Menu
مع نوبل أوباما.. ضحايا حروب أمريكا: أين السلام ؟

مع نوبل أوباما.. ضحايا حروب أمريكا: أين السلام ؟

قــاوم- قسم المتابعة: عواصم - لم يصدق الباكستاني أجمل خان أذنيه عندما تسلل إلى سمعه نبأ فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام بعام 2009 الجمعة 9-10-2009، حيث إن أوباما برأيه هو والعديد من ضحايا الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في بلادهم، لم يفعل أدنى ما يؤهله لنيل هذه الجائزة. خان (55 عاما) قال لصحيفة ’لوس أنجلوس تايمز’ الأمريكية السبت 10-10-2009: ’لا أعتقد أنه يستحق جائزة السلام’، وتساءل مستنكرا: ’هل فعل (أوباما) شيئا محددا لإحلال السلام؟!.. فلا يزال القتل مستمرا في أفغانستان والعراق ودول أخرى’. ويتفق معه نديم أمتاز (49 عاما)، وهو مندوب مبيعات في العاصمة إسلام آباد، بقوله: ’إذا كانت فئة الجائزة هي السلام فإنه لا يستحقها.. إن الوضع يتفاقم في باكستان وأفغانستان.. أعتقد أنه حصل على الجائزة؛ لأنه رجل أمريكا القوي لا أكثر’. ومنذ صعود أوباما إلى سدة الحكم في العشرين من يناير الماضي تزايد عدد هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار في شمال غرب باكستان؛ بدعوى ملاحقة عناصر حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وهي الهجمات التي أسقطت مئات القتلى بين المدنيين مع عدد ضئيل من قادة وعناصر طالبان والقاعدة. لا نهاية ويرى المحلل الأمني الباكستاني، أياد وزير أنه: ’لا نهاية واضحة للقتل والدمار في باكستان وأفغانستان’. ويردد العديد من الباكستانيين أن ما يستحقه الرئيس أوباما هو أن ’يمثل أمام القضاء.. لا أن يتم منحه جائزة نوبل للسلام؛ وذلك بسبب استمرار تدمير قواته لباكستان وأفغانستان’. ويقول ناصر علي، وهو سائق سيارة أجرة (تاكسي): ’كل من أعرفهم يلعنون أوباما.. وإذا رأيته بنفسي سوف ألعنه في وجهه’. ولا تختلف مشاعر بعض الأفغان كثيرا عن الكثير من الباكستانيين بشأن فوز الرئيس الأمريكي بجائزة نوبل، إذ يقول عبيد علم، وهو عامل في أحد مطاعم العاصمة الأفغانية كابول: ’لم تختلف الأمور كثيرا الآن عما كانت في عهد إدارة (الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش.. بل على النقيض يزداد الأمر سوءا’. وأعرب ’علم’ في حديث لشبكة ’إن بي سي’ الإخبارية الأمريكية عن دهشته إزاء اختيار أكاديمية نوبل أوباما لمنحه هذه الجائزة بالرغم من إرساله المزيد من القوات إلى أفغانستان التي تمزقها الحرب. وشدد على أن القوات الإضافية التي أمر أوباما بإرسالها إلى أفغانستان ’تغذي العنف المتفاقم بطبيعته.. أنا واحد من كثيرين أصابتهم الحيرة بشأن كيفية مكافأة أوباما بنوبل مقابل كل هذه الأفعال’. أين السلام؟! أما الموظف المصرفي حميرة رضا، فيقول لـ’لوس أنجلوس تايمز’: ’إذا كانت نوبل تمنح من أجل السلام فأين نحن وذاك السلام؟’. وكان أوباما قد أرسل مؤخرا ثلاثين ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان، ويبحث إمكانية إرسال المزيد من الجنود إلى البلد المحتل منذ أواخر أكتوبر 2001، والذي يرابط فيه حاليا أكثر من 103 آلاف جندي من قوات التحالف. وقد شكك عدد من الصحف الأمريكية الصادرة السبت 10-10-2009 في أحقية فوز الرئيس أوباما بجائزة نوبل للسلام، معتبرة أنه لم ينجز شيئا يذكر حتى الآن لإحلال السلام حول العالم، وكل ما فعله لم يتعد إطار الأهداف والخطب الرنانة. أوباما نفسه، الذي لم يكمل بعد عاما واحدا في الرئاسة، أقر بأنه ’فوجئ’ باختياره للجائزة، مشددا على أنه ’لا يستحقها’ مقارنة بالفائزين السابقين بها، ومعتبرا أنها ’دعوة للعمل’ نحو نزع فتيل النزاعات حول العالم.