Menu

الفيس بوك : يوصل خالد لـ الشاباك الصهيوني

قـــــاوم / قسم المتابعة / باتت صفحات التواصل الاجتماعي والمنتديات الحوارية التفاعلية مرتعاً خصباً لأجهزة المخابرات للتنصت والتجسس من خلالها.

ولم يعد الإيقاع بجيل الشباب – أمل الأمة – من أجل تنفيذ مهام أجهزة المخابرات وخاصة الصهيونية (الشاباك) المعروفة باسم "الشين بيت" أمراً غريباً.

صداقة وهمية

في هذه القصة يسرد "موقع الداخلية" قصة شاب سقط ضحية لمخابرات الاحتلال بعد فترة من استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي.

مارس "خالد" – اسم مستعار - حياته الطبيعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وصفحات الموقع الشهير "فيس بوك" وموقع التغريدات العالمي "تويتر" بشكل طبيعي.

وقعت عين خالد في أحد الأيام على اسم أحد الحسابات في قائمة الأصدقاء المقترحين عليه في صفحته وتبين أن الصفحة تعود لمجندة في جيش الاحتلال.

فكر الشاب العشريني كثيراً قبل قبول الصداقة الوهمية تلك فتبادرت إلى ذهنه العديد من الخيارات وبدأت الأسئلة تتراكم في ذهنه.

هل يقوم بإرسال طلب صداقة لصاحبة هذا الحساب ؟ أم يجعل الأمر يمر من غير أدنى اهتمام !!

تزاحمت الخيارات في عقل "خالد" وفجأة سيطرت عاطفة قلبه عليه فقرر أن يُلبي رغبات فضوله الزائد وقام بالنقر على أيقونة  "إرسال طلب صداقة".

بعد وقت قصير من إرسال الطلب إذ بصاحبة الحساب الوهمي تقبل طلب الصداقة هذا !! هنا وقع "خالد" في مصيدة جهل عواقبها.

فضول وهاوية

فضول الشاب الغزي قاده إلى الهاوية بعد أن توالت الرسائل بين صاحبة هذا الحساب، وبينه رغم يقينه أن صاحبة "الفيس بوك" تعمل ضابط برتبة "نقيب" في مخابرات الاحتلال كما تُوضح المعلومات الأساسية في صفحتها الشخصية .

تمحور هدف "خالد" الأساسي حول الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال تبادل الرسائل فيما بينهم، فهو يريد أن يدافع عن قضيته وظن ، ويريد أن يعرف كيف يفكر العدو حسب زعمه !

كان كل هم الضابط في "الشاباك" أن تُوقع بهذه الضحية الساذجة التي قدمت هي بنفسها إلى  ذلك ووفرت عناءً على هذه المجندة !!

وتوالت المحادثات إلى أن سادت الألفة بينهما ، وبعد فترة من الزمن أرسلت الضابط الصهيوني للشاب "خالد" ملفاً مضغوطاً فاستقبل ومن غير أي تردد أو تأخير هذا الملف.

فتح "خالد" الملف فوجد بداخله عدة صور لمجندات إسرائيليات، فسألته تلك الضابط "هل أعجبتك الصور ؟  لك منا مثلهم ويزيد !!

"فخ" العمالة

لم يدر في خلد الشاب الغزي أن الملف الذي استقبله سيكون بمثابة "الفخ" الذي يوقع به في وحل العمالة في محاولة من الضابط الاسرائيلية لتحقيق الهدف.

استيقظ ضمير "خالد" فزعاً، ودار حديث بينه وبين نفسه "ما الذي ارتكبته وماذا أفعل؟...

على الفور اتصل بصديق له يسأله ماذا يفعل فلقد استقبل وفتح ملفات من هذه الضابط وراسلها وتحدث معها ! ولحسن حظه لم يكمل في هذا الطريق المهلك بل استيقظ من سباته في آخر لحظة".

