Menu
الاحتلال الصهيوني يجرّف مدرسة في قلقيلية لاستكمال الجدار العازل

الاحتلال الصهيوني يجرّف مدرسة في قلقيلية لاستكمال الجدار العازل

  قــــاوم- قسم المتابعة: على حين غفلة من أهلها وطلابها، مستغلين العطلة الصيفية، بدأت الجرافات الصهيونية بتبديد صمت قرية عزون عتمة قضاء قلقيلية وشرعت بهدم وتجريف ساحة مدرستها (بيت أمين) بعد أن طلبت من معلميها مغادرة المكان، هذا الاعتداء الأخير بحق المدرسة يمثل آخر حلقة من المسلسل الصهيوني الطويل الذي يستهدف المؤسسات التعليمية الفلسطينية.  ورصدت مؤسسة التضامن، في تقرير لها، قيام الاحتلال أول أمس الثلاثاء بتجريف ساحة وحديقة مدرسة عزون - بيت أمين جنوب مدينة قلقيلية بمساحة دونمين، واقتلاع 107 أشجار زيتون من الحديقة وخارجها، إضافة إلى هدم أسوار الحديقة والسور الخلفي للمدرسة؛ بدعوى استكمال بناء جدار الفصل العنصري وبناء جدار وشارع أمني بين المدرسة ومستوطنة (شعار تكفا) المقامة على أراضي قرية عزون عتمة وقرى جنوب غرب قلقيلية.  مدرسة فريدة في بداية العام 2004 بدأ الاحتلال بإقامة جدار الفصل العنصري، وكانت قرية عزون عتمة من القرى الواقعة خلف الجدار بسبب ملاصقة الأبنية الاستيطانية لمنازل القرية، وفي هذه الأيام يشرع الاحتلال بإقامة جدار آخر بين القرية والمستوطنات المحيطة، لتصبح قرية معزولة تماما عن العالم، يتم الدخول إليها من خلال بوابة محاطة بحاجز عسكري وأبراج مراقبة.  وبما أن القرى الفلسطينية في تلك المنطقة صغيرة نسبيا، تقوم وزارة التعليم بتجميع طلاب أكثر من قرية في مدرسة واحدة، ولذلك فإن طلاب قرية بيت أمين يذهبون للدراسة في مدرسة عزون عتمة من خلال البوابة المقامة على مدخل القرية.  وفي هذا السياق، يقول مدير مدرسة عزون بيت - أمين جمال أيوب، للتضامن: "في كل صباح يعمد جنود الاحتلال إلى عرقلة مسير الطلاب إلى المدرسة، ويقومون باحتجازهم وتفتيش حقائبهم بطرق استفزازية، إلى أن أحضر شخصيا إلى الحاجز وأقوم بتخليص الطلاب من بين أيدي الجنود، بعد تأخيرهم لساعات عن الدوام المدرسي".  ويتابع القول "واليوم استغل الاحتلال العطلة الصيفية وأخذ يجرف حديقة المدرسة ويهدم الأسوار ويقتلع أشجار الزيتون والزينة، كما أنهم استبَقوا إقامتنا لمخيم صيفي للأطفال في المدرسة وأحضروا الجرافات ورجال الأمن والجيش للاستيلاء على أراضي المدرسة بالقوة".  ويتابع: "هذا التجريف لا يبعد أكثر من 10 أمتار عن قاعات الدراسة، وهم بصدد إقامة جدار أمني فاصل، وهذا يؤدي لزعزعة المسيرة التعليمية؛ حيث إن الجيش وحراس المستوطنة سيتواجدون طول الوقت داخل المدرسة، كما أن الآليات العسكرية التي تصدر عنها أصوات مزعجة ستظل تشتت انتباه الطلاب وكأنهم يشاهدون أفلام رعب وليس درسا تعليميا".  ويشير أيوب إلى أن الاحتلال حوّل المدرسة في الآونة الأخير لثكنة عسكرية، بعد استمرار تواجد قوات كبيرة من الجيش في الحدائق والساحات والملاعب وأماكن دراسة الطلاب، إضافة إلى المياه العادمة التي تغمر حدائق المدرسة من مخلفات المستوطنة".  مصادرة التعليم  ويقول مدير عام المتابعة الميدانية بوزارة التربية والتعليم محمد القبج: "ما يحصل في هذا المكان هو اعتداء صارخ على المؤسسات التعليمية، وانتهاك لحقوق الأطفال بحقهم في التعليم، ونحن نرى الجرافات تدمر مرافق المدرسة، والمياه العادمة تغمر الحدائق، والجنود ينتشرون في حرم المدرسة، والأغرب من ذلك أنني سألت أحد الجنود لماذا تنتهكون حرم هذه المدرسة باقتحامكم لمرافقها؟ فرد علي بوقاحة: لماذا أنتم موجودون هنا؟ هذا المكان لنا وعليكم أن تغادروا!".  ويفند أيوب ادعاءات الاحتلال بامتلاكهم لأراضي المدرسة فيقول: "أقيمت هذه المدرسة عام 1966 ، أي قبل "النكسة" بعام، بينما أقيمت مستوطنة "شعار تكفا" عام 1981 بعد مصادرتهم لأراضي القرية"، مشيرا إلى أن المئات من أهالي القرى المجاورة تخرجوا فيها قبل بناء المستوطنة.  وبينما تواصل الجرافات تجريف محيط المدرسة، يقول القبج: "حتى تعليم أبنائنا أصبح محرما في قوانين الاحتلال، صادروا الأراضي والممتلكات وهدموا المنازل والآن يصادرون التعليم، ويحرمون طلابنا من الجلوس واللعب في حديقتهم التي زرعوها بأيديهم".  ما السبيل؟ وفي سباق مع الزمن يعمل الاحتلال إلى فرض سياسة أمر واقع لخنق هذه المؤسسة التعليمية، والقضاء على مسيرة طلابها وإقصائهم عنها، من خلال خلق حالة أمنية غير مستقرة بين الطلاب والجيش الذي استولى على جزء من الحديقة.  وفي حديثه لمؤسسة "التضامن" يقول محافظ قلقيلية ربيح الخندقجي: "إن بناء الجدران الأمنية وتوسيع المستوطنات على حساب المدارس والمؤسسات التعليمية ومستقبل الطلاب، هي من أكبر أشكال الوقاحة، وسنواجهها على جميع الصعد الرسمية والشعبية، كما سنتوجه إلى جميع المؤسسات لفضح هذه الممارسات بحق الأطفال والطلاب في ظل إصرار الاحتلال على انتهاك القانون الدولي والإنساني". من جانبه اعتبر الناشط في المقاومة الشعبية مراد اشتيوي أن هذه الممارسات خطيرة وأعمال بشعة، واستهداف واضح لحقوق الطفل ونسف لكل صور الإنسانية والعملية التربوية التي يسعى الاحتلال لإبادتها.  الاعتداء السابع  من ناحيته، ذكر الباحث في التضامن أحمد البيتاوي أن تجريف حديقة وأسوار مدرسة قرية عزون- بيت أمين هو الاعتداء السابع بحق المؤسسات التعليمية الفلسطينية منذ بداية العام الجاري.  وذكر البيتاوي بقية الاعتداءات طالت المرافق التعليمية الفلسطينية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من جنود الاحتلال كانوا قد اقتحموا بتاريخ 6/2/2013 مدرسة ذكور بيت عور التحتا الأساسية في رام الله وقاموا بشتم المعلمين والتهديد بضربهم خلال الفرصة.  وبتاريخ 25/2/2013 اقتحم عدد من جنود الاحتلال مدرسة دار الأيتام الإسلامية في البلدة القديمة في القدس واعتقلوا بعض الطلبة بحجة إلقاء حجارة على جنود الاحتلال، وفي نفس اليوم اقتحم جنود الاحتلال مدرسة تل الثانوية قرب نابلس واعتقلوا (16 طالبا) بحجة إلقاء حجارة على جنود الاحتلال.  وبتاريخ 27/2/2013 داهمت قوات الاحتلال مبنى مدرسة سلوان الإعدادية للبنين في حي رأس العامود ببلدة سلوان في القدس بحجة البحث عن أطفال قاموا بإلقاء حجارة على جنود الاحتلال، وبتاريخ 12/5/2013 قام جنود الاحتلال باحتجاز طاقم معلمي مدرسة (جنبا) بالقرب من مستوطنة (متسبي يائير) المقامة على أراضي مدينة يطا أثناء توجههم للمدرسة ومنعتهم من الوصول إليها بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة.  وبتاريخ 12/5/2013 اعتقلت قوات الاحتلال جمال دعيس حارس مدرسة الشاملة في حي جبل الزيتون بالطور في القدس أثناء محاولته منع الاحتلال من اقتحام المدرسة