Menu
الجرحى.. قصص مؤلمة وذكريات لن يمحوها الزمن

الجرحى.. قصص مؤلمة وذكريات لن يمحوها الزمن

قــاوم- قسم المتابعة:  ما زالت غرف وأقسام مجمع الشفاء الطبي مكتظة بجرحى الحرب الصهيونية على غزة رغم انتهاء الحرب، فلا يكاد مكان به يخلو من مصاب أو جريح تفاوتت نسبة إصاباتهم بين حرجة ومتوسطة وكل منهم يحمل قصة مؤلمة وذكرى ستصاحبه أبد الدهر. ما تراه في مستشفى الشفاء أقل ما يمكن وصفه أنه كارثة فالجرحى أصيبوا بشكل فادح فمنهم من فقد أطرافه ومنهم من فقد عينه وآخرون أضحوا معاقين. وتعد الحرب الصهيونية على غزة أعتى هجمة شنت على الشعب الفلسطيني الأعزل منذ العام 1967، واستخدم الجيش الصهيوني قوة هائلة براً وجواً وبحراً ناهيك عن استخدامها أسلحة محرمة دولياً ومنها الفسفور الأبيض الذي يحرق كل ما يعترض طريقه. فداحة الجراح الطفل أيمن العالول 8 أعوام تحول جسده مسرحاً للشظايا فلم تكاد ترى مكاناً به إلا وأصيب بشظية تركت أثراً بالغاً وجرحاً نازفاً رغم تضميده. يقول الطفل العالول للشبكة الإعلامية الفلسطينية: ’كنت أقف بجوار باب المنزل في منطقة حي الزيتون شرق غزة، عندما شعرت بهواء ساخن يرتطم بجسدي فوقعت أرضاً وشعرت بشيء ضخم يقع فوقي ولم أعد أدري ما يدور حولي’. وروت والدة الطفل العالول ما حدث قائلة: ’اليهود أبلغونا بوجود تهدئة لمدة ثلاث ساعات وقبل نهايتها بربع ساعة كان ابني أيمن يقف بجوار المنزل حيث كان يشعر بالضيق لأن البيت تحول لسجن لا يمكننا مغادرته، ففي تلك اللحظة سقطت قذيفة مدفعية بالقرب منه فوقع وانهال عليه باب المنزل’. وأضافت: ’وصلت ابني وأنا أعتقد أنه فارق الحياة لأن جسده مغطى بالدم فطلبت النجدة فسارع إلي شاب كان قريب وحمله وذهب به لأقرب سيارة إسعاف حيث تم نقله للمستشفى وبحمد الله ورعايته نجا من الموت بأعجوبة’. ولم يكن الطفل العالول الوحيد الذي نجا من الموت بأعجوبة فالكثير من الأطفال استباحت حكومة الكيان الصهيوني وجيشها النازي دمهم وقصفتهم دون رحمة فاستشهد عدد كبير منهم ونجا آخرون ليرووا للعالم هول ما شاهدوه وإن كان بعضهم لن يتمكن من الرؤية مجدداً بعد فقد عينيه. الطفل بلال ياسين يعاني منذ الصغر من مشكلة في إحدى عينيه ويرى بالأخرى فقط كان يقف بجوار ركام أحد البيوت عندما قصفته طائرة صهيونية بصاروخ آخر لتزيل حتى ركامه عن الوجود، حاول الطفل الهرب إلا أن شظية أبت أن تدعه يرى فاقتلعت عينه السليمة وأصيب ببعض الجروح والكدمات الأخرى. صمود رغم الجرح ويقول الطفل ياسين (12 عاماً) من بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة: ’كنت أقف بجوار منزل تم قصفه ولم يتبقى منه سوى كومة حجارة كنت أنظر إليها عندما فوجئت بصاروخ آخر يستهدف الحجارة.. حاولت الهرب تعثرت وقعت شعرت بسهم من نار يخترق عيني، وأشياء تمزق لحم ظهري وبعدها أفقت في المستشفى فحاولت أن أفتح عيني السليمة فعرفت أنني لن أرى النور مرة أخرى’. المواطن عبد الله محرم (18 عاماً) كان يجلس بمنزله وبجوار مكتبه يقرأ بعض الكتب ليقضي على الملل الذي صاحبه بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم مقدرته على الخروج بسبب الأوضاع الصعبة حيث يسكن في حي تل الإسلام، حينما استهدفت الدبابة منزله فانفجرت القذيفة بالغرفة المجاورة لمكتبه. ويوضح محمد شقيق محرم ما حدث قائلاً: ’كنا نجلس جميعاً في منزلنا في الطابق السفلي وأخي بالعلوي لوحده حينما سمعنا صوت انفجار ضخم يهز المنزل فهرعنا لمكان أخي لنجده ملقى وسط ركام متناثر وزجاج مكسر حيث نقلناه للمستشفى وهو في حالة صعبة. وأشار إلى أن شقيقه يعاني من جراح صعبة وأن الشظايا اخترقت بطنه وأنه ما زال يرقد في العناية المركزة انتظاراً لتحويله للعلاج بالخارج. وأوضح محرم أنه يحيي صمود المقاومة ويقدر ما قامت به من أعمال بطولية ردعت الجيش الصهيوني ولقنته دروساً قاسية وأنهم لن يندموا على بيتهم المدمر وحتى لو استشهدوا داخله وأنهم جميعاً فداء الوطن والمقاومة ومستعدين لتقديم الغالي والنفيس من أجلها. أما المواطن محمد الجوجو فقد كان يقف وبعض زملائه بالقرب من منتزه برشلونة عندما سمعوا صوت إطلاق نار كثيف من الدبابات المتوغلة هناك رغم الهدنة التي أعلنتها حكومة العدو الصهيوني لمدة ثلاث ساعات يومياً خلال الحرب فذهب ليختبئ داخل المنزل ليصاب وهو داخل غرفته بعيار ناري في كتفه وأخر في قدمه. ويقول: ’عندما سمعت صوت إطلاق النار قلت لمن حولي هيا ندخل منازلنا فدخلت غرفتي وما كدت أفعل حتى شعرت بسهم من نار يخترق كتفي وآخر يخترق قدمي فلم أتمكن من الوقوف ووقعت ونزفت لأكثر من ساعة نظراً لعدم وجود أحد في المنزل ولم أكن قادراً على الخروج أو الاستغاثة لولا عناية الله حيث اتصل بي أحد الأصدقاء وأبلغته بما حدث معي ليأتيني بسيارة إسعاف’. وأكد على أنه يدعم المقاومة بكافة فصائلها، موضحاً أن عملية التسوية مع الكيان الصهيوني لم يعد لها معنى بعد حربها على غزة التي استهدفت خلالها المدنيين العزل وممتلكاتهم ونسفت بها كافة الجهود المبذولة للتسوية. وسقط خلال الحرب الصهيونية على غزة 1330 شهيد وأصيب أكثر من 5300 مواطن وصفت حالة 400 منهم بالخطرة. الشبكة الإعلامية الفلسطينية