Menu
فلسطينيو 48 يحيون يوم النكبة ويؤكد على أنهم سيعودن لديارهم

فلسطينيو 48 يحيون يوم النكبة ويؤكد على أنهم سيعودن لديارهم

قــاوم- قسم المتابعة: أحيا نحو ثلاثة آلاف فلسطيني من أراضي الـ48 أمس الأربعاء (29-4) ذكرى قيام الكيان الصهيوني بمسيرة أتبعها تجمع في قرية كفرين المهدمة في شمال الأراضي المحتلة تحت عنوان ’يوم استقلالكم يوم نكبتنا’، مطالبين بالعودة إلى قراهم المدمرة.   وحمل المتظاهرون أعلامًا فلسطينية ومئات اليافطات التي تحمل أسماء نحو 420 قرية تمت إزالتها بفعل الاحتلال الصهيوني الذي بدأ عام 1948، فيما رفعت الرايات السوداء وتعالت الهتافات الوطنية التي تؤكد أنه ’لا بديل عن حق العودة’.   كما امتطى نحو عشرة شبان الخيول حاملين الأعلام الفلسطينية، فيما كانت مروحية تابعة لشرطة الاحتلال تحلق فوق التجمع.   وقد وصف أمين محمد علي رئيس لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 48 المسيرة بأنها ’تقليدية نقوم بها كل عام للتذكير بنكبتنا وقرانا المهدمة’، موضحًا أن ’المهجرين يقومون عادة بزيارة مقابرهم وما تبقى من قراهم لتعليم أبنائهم وتذكيرهم بماضيهم.   وقال سليمان سمحاوي نائب رئيس اللجنة في كلمة أمام المتظاهرين: ’اخترنا كفرين لأنها محاطة بـ32 قرية هدمت وهجر أهاليها’، كما أن قرية كفرين سويت بالأرض بعد تهجير أهاليها من قِبل عناصر قوات ’البالماح’ الصهيونية في نيسان (أيريل) 1948.   كما أكد خلال التجمع الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية أم الفحم المجاورة التي استقبلت آلاف اللاجئين من قرى المنطقة أن مشاعر الألم والأمل تمتزج في ذكرى النكبة، ولفت إلى أن مسيرة التهجير لم تنته بعد رغم مرور عقود على النكبة المتواصلة، وتابع: ’في كل يوم نكابد مشاريع التهجير بصورة منظمة وبطيئة وبصمت من خلال تضييق الخناق على البيت والمسكن والعمل والتعليم’، وشدد على أن عقلية التهجير متغلغلة لدى أوساط شعبية ورسمية صهيونية واسعة، ولدى دوائر صناع القرار الذين باتوا ينادون جهارًا نهارًا بتهجير الفلسطينيين، وأكد ’لكننا مرابطون وصابرون، وسنُفشل رهان الطامعين بترحيلنا بأشكال مختلفة وتحت مسميات شتى’. ودعا إلى عدم إبقاء النكبة ذكرى للندب والحزن بل جعلها منطلقًا للنضالات من أجل العودة وتثبيت الحقوق والوجود.   من جانبه قال جمال زحالقة: ’نؤكد على حق العودة، ما حدث عام 48 كان تطهيرًا عرقيًّا وجريمةً بحق الشعب الفلسطيني’، وأضاف: ’حق العودة هو الأصل وقضية فلسطين هي أيضًا قضية لاجئين وليست قضية احتلال الأرض فقط، لقد نبذ الشعب الفلسطيني كل من تنازل عن حق العودة’، موضحًا أن قيادات فلسطينية تنازلت عن حق العودة، لكن الشعب أسقطهم، فبقي وبقيت قضيته، وشدد على أن الذاكرة التاريخية ركنٌ أساسيٌّ في النضال، لافتًا إلى أن فلسطينيي الـ48 مواطنون ولكنهم يحرمون من العودة لقراهم ومدنهم.   وأكد إبراهيم عبد الله أن قضية العودة هي جذر الصراع، وشدد على أهمية مسيرة العودة وقال إن فلسطينيي الـ48 يجددون فيها العهد مع الحقِّ التاريخيِّ والجغرافيِّ، ويتواجدون على أرض الآباء وهم يرفعون راية فلسطين، موضحًا أن 61 عامًا مرت ولم يفتر الحق بالعودة رغم سياسات ’الأسرلة’.   من جهته، أفاد محمد بركة أن توريث الرواية من جيل إلى جيل هو أحد أسرار قوة الصمود والبقاء في الوطن، وهذه إحدى ميزاتنا نحن الجماهير التي نجحت في الإفلات من نير التهجير وبقيت في وطنها، إذ قررنا منذ سنوات طوال أن نحيي هذه الذكرى المأساوية حينما يحتفلون بـ’استقلالهم’، لنذكرهم دائمًا أن ’يوم استقلالهم يوم نكبتنا’.   وقال بركة خلال زيارته مع عائلته إلى بقايا بيتهم في قرية صفورية المهجرة: ’إن الالتقاء بالمكان لا يتوقف عند هذا اليوم، ولكننا نحرص كبقية المهجرين واللاجئين في وطنهم، والى جانبهم أبناء شعبنا، على أن نتوجه إلى قرانا المدمرة، والآن نأتي مع الأولاد، تسلمنا الرواية ممن عاصروا النكبة وكانوا شهودًا عليها، فحفظناها في صدورنا، وننقلها اليوم إلى الأجيال الناشئة التي تتلقاها بشغف’.   وبينت الحاجة فايزة سعود الغول، التي هُجِّرت من الكفرين وعمرها 4 سنوات، أنها تواظب على زيارة مسقط رأسها عدة مرات كل عام، لكن قيلولتها داخل أرضها بجوار عين الماء التي ما زالت جارية لا تطفئ حنينها إلى موطنها، بل يزداد لهيبًا كل مرة من جديد.   فيما قالت فاطمة شلبي (36 عامًا): ’حضورنا مهم، حتى نؤكد لهم أننا لن ننسى، ونقول لهم يوم استقلالكم يوم نكبتنا’.   يذكر أن عدد المهجرين من فلسطينيي الـ48 بلغ نحو 270 ألف فلسطيني، ودمر الكيان الصهيوني نحو 530 قرية.