Menu
قضى 21 سنة بالأسر .. والدة أسير تجوب حارتها فرحًا بنبأ الإفراج عنه

قضى 21 سنة بالأسر .. والدة أسير تجوب حارتها فرحًا بنبأ الإفراج عنه

قـــاوم – وكالات : بمجرد رؤية تيسير الشاعر اسم شقيقه صلاح (41عامًا) عبر شاشات التلفاز مُدرجًا ضمن قائمة أسماء الدفعة الأولى من الأسرى الُقدامى المنوي الإفراج عنهم من قبل الكيان الصهيوني، اندفع مسرعًا لغرفة والدته ليخبرها ويعانقها فرحًا، فتسجد لله حمدًا وشكرًا.   واعتقل الأسير الشاعر وهو بعمر 19 ربيعًا، صبيحة الـ13 من يوليو عام 1993، من منزل كان يختبئ بداخله بخان يونس، بعد مطاردة استمرت لأشهر، إثر قتله ضابطًا صهيونياً بإحدى المستوطنات بالمحافظة إبان احتلال قطاع غزة.   ولم تسع الفرحة قلب الأم التي انتظرت نبأ تحرر نجلها على مدار نحو ربع قرن من الزمن، عاشته بألم وحسرة ومعاناة جعلت منها امرأة عصية على الانكسار والاستسلام للواقع وفقدان الأمل بالفرج عنه يومًا ما، خاصة بعد أن توفى والده مطلع العام الحالي حسرة عليه بعدما ألمت به الأمراض.   وامتزجت مشاعر الأم ببكاءٍ شديد غير مصدقة النبأ، فأفقدها هول الخبر النوم حتى الصباح، لتخرج رغم وضعها الصحي الصعب من بيتها فرحة تتجول بحارتها ذات الشوارع الضيقة، تدق أبواب بيوت الجيران المتلاصقة ببعضها البعض تخبرهم "صلاح راح يخرج من السجن بكرا زغردوا.. كلكم معزومين على فرحه ببيتنا"..   وبعد أن عادت لبيتها نادت أبناءها وبناتها وأحفادها وجمعتهم من حولها وبدأت تغني لهم، وهي تبكي تارة وتفرح تارة بعباراتٍ بسيطة نسجتها لكنها تحمل معاني كثيرة، ومنها "يا أم العريس شدي حيلك قومي.. زيني الحبايب بالعطر والصابوني" وعبارات أخرى تحمل مضامين فرح.   استعدادات الاستقبال   وبدأت الأم بتجهيز كل ما يلزم نجلها قبيل الإفراج عنه، من ملابس وأكلات يحبها ويشتهيها مُنذ صغره كـ "الملوخية والأرز"، كما قامت بأمر أبنائها بتزيين المنزل والشارع الرئيس بالحي بالورد وبشتى أنواع الإضاءات وورق المحارم وغيره من وسائل الزينة.   وتصر أم الأسير الشاعر على الذهاب لخيمة التضامن مع الأسرى أمام مبنى الصليب الأحمر بمدينة غزة أسبوعيًا، حتى بعد تحرر نجلها، لأنها عاشت المرار والألم والمعاناة بشكلٍ مشترك مع باقي أمهات الأسرى وعوائلهم، خاصة أوقات المبيت داخل الخيمة لأيام.   وتعتبر جميع من تبقوا بالأسر بمنزلة أبنائها، لذلك تصر على الاستمرار بالتضامن معهم لحين الإفراج عنهم جميعًا وعودتهم لعوائلهم سالمين غانمين، متمنية الفرج القريب لهم وأن يقف الجميع بجانب قضيتهم ويساندوها حتى التحرر من السجون.   ومن المقرر أن يقوم الكيان الإسرائيلي الثلاثاء بالإفراج عن "26 أسيرًا" ضمن الدفعة الأولى من الأسرى المزمع إطلاق سراحهم وعددهم" 104 أسرى"، معتقلين قبل اتفاقية أوسلو في الرابع من مايو/ آيار عام 1994، باستثناء (أسير واحد) اعتقل أوائل انتفاضة الأقصى عام 2001، من بينهم 18 من قطاع غزة.