب منها.

 "وحدة الارباك الليلي "

 وبالانتقال الى مجموعات من "وحدة الإرباك الليلي "، التي تضم المئات من الفتية والشبان مع ساعات الليل الأولى بالتوجه إلى مناطق السياج الحدودي على امتداد الشريط الحدودي شرق قطاع غزة ، يطلقون البالونات و ألعابا ومفرقعات نارية و قرع الطبول و بث أغاني وطنية.

وأصوات أهازيج مرتفعة عبر سماعات كبيرة، لإزعاج جنود الاحتلال المتمركزين على الحدود وسكان المستوطنات القريبة من القطاع  والتأكيد على حقهم بالعودة لأراضيهم المحتلة وكسر الحصار المفروض على القطاع  منذ 12 عاما.

وبين أن استحداث مجموعات الارباك الليلي جاءت بعد التدريج باستخدام الوسائل والأدوات السلمية على مدار انطلاق مسيرات العودة في الـ30 من مارس 2018 ، مشيرا إلى أن تطوير الأدوات واستمرار استخدامها ، مرهون بمدى استجابة الاحتلال الإسرائيلي لحق الشعب الفلسطيني بالعودة لأراضيه المحتلة وفك الحصار .

ويذكر أن الإرباك الليلي كان أحد ابتكارات الشباب الثائر ضمن مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في 30 مارس العام الماضي، للمطالبة بفك الحصار والتأكيد على حق العودة.