قــاوم _ وكالات / واصلت قوات الاحتلال الصهيوني اليوم الخميس (19-6) حملات الدهم والاعتقال الواسعة وحصار المنازل وإرهاب المواطنين في معظم مدن ومحافظات الضفة الغربية المحتلة.
ففي محافظة جنين، شنت قوات الاحتلال الصهيوني فجر اليوم عملية عسكرية واسعة في مدينة مخيم جنين تخللها اشتباكات واسعة وعنيفة استدعت إحضار تعزيزات عسكرية من قبل قوات الاحتلال.
وقالت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة والمخيم من ناحية شارع جنين –حيفا ومن ناحية شارع الناصرة بعشرات الآليات العسكرية التي أعقبها اشتباكات واسعة حيث كان شبان المقاومة لها بالمرصاد.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال حوصرت داخل منزل في الحي الغربي لمخيم جنين خلال الاشتباكات مما أثار هستيرية جنود الاحتلال الذين استدعوا تعزيزات من ناحية شارع جنين –حيفا وسط إطلاق كثيف للأعيرة النارية والقنابل الغازية دون أن تتمكن من إيقاف الهجمات ضدها.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال تقتحم المنازل بهستيرية وتعتدي على المواطنين، حيث أصيب أكثر من عشرة مواطنين بحالات اختناق وآخرين بالرصاص الحي وهما: وحيد الغول بإصابة في الظهر ، والشاب بكر السعدي نجل الشيخ هلال السعدي برصاصة في القدم. كما اعتقلت قوات الاحتلال الشابين يحيى بلالو وعبود السعدي من مخيم جنين.
ونوهت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أحرقت بسطة للملابس وجدران منزل في مخيم جنين خلال العملية العسكرية.
اعتقالات بالخليل
وفي محافظة الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة فجر اليوم عدة أحياء في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتله واعتقلت أكثر من 20 فلسطينيا.
ومن بين المعتقلين قيادات في حركة حماس وأسرى محررون في صفقة "وفاء الأحرار" وأسرى محررون من سجون الاحتلال وأقارب شهداء ومسنون.
واقتحمت سلطات الاحتلال منازل الفلسطينيين الذين اعتقلتهم بصورة عنيفة مصطحبة معها الكلاب البوليسية، وقامت بأعمال تفتيش وتخريب داخل المنازل التي داهمتها.
وعرف من بين المعتقلين، الشيخ مصطفى شاور رئيس رابطة علماء فلسطين، والأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" عباس شبانة، والأسير المحرر رائد الشرباتي، والمحرر قيدار غيث، والمحرر حمد الزير.
كما اعتقلت قوات الاحتلال رسمي دوفش (64عاما)، والد الاستشهاديين من كتائب القسام طارق وجهاد دوفش، والمحرر محمود أيوب سدر شقيق الشهيد محمد سدر، والمحرر الأستاذ صبحي الشلش، والمحرر وجيه أبو حديد، والمحرر علي دوفش.
كما تم اعتقال جهاد شبانة، والمحرر أحمد العويوي، والشيخ أنور حرب، والمحرر بهاء زغير، والشيخ جميل علقم (67 عاما) من بلدة بيت أمر، وإبراهيم محمد خليل عوض، وصبحي مسالمه.
وقالت عائلة الشيخ شاور في تصريح لمراسلنا إنّ قوّة صهيونية حاصرت منزل الشيخ الساعة الثانية فجرا وفجرت الباب الخارجي للمنزل، وحبست جميع أفراد العائلة في غرفة واحدة ثم اقتادوا الشيخ إلى مراكز اعتقالهم دون تحديد الوجهة.
والشيخ شاور أحد القيادات العشائرية والوجوه الإسلاميه المعروفة في مدينة الخليل ويعمل محاضرا في جامعة الخليل.
وضمن حملتها المسعورة ضد أبناء حماس في الخليل، اقتحمت قوة صهيونية الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم جمعية بني نعيم الخيرية الإسلاميه والجمعية الخيرية الإسلاميه في يطا وحطمت الأبواب ونفذت عمليات تفتيش داخل الجمعيتين وصادرت أجهزة حواسيب وأوراق وملفات متعلقة بالأيتام والمؤسسات التابعه لها.
يشار إلى أنه تم الاستيلاء على جمعية يطا من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية، ضمن المؤسسات التابعه للحركة الإسلاميه منذ عام 2007 وتم تعيين هيئة إدارية لها، فيما اعتقل العديد من العاملين في الجمعيتين من قبل أجهزة السلطة والاحتلال.
