Menu

الصهاينة نواجه عدواً مختلفاً عما عهدناه من قبل

قاوم_وكالات / اعترف محللون ومسؤولون صهاينة سابقون بضراوة المقاومة التي تبديها فصائل المقاومة ضد القوات الإسرائيلي على حدود غزة ، واعترف الجيش حتى الآن بمقتل 32 ضابطا وجنديا في حين تقول القسام إنها قتلت أكثر من 52 جنديا منذ بدء الاجتياح البري قبل أسبوع.

وقال كبير المحللين "ناحوم بارنيع"إن العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف الجيش فاجأ صناع القرار في  دولة الاحتلال الذين لم يتوقعوا مقاومة على هذا النحو، وأنّ عدد قتلى الجيش تحول إنجازا لحماس، وبشرى سيئة لإسرائيل.

وحذر الجيش من أن "أي تقدم للقوات البريّة لعمق القطاع وداخل المناطق المأهولة بالسكان قد يكبد الجيش مزيداً من الخسائر البشريّة والماديّة في الآلات والمعدات العسكريّة"

أما شلومو غازيت الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) قال في صحيفة "هآرتس" العبرية إنه تفاجأ من ضراوة المقاومة التي تواجه الجيش الصهيوني في غزة مشيرا إلى أن إسرائيل "لا تحارب ’مخربين إرهابيين’، وإنما دولة عدو" حسب قوله.

وجاء في مقاله "أريد التطرق إلى جانب واحد من الحرب، الذي فاجأني أنا على الأقل: الجانب الثاني، العدو، حركة حماس. لقد أدركت، أنه في إطار ’الجرف الصامد’ دولة الاحتلال لا تحارب "مخربين إرهابيين"، وإنما دولة عدو"
وأوضح" هذه دولة نجحت في إقامة جيش كبير ومنظم جيدا، وهو جيش له هيئة أركان عامة وسيطرة مركزية فعالة وقيادة عسكرية، ويعرف لأي حرب يتعين عليه أن يستعد وعرف كيف يستعد لها طوال سنين. وقد فعل ذلك بمجهود تنظيمي هائل، وبأفضل قدرة، وكل هذا تم طبعا ضمن القيود الموضوعية للظروف الصعبة في قطاع غزة".

وعدد غازيت ما وصفه بـ"الانجازات المركزية" للمقاومة وهي: تجنيد دعم كافة شرائح الشعب والمجتمع في غزة، إقامة شبكة الأنفاق، تخزين وبناء ترسانة كبيرة للغاية من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى، التخطيط والمبادرة إلى عمليات هجومية بواسطة الأنفاق، التخطيط والمبادرة إلى غزوات عن طريق البحر، تفعيل طائرات بدون طيار لأهداف هجومية رغم بدائيتها، ويرافق كل هذا خطة عمل واسعة ومنسقة جيدا في المجال السياسي ومجال الحرب النفسية وهم ينجحون في السيطرة المركزية الناجعة رغم الظروف العسكرية الصعبة.

وأضاف غازيت أنه "يصعب على الأذن الصهيونية سماع هذا، ويصعب أكثر الموافقة على ذلك. لكن علينا أن نفهم ونذوّت أنه يقف أمامنا عدو مختلف عما عهدناه وعلينا التأقلم لصورة وضع جديدة. وستكون لذلك انعكاسات ليس في المجال العسكري فقط، وإنما قد تكون لذلك انعكاسات سياسية أيضا".

وتابع غازيت أنه لا يوجد أساس، اليوم، يسمح بدخول دولة الاحتلال إلى مفاوضات سلام مع حماس لأن "غايتها القضاء على دولة الاحتلال. ورأى أن الاحتمال الوحيد، حاليا، هو التوصل إلى تهدئة وهدنة طويلة الأمد ولاتفاق وقف إطلاق نار "وهذه هي الغاية لدى كلا الجانبين".

وأردف غازيت: "صحيح أنه من أجل التوصل إلى ذلك ستكون هناك حاجة للتحدث مع حماس. ولكن ينبغي أن نتذكر أن إسرائيل رفضت طوال سنوات عقد أي لقاء وإجراء أية محادثة وحوار مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، لأنه كانت هناك دعوة مشابهة في ميثاق المنظمة أيضا للقضاء على إسرائيل".

ورأى غازيت أن الظروف تتغير والواقع ليس جامدا، وأن "انعكاسات وجود "دولة حماس" ليست فقط سلبية وخطيرة بالضرورة... وعلينا أن نفهم ونذوّت أنه يوجد حاكم قوي في الجانب الآخر. وهذا يعني أنه يوجد عنوان وثمة من يمكن التوصل معه إلى اتفاق يمكن أن يصمد طويلا".

وختم غازيت مقاله بأن "استخدامنا لتسمية ’مخربين’ و’إرهابيين’ يضللنا ويمنعنا من أن نرى ونفهم، ما الذي يتغير ويتطور أمام أعيننا"