وفي هذا السياق، يؤكد الباحث في أمن المعلومات م. بدر الدين بدر حقيقة القصة الذي وقعت أحداثها منذ أيام قليلة برغم التحذيرات التي أطلقتها وزارة الداخلية.

وأوضح بدر أن بطل القصة يدّعي أنه يدري بخطورة ما كان ينوي القيام به ، لكنه لم يعتقد أبدا أن الجيش الإسرائيلي ممثلا بهذه المجندة يمكنه أن يوقع به وأن يجعله يقبل ملفات من الأكيد أنها تحتوي على برامج تجسس .

اقتحام الانترنت

ونوه إلى أن الاحتلال لن يترك مكاناً يتواجد به الفلسطينيون أو ينشطوا به  إلا ويحاول اقتحامه عليهم.

وقال بدر: "من أهم تلك الأماكن هي مواقع التواصل الاجتماعي التي  بدأ باستخدام أسلوب جديد لها ليزيد الفضول لدى الغافلين من مستخدمي هذه الشبكات".

وبيَّن المختص في أمن المعلومات أن هدف مخابرات الاحتلال يتمثل بالكشف المباشر عن أن هذه الصفحات أو الحسابات تتبع لجنوده الذين ينشطون في هذا المجال .

وأضاف "هناك  عدد من المتخصصين الصهاينة في كيفية الإيقاع بالغافلين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يحاولون الايقاع بالشباب".

وأشار بدر إلى أن هؤلاء الجنود غالباً ما يحملون أسماء ووعود وهمية في ابتغاء تنفيذ مخططاتهم التي تتركز كما أسلفنا بالإيقاع بالغافلين من مرتادي شبكات التواصل في وحل العمالة.

عرضة للتخابر

وحذر م. بدر من الاقتراب من تلك الصفحات أو الحديث عنها أو طلب الصداقة أو الموافقة على الصداقة مع أي شخص يظهر أنه من الاحتلال.

وتابع: "لابد أن نكون حذرين جداً في ذلك (..) ومهما توقع الشخص أنه ذكي وأنه لن يستطيع أن يقنعه أحد بتنفيذ ما لا يقتنع به إلا أنه يكون عرضة للوقوع في العمالة ومساعدة الاحتلال".

وعزا هدف من يعمل وراء تلك الصفحات الحصول على معلومات تفيدهم لربما يعتقد هؤلاء الغافلين أنها ليست ذات أهمية .

ونبه إلى ضرورة الحرص الشديد في التعامل مع مثل هذه الصفحات, مستطرداً "يجب أن لا نكون لقمة سهلة وأن لا يدفعنا فضولنا للتهلكة، وأن لا نتعاطى مع أي رسائل تصلنا عبر حساباتنا يظهر لنا أن مرسلها من طرف العدو المخادع".

وتنشط مخابرات الاحتلال "الشاباك" أو وحدات شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" في الآونة الاخيرة من خلال صفحات التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك وغيرها من مواقع التشات والمنتديات الحوارية التفاعلية.

وشرعت مخابرات الاحتلال وأجهزته الأمنية في مراقبة صفحات التواصل الاجتماعي بشكل واسع خاصة بعد الحملة الأمنية التوعوية التي نفذتها وزارة الداخلية مطلع العام المنصرم من أجل مواجهة التخابر وسد كل الطرق والفجوات في وجه مخابرات العدو وتوعية وإرشاد وتوجيه وتثقيف مختلف شرائح ونخب المجتمع الفلسطيني بمخاطر التخابر والوسائل التي ينتهجها الاحتلال في الإسقاط والابتزاز والاستغلال.

وأطلقت وزارة الداخلية في مارس(آذار) 2013 حملة أمنية توعوية حملت عنوان "الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع العدو استهدفت مختلف الشرائح في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة واستمرت على مدار شهرين متواصلين فتحت خلالها الوزارة باب التوبة لإتاحة الفرصة أمام المتخابرين مع أجهزة أمن الاحتلال لتسليم أنفسهم والستر عليهم