Menu

معركة جنين البطولية.. مازالت شاهدة على بسالة المقاتلين وجرائم الاحتلال

قــاوم_قسم المتابعة/يوافق اليوم الثالث من ابريل الذكرى السنوية الـ 16 لمعركة مخيم جنين شمال الضفة الشهيرة، والتي سجلت كأحد الملاحم البطولية المهمة في انتفاضة الأقصى عام 2002، بما حملته من رمزية الوحدة والمقاومة والاستبسال في مواجهة الاحتلال.

وفي الوقت الذي ما زال فيه شبان وفتية المخيم يقارعون الاحتلال في شوارعه وأزقته مع كل عملية اقتحام، تتجدد الذكريات لديهم عن قادة عظماء، تركوا بصماتهم في هذه المعركة، بعضهم شهداء، وآخرون يقضون فترات حكم طويلة خلف قضبان الاحتلال.

وشكلت معركة مخيم جنين نموذجا يتباهى به الفلسطينيين في الوحدة الميدانية بين فصائل المقاومة والقيادة المشتركة لمواجهة باسلة مرغت أنف الاحتلال بالتراب، في بقعة صغيرة لا تتجاوز كيلومتر مربع، قاتلت لأحد عشر يوما، لم تتمكن بعدها قوات الاحتلال من دخول المخيم، إلا بعد أن أخذت قرارا بهدمه وتحويله لأنقاض.

لمحة عن أهم قادة معركة مخيم جنين:

الأسير البطل القائد الشيخ جمال عبد السلام أبو الهيجاء:

وهو أحد أبطال وقادة معركة مخيم جنين البطولية وأحد القيادات البارزة في المقاومة في المعركة، وكان بيته حرق وقصف وهدمت أجزاء منه عدة مرات خلال المعركة وكان مكان تجمع المطاردين والمقاتلين من كافة التنظيمات.

وبترت يد الشيخ جمال أثناء إصابته بقذيفة للاحتلال خلال الاجتياح قبل الأخير للمخيم، ورغم ذلك واصل مشواره الجهادي حتى اعتقل في 24-8-2002 وحكم بالسجن المؤبد تسع مرات.

الشهيد البطل القائد زياد العامر:

وهو من القيادات البارزة وأحد أبطال وقادة معركة مخيم جنين، واستشهد خلال تصديه للاجتياح في بداياته على أطراف المخيم، وله بصمات واضحة في زرع العبوات الناسفة.

الشهيد البطل القائد يوسف ريحان " أبو جندل":

وهو ضابط في جهاز الأمن الوطني، أصر على المشاركة في القتال في المعركة، وكان أحد قادتها الذين قاتلوا حتى الرمق الأخير، وأعدم ميدانيا من قبل قوات الاحتلال في أول يوم، تتمكن فيه من اجتياح المخيم بعد 11 يوما من القتال.

الشهيد البطل القائد محمود أبو حلوة:

وهو قائد في المقاومة التي قاتلت في معركة مخيم جنين، واستشهد في أوج المعركة عقب قصف الطائرات لمكان تواجده مع مجموعة من المقاتلين

الشهيد البطل القائد الشيخ محمود محمد طوالبة:

وهو قائد للمقاومة في معركة مخيم جنين، وأحد قادة المعركة المميزين، وله تاريخ حافل في تجهيز الاستشهاديين وزرع العبوات الناسفة.

الشهيد القائد الشيخ  نصر جرار:

وهو أحد مؤسسي المقاومة في شمال الضفة ، وقد شارك ببسالة في قيادة وتوجيه معركة مخيم جنين، وكان قبل المعركة بنحو عام بترت يده ورجله في انفجار عبوة ناسفة خلال عملية نفذها قرب معسكر الزبابدة، ورغم ذلك واصل جهاده ورفض مغادرة المخيم، وعقب اقتحام الاحتلال للمخيم في اليوم الحادي عشر للمعركة هدمت قوات الاحتلال المنزل الذي كان يتحصن به دون أن تعلم أنه بداخله ورغم ذلك لم يستشهد، وبترت جراء ذلك رجله الأخرى وتمكن رفاقه بعد ذلك من إزالة الركام وإخراجه لمكان آمن إلى أن استشهاد في 14-8-2002.

الأسير البطل القائد الحاج علي الصفوري:

وهو أحد أبطال وقادة معركة مخيم جنين البارزين، وأحد القيادات الأساسية ويقضي حكما بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال، واعتقل في آخر أيام المعركة عقب محاصرة مجموعة من المقاتلين في ساحة المخيم إثر هدمه وتدميره.

البداية

ضمن عمليات اجتياح واسعة شهدتها الضفة وفي الفترة من 3 إلى 12 أبريل من العام 2002، توغل جيش الاحتلال في جنين، فاندلعت مواجهات كبيرة، اضطرت جنود جيش الاحتلال إلى القتال بين المنازل.

وخلال ذلك، ارتكبوا أعمال القتل العشوائي، واستخدموا الدروع البشرية، ونفذوا اعتقالات تعسفية، وعذبوا، ومنعوا وصول المساعدة الطبية، دون أي اعتبار للصراع غير المتناسب للقوة، حسبما أفادت مؤسسات حقوق الإنسان.

عملية اجتياح الضفة تلك، جاءت على إثر العملية الاستشهادية التي نفذها عبد الباسط عودة في فندق بارك بمدينة أم خالد، نتانيا حاليًا، في 27 مارس من ذات العام. وأسفرت العملية الاستشهادية عن مقتل 36 صهيونيا.

نتيجة لاشتداد القتال ووقوع الخسائر الجسيمة بين جنود الاحتلال، رأت قيادة الجيش الصهيوني أن تحرق الأخضر واليابس، فاختارت أن يدفع اللاجئ الفلسطيني الضريبة للمرة المليون، واجتاحت مخيم جنين.

ودون أي اعتبار لاكتظاظ المخيم بالسكان، استخدمت قوات الاحتلال كل الوسائل الممكنة لإيقاع أكبر عدد من الخسائر، فقامت باعتقال العشرات، و حسب المصادر الفلسطينية ومعظم المصادر الإخبارية العالمية المحايدة والجمعيات الدولية، ارتكبت مجزرة، بكل ما تعني الكلمة من معاني.

حسب تقرير الأمم المتحدة قتل الكيان الصهيوني 58 فلسطينياً، واعترف العدو بمقتل 23 جنديًا، عدا عن التدمير الهائل الذي طال البنية التحتية المنهكة أصلاً.