Menu

المقدسية ديما سواحرة أصغر أسيرة فلسطينية خلف القضبان

قاوم _ وكالات / 

 بعمرها الذي لم يبلغ السبعة عشر ربيعا لا زالت الأسيرة ديما محمد علي سواحرة من جبل المكبر في القدس المحتلة ترزح تحت ظلمة سجن “هشارون” الإسرائيلي المخصص للمعتقلات الفلسطينيات، وذلك باعتبارها أصغر أسيرة فلسطينية معتقلة في سجون الإحتلال.

 

منذ اعتقالها بتاريخ 31 2014 حرمت الأسيرة ديما من إكمال تعليمها ودراستها الثانوية، وتوقفت الأحلام وطموحات المستقبل وآماله بالنسبة لها إلا من حلم التحرر والعودة مجددا لأحضان عائلتها وحياتها الطبيعية، في منزل عائلتها المكونة من 14 فردا بالإضافة لوالديها يفتقدها الجميع عند كل مأدبة غداء أو عشاء، ويستذكرونها بكل مناسبة تمر عليهم.

 

بحسرة وألم يتحدث والد الأسيرة سواحرة مع مركز “أحرار” لدراسات الاسرى وحقوق الإنسان عن قلق العائلة وخوفها على ابنتهم الأسيرة واصفا ذلك بالمأساة، لا سيما أن ابنتهم لا زالت صغيرة في العمر، ولكن العائلة بذات الوقت ترضى بالواقع المحتوم عليها، كيف لا والعائلة تعيش في القدس التي تعاني ما تعانيه، ليضاف إلى معاناتهم ثقل جديد يتلخص بتسلمهم مؤخرا  قرارا من سلطات الإحتلال ينذرهم بهدم منزلهم الواقع في جبل المكبر بالقدس.

 

سبب الإعتقال:

تتحدث العائلة مع مركز “أحرار” عن سبب اعتقال ابنتهم التي اتهمها الإحتلال بمحاولة طعن جندي إسرائيلي في أزقة البلدة القديمة للقدس مطلع العام الجاري، لينهال عليها جمع من الجنود ويقتادوها لمعتقلها الذي لم تخرج منه لغاية الآن، ليحكم عليها لاحقا بالسجن لمدة 18 شهرا من حياتها التي بدأت بآلام وقسوة تحفر في  ذاكرة الأسيرة، والتي حتما لن تنساها ما دامت على قيد الحياة.

 

ظروف إعتقال قاسية:

تعاني الأسيرة سواحرة برفقة 16 أسيرة يقبعن في الأسر من ظروف إعتقال صعبة تفرض عليهن حياة مريرة تملؤها المعاناة من أقدمهن الأسيرة المريضة لينا الجربوني (39 عاما) المعتقلة منذ 13 عاما، تعيش سواحرة بين الأسيرات اللواتي يكبرنها بعقود طويلة من الزمان كالطفلة في كنف أسرتها، فهي تفتقد حنان الأم، وكذلك الأسيرات يفتقدن ممارسة عاطفة الأمومة التي حرمن منها نتيجة الأسر وبعدهن عن أطفالهن وعائلاتهن.

 

تعاني الأسيرات المعتقلات من منغصات الإحتلال وإجراءاته التي يفرضها لتضييق الخناق على ما تبقى لديهن من روح معنوية تعانق عنان السماء، فيحرم الكثير منهن من الزيارات، ويمنع العلاج عن المريضات منهن، وتفرض غرامات مالية باهظة على البعض لسلب الأموال، علاوة على ذلك لا تتوفر ظروف صحية مناسبة كحد أدنى لحياة إنسان مسلوب الحرية والإرداة داخل أربعة جدران، فالطعام والمنام يملؤه الألم بوجود الحشرات التي يعثر عليها أحيانا داخل الوجبات التي تقدم لهن.

 

مدير مركز “أحرار” لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش شدد بدوره على معاناة الأسيرات الفلسطينيات اللواتي يجابهن بصمودهن وثباتهن إحتلال يسرف في بسط هيمنته من خلال فرض شتى صنوف القهر والإذلال، وأشار الخفش أن استمرار بقاء الأسيرات الفلسطينيات رهن الإعتقال يعد وصمة عار في جبين كل من يصمت عن معاناتهن، مطالبا أحرار العالم والمؤسسات الحقوقية بممارسة دورها بالضغط على الإحتلال وفضح انتهاكاته المستمرة بحق الأسيرات الفلسطينيات.