Menu

ملامح الحرب الصهيونية القادمة مع الجبهات المرشحة

قــاوم - وكالات - رجّح قائد سلاح الجو الصهيوني الأسبق "ايتان بن إلياهو"، عدم وجود اتفاق بين المؤسستين العسكرية والأمنية على سيناريو الحرب القادمة، وفقاً للنموذج الذي يمكن بحسبه تحديد حاجات الأمن، كالموازنة بين عدد الطائرات والقطع البحرية وفرق المشاة والصواريخ التي يملكها الجيش الصهيوني، ومعرفة مدى ملاءمة نوع الوسائل للظروف التي ستسود ميدان المعركة.

ولفت "بن إلياهو" إلى أنّه ليس معروفاً بعد أين سيجري القتال وفي أيّ جبهة حربيّة، وما هي المعلومات المسبقة عند الجيش، وماذا سيكون وقت الإنذار قبل الحرب، معتبراً أنّ الجمع بين جميع تفاصيل المعلومات وتنقيحها، يفضي للتنبؤ بالسيناريو، وتجري ملاءمة الحاجات.

وأضاف أنّ سيناريو الحرب المتوقع يشير إلى أن قوات الجيش قد تواجه بالقرب من الحدود جيش دولة مجاورة في معارك مدرعات، سواءً في سيناء أو هضبة الجولان أو حدود لبنان، مشيراً إلى أنّه يصعب أنّ تُقاس على نحو دقيق مساحة ساحات القتال، والمسافة بينها وبين الجبهة الداخلية، أو إجراء تقدير دقيق لعدد الأهداف ومدة المعركة ووسائل "العدو" الدفاعية.

وأوضح أنّه بناءً على وصف السيناريو، يمكن تحديد مبدأ القتال وبناء القوة، وتطوير تقنيات ضروريّة، والتدريب على القتال، بحيث يضع أمام الوزراء قائمة حاجات ومعها تقدير أخطار، محذّراً من نشوء صعوبة في التنبؤ بسيناريو الحرب، مع تقدم الحركات المسلحة لتصبح في مقدمة الأولويات، بحيث أملى تهديد الصواريخ طبيعة المعركة.

وأشار "بن إلياهو" إلى أنّه رغم التغييرات اللوجستية، فقد كانت قائمة المعدات والوسائل التي يملكها الجيش رداً مناسباً على الوضع الجديد، رغم أن العقد الأخير شهد تغير قواعد اللعب، وتشوش البنية الجغرافية السياسيّة في المنطقة، وأصبحت الأسلحة الجديدة كصواريخ يبلغ مداها آلاف الكيلومترات جزءً من المعركة المتوقعة، ودخلت دول ليست لها حدود مشتركة مع الكيان دائرة القتال، وليس واضحاً في الصعيد السياسي أين ستفضي الأحداث في الشرق الأوسط.

وأضاف أنّ مجموعة علامات السؤال بجانب التحولات السياسيّة تجعل تقدير ما يحدث صعباً، وقد تغيرت سيناريوهات الحرب، لكن لا يعني ذلك أنّ احتمال الحرب قد اختفى، ويجب على الجيش وجهاز الأمن أن يحددا سيناريو متشدداً، لكنه منطقي تُبنى بحسبه القوة، وتُصاغ الاستراتيجية، ويتم التدرب على نظرية القتال.

من جهته، قال قائد فرقة غزة السابق في قيادة المنطقة الجنوبية "تسفيكا فوغل"، إنّ الشرق الأوسط يحترق، وما زال السلام لا يخطو نحو دولة الكيان، والصحيح إن قدرتنا على إظهار القوة العسكرية مع التصميم السياسي، شرط لإنشاء اتفاق سلام لأمد بعيد في المستقبل، لافتاً إلى أنّ "أعداء" الكيان سيترجمون ضبط النفس اليومي إزاء الأحداث، بأنه تحلل من المسؤولية، وعجز وفقدان إرادة وتصميم.

وأشار "فوغل" إلى أنّ الأحداث الأمنيّة حول الكيان الصهيوني تزداد، ففي سوريا أخذ الصراع العنيف يتسرب منذ زمن لبلدات هضبة الجولان، وفي مصر يحارب الجيش بقايا الثورة الإسلامية، وتُسمع أصوات اعتراض على اتفاق السلام مع دولة الكيان أكثر من مرة، وفي الضفة الغربية لا يقل عدد العمليات عن 100 في كل شهر، بالإضافة إلى حماس تحفر أنفاقاً هدفها إدخال مئات المسلحين، يفترض أن يستولوا على كيبوتس، ويحتجزوا عشرات الرهائن.

ورأى أنه لمواجهة مثل هذه التطورات، فإن الجيش الصهيوني ما زال بحاجة لجنود المدرعات ليكونوا هناك كي نعيد الهدوء، فلا توجد طائرة بطيار أو بغيره تعرف ما يحدث في الأنفاق التي تُحفر تحت جدار الحدود في قطاع غزة، موضحاً أنّ الجيش ما زال يحتاج إلى جنود المشاة والهندسة، في غلاف غزة كي يحموا المنطقة من كل خطر.