Menu

146 ناجياً من سفينة الموت بمخيم معزول بمالطا

قــــاوم / قسم المتابعة / يعيش اللاجئون الفلسطينيون الناجين من حادثة غرق قاربهم بعرض البحر في الـ13 من أكتوبر الماضي في مخيم معزول على أطراف جزيرة مالطا يفتقد لأسباب الحياة.
وقال تقرير إن 146 شخصاً تمكنت فرق الإنقاذ المالطية من انقاذهم من الغرق من أصل 430 شخصاً يواجهون واقعاً مأساوياً في هذا المخيم المعزول.
وأفاد أن الناجين المعزولين يواجهون أوضاعاً معيشية صعبة، حيث تقدم السلطات المالطية لهم وجبة طعام واحدة في المخيم الذي يفتقد أصلاً للظروف الملائمة لحياة كريمة.
ولفت إلى أن السلطات المالطية تدفع مبلغ 130 يورو فقط شهرياً لكل واحد منهم لحين البت في قضاياهم وتسويتها، وهو مبلغ ضئيل جداً قياساً بمستويات الأسعار والمعيشة في البلاد.
وذكر أن هؤلاء لا يزالون يبحثون عن أقاربهم الذين التهمهم البحر متعلقين بأمل العثور عليهم أحياء أو حتى انتشال جثثهم ودفنها في مكان معلوم، خاصة وأن الجثث التي تم دفنها لم يتم التعرف عليها أو إعلان أسماءهم.
مخيمات مشابهة
من جانبه، قال السفير الفلسطيني في مالطا جبران الطويل إن طاقم السفارة تم استنفاره بالكامل منذ اللحظة الأولى للكارثة من أجل تقديم المساعدات اللازمة للمنكوبين.
وأشار إلى أنه يجري اتصالات يومية مع رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية في مالطا من أجل تسوية قضية الفلسطينيين الناجين وتحسين أوضاعهم.
ولفت إلى أن السفارة تدفع مساعدات مالية للناجين بين الحين والآخر، كما أنها وفرت لكل واحد منهم هاتفاً نقالاً لتسهيل التواصل مع أقاربه وذويه خارج مالطا، فيما يجري الاستعداد لتوزيع مساعدات تتعلق بفصل الشتاء.
وبيّن أن السفارة في مالطا فرّغت اثنين من كوادرها هما جمال عزت وفادي حنانيا لمتابعة مأساة هؤلاء الناجين.
وأشار التقرير إلى أن نشطاء أوروبيون ومالطيون ينشطون لتقديم المساعدات للفلسطينيين الناجين من "سفينة الموت" كما يطلقون عليها.
من جانبه، قال المنسق لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا طارق حمود إنه تم تقديم المساعدات لمئات الفلسطينيين في مختلف الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن الفلسطينيين الهاربين من جحيم الحرب في سوريا ينتشرون حالياً في مختلف الدول الأوروبية.
وأكد أن المخيم المأساوي في مالطا ليس سوى جزء من معاناة أكبر، أو أنه أحد جوانب هذه المعاناة فقط.
ونوه إلى أن هناك مخيمًا مشابهًا في مدينة كتانيا جنوب ايطاليا وآخر في ميلانو شمالاً، وكذلك هناك لاجئون في اليونان ودول أوروبية أخرى.
أحد الناجين
وروى أحمد عطوة وهو أحد الناجين من الكارثة حجم المأساة التي يعيشونها، مشيراً إلى أنه أفلت من الموت مع شقيقه الأصغر، بينما فقد والدته وبقية أفراد عائلته في البحر.
وأشار إلى أن القارب الذي كان يقلهم مع أكثر من 430 راكباً تعرض لإطلاق نار من أجل اجبار القبطان على العودة الى ليبيا، إلا أن إطلاق النار أدى إلى غرقه.
وقال "أتذكر عشرات الجثث التي شاهدتها تطفو على سطح البحر وأنا أكافح الموت، حتى وصلت طائرة مالطية وقامت بإنقاذي مع آخرين، فوصلت الى هذه الجزيرة لا أملك أية أموال ولا أوراق ثبوتية، حيث كان كل شيء مع والدتي التي لا أعلم عنها شيئاً".
يشار إلى أن الفلسطينيين في سوريا يعانون أوضاعاً مأساوية منذ بدأت الثورة في العام 2011 دفعت أعداداً كبيرة منهم لمغادرتها، إلا أنهم واجهوا ظروفاً صعبة أيضاً في بعض الدول التي هاجروا إليها.