Menu

في ذكرى إحراق الأقصى.. الاعتداءات مستمرة

قاوم _ ذاكرة وطن /

تصادف اليوم الخميس الذكرى الخامسة والاربعون لجريمة إحراق المسجد الاقصى المبارك التي نفذها اليهودي المتطرف دينيس مايكل روهان في الحادي والعشرين من آب العام 1969 بعد عامين من الاحتلال للقدس الشريف , وحتى هذه اللحظة يعاني المسجد الاقصى من التدنيس والاعتداءات التي لا تقل خطورة عن الحريق .

وستبقى جريمة احراق المسجد الأقصى تدق ناقوس الخطر في الذاكرة العربية والإسلامية الفردية والشعبية والرسمية، وتذكرنا شعوباً وحكومات بان إسرائيل مصرّة على المضي قدماً في نهجها العدواني التوسعي الاستعماري وتدمير المقدسات الإسلامية والمسيحية في الاراضي المحتلة واقامة الدولة اليهودية على ارض فلسطين.

رئيس مجلس الاوقاف الاسلامية في القدس فضيلة الشيخ عبد العظيم سلهب قال ان احراق المسجد الاقصى المبارك جريمة مست مشاعر المسلمين كلهم، فهو قبلتهم الاولى ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام , ومن هنا كان دافع اليهود لتدميره اذ يرون بذلك تحقيق صيد ثمين يهزون به مشاعر وقلوب المسلمين في شتى ارجاء المعمورة .

واضاف ان اغلاق المسجد الاقصى امام المسلمين ليلة القدر بشهر رمضان هذا العام ما هو إلا سابقة خطيرة لم تحدث منذ بداية الاحتلال والاعتداء على المصلين في تلك الليلة المباركة برشهم بالمياه العادمة واطلاق الرصاص المطاطي عليهم ما اضطرهم للصلاة في شوارع القدس وازقتها , مشيرا الى ان جرائم الاعتداءات الاسرائيلية والمساس بالمسجد الاقصى لم تتوقف بالحفريات تحت اساساته ومحيطه منذ بداية الاحتلال الى الآن اذ ان الاقتحام اليومي للمسجد الاقصى هو محاولة من الجماعات اليهودية المتطرفة لفرض واقع جديد لهم فيه ويجب علينا التصدي له .

وبين ان لجنة اعمار المسجد الاقصى المبارك ازالت آثار الحريق الذي جاء على ثلث المسجد بما فيه من آثار وملامح تاريخية لها قيمتها ومعانيها الاسلامية وخصوصا منبر صلاح الدين الذي تمت اعادة ترميمه في الاردن وبنفس الرمزية الدينية التي كان يمتاز بها قبل احراقه.

وقال فضيلة الشيخ سلهب ان الحفريات التي تنفذها حاليا سلطات الاحتلال الصهيوني تؤثر على المباني المحيطة بالمسجد الاقصى وهي مبان أثرية تاريخية مهمة هدم العديد منها والخطط مستمرة لهدم ما تبقى، مشيرا الى ان تدمير الاحتلال للابنية في حي المغاربة وما تحتوي من مدارس تاريخية ومقامات ومساجد اضافة الى تدمير المنطقة الجنوبية للمسجد المبارك والمناطق المحيطة بما فيها من قصور اموية هي اعمال اجرامية عنصرية بشعة يشاهدها اهل القدس يوميا واستمرارها ينبئ عن خطر شديد تواجهه القدس .

واشار الى ان تزايد التصريحات المتكررة لقادة الاحتلال والمتطرفين اليهود العدائية للمسجد الاقصى المبارك امر يحتاج الى وقفة عربية توقف أي مخطط يمس به وبمحيطه , داعيا شعوب وحكومات الدول الاسلامية للوقوف الى جانب اهل القدس المرابطين حول ابواب الاقصى وما يتعرضون له من تنكيل وتضييق ومصادرة صلاحيات اوقاف القدس .

واضاف ان المسجد الاقصى وما يواجهه اليوم من ممارسات واعتداءات وحشية يومية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ما هي إلا حملة شرسة تقوم بها دولة الاحتلال الهدف منها تهويد المسجد الاقصى وابعاد المسلمين عنه من خلال اغلاق ابوابه والتنكيل بهم. و أحدثت نيران الحريق اضرارا كبيرة في بناء المسجد حيث سقط سقفه والقوس الحامل للقبة والأعمدة الرئيسة فيه وتضررت أجزاء كبيرة من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكا واحترق منبر صلاح الدين الايوبي والسجاد والزخارف القديمة المزينة بالآيات القرآنية.