مواجهات بنابلس
وفي نابلس، استمرت العملية العسكرية الصهيونية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها لليوم الخامس على التوالي.
وشهدت الليلة الماضية مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال في أحياء عديدة فيها إثر قيامهم بعملية واسعة النطاق في المدينة.
وأفاد شهود عيان ، بأن جيش الاحتلال أطلق القنابل الصوتية بكثافة غير مسبوقة خلال اقتحامه لحي الجبل الشمالي ورفيديا ومخيم بلاطة؛ مما تسبب بحالة ذعر وهلع في أوساط السكان.
وأشار الشهود، إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت العديد من المواطنين في مخيم بلاطة، من بينهم أسرى محررون في صفقة "وفاء الأحرار"، وهم الشيخ خليل الملقب بالمطس، والشاب محدي العاصي الذي اعتقلته مجموعة من المستعربين من داخل محله.
كما جرى اعتقال كل من تايسون أبو مسلم وصابر الجرمي وإبراهيم صقر ومنذر الشلختي وأبو خالد شرايعة والرياحي وأبو ليل.
وكان أكثر من 200 جندي اقتحموا قرية برقة شمال غرب نابلس، وقاموا بحملة تفتيش للعديد من منازل أفراد من الأجهزة الأمنية، من بينهم يوسف عبد الفتاح صلاح وأحمد يحيى صلاح وإياد راغب صلاح.
طلبة الكتلة الإسلامية
وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال فجر اليوم الخميس حرم جامعة بير زيت شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة في محاولة منها لاعتقال طلبة الكتلة الإسلامية المعتصمين في الجامعة منذ عدة أيام ضد الاعتقالات السياسية في سجون السلطة الفلسطينية.
و في اتصال هاتفي مع أحد المعتصمين قوله إن قوات الاحتلال اقتحمت الحرم الجامعي بالدوريات العسكرية وشرعت بمحاصرة الطلاب المعتصمين ضد الاعتقال السياسي، كما انتشر العشرات من الجنود المشاة في الساحات وبين الكليات وفي الحدائق لاعتقال الطلاب.
وأكد أن أغلبية الطلاب استطاعوا الهرب إلى خارج أسوار الجامعة، إلا أن بعض الطلاب وعددهم قليل جدا لم يتمكنوا من ذلك.
وتحدثت مصادر إعلامية أن قوات الاحتلال اعتقلت طالبين من المعتصمين داخل الجامعة، إلا أن مصادر نفت لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، صحة تلك الأنباء، مؤكدة أن الطلاب تمكنوا من الانسحاب بسلام.
وذكر الصحفي معاذ مشعل المتواجد داخل الجامعة، أن جنود الاحتلال داهموا مخازن الكتلة الإسلامية وصادروا كافة محتوياتها من صور شهداء وأسرى وأعلام خضراء.
ومنعت قوات الاحتلال رئيس جامعة بيرزيت خليل الهندي من دخول الجامعة، وسط استمرار عملية الاقتحام.
في غضون ذلك ذكر شهود عيان أن مواجهات عنيفة تدور على مدخل أبو قش بالقرب من جامعة بيرزيت، بين الشبان وقوات الاحتلال، حيث قام الشبان بإغلاق الطريق المؤدي إلى رام الله، وشبان في الجهة الأخرى أغلقوا الطريق المؤدي الى بيرزيت، وقوات الاحتلال تقوم بإطلاق النار.
300 معتقل
وكان نادي الأسير الفلسطيني قال إن حصيلة الاعتقالات التي جرت منذ بداية الحملة التي شنها جيش الاحتلال الصهيوني على محافظات الضفة الغربية منذ عدة أيام بلغت ما يقارب 300 مواطن تعرضوا للاعتقال، منهم 52 أسيرًا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" التي تمت عام 2011، إضافة إلى 11 نائبًا.
وأوضح النادي في بيان صحفي ه أن حملة الاعتقالات تركزت منذ بداية الحملة في محافظة الخليل حيث بلغ عدد المعتقلين فيها 104 معتقلين، تليها محافظة نابلس 52 معتقلاً، ورام الله 41 معتقلاً، وجنين 37 معتقلاً، وطولكرم 16 معتقلاً.
وكانت حصيلة الاعتقالات في قلقيلية 13 معتقلاً، وبيت لحم والقدس في كل محافظة منهما 12 معتقلاً، بينما بلغ عدد المعتقلين في طوباس 6 وسلفيت 5 معتقلين، وأريحا معتقل واحد.
