Menu
خلال ندوة بغزة .. المفكر منير شفيق يؤكد تراجع المشروع الصهيو-أمريكي

خلال ندوة بغزة .. المفكر منير شفيق يؤكد تراجع المشروع الصهيو-أمريكي

قــــاوم- قسم المتابعة: رأى المفكر الفلسطيني منير شفيق المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي أن الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها في منطقة الشرق الأوسط الكيان الصهيوني في تراجع واضح، داعياً إلى استثمار الضعف الأمريكي والصهيوني الراهن بإطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، داحضاً أن تكون الثورات العربية صناعة أمريكية.  وعبر شفيق خلال لقاء نخبوي عقد بمدينة غزة، مساء السبت، عن تفاؤله بمستقبل ثورات الربيع العربي، مشيراً إلى محاولات الإدارة الأمريكية لاحتوائها بما يخدم الأجندة والرؤية الأمريكية للشرق الأوسط، مستبعداً نجاحها في ذلك.  جدير بالذكر أن شفيق وصل قطاع غزة منذ عدة أيام، حيث التقى رئيس الوزراء إسماعيل هنية والعديد من الشخصيات الوطنية والمجتمعية. ضعف واشنطن  ورفض المفكر شفيق تشكيك البعض في الثورات العربية بدعوى أنها صناعة أمريكية، معللاَ ذلك بقوله: الثورات جاءت لأن أمريكيا ضعفت كثيراً، وواجهت هزائم خصوصاً في العقد الأخير"، مبيناً أن تلك الهزائم أفشلت المخطط الأمريكي لإقامة شرق أوسط جديد.  وأضاف: "الولايات المتحدة الأمريكية فشلت باحتلالها للعراق، كما فشلت على الساحة الفلسطينية عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية ووصل الأمر لتحرير غزة والانتصار في جنوب لبنان عام 2000"، مشيراَ إلى حرب 2006 بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الصهيوني وما تمخض عنها من كسر هيبة الأخير، مبيناً أن حرب الفرقان في غزة أفضت لنتائج مشابهة لنتائج حرب 2006 التي كرست هزيمة الاحتلال.  وبين المفكر الفلسطيني أن المتغير المتمثل بالضعف الأمريكي وفر ظرفاً مناسباً لاندلاع الثورات العربية، ومضى يقول: مصر دولة ذات ثقل كبير في المنطقة وسقوط الكنز الاستراتيجي للكيان الصهيوني يعني حدوث خلل عميق في ميزان القوى ليس في صالح واشنطن، وصاحب ذلك أيضا الأزمة المالية التي ضربت كبرى الشركات العالمية ,مما زاد من إضعاف السيطرة الأمريكية والغربية على العالم".  وبحسب شفيق، فإن ذلك الخلل فتح المجال أمام قوى دولية للاضطلاع بدور في منطقة الشرق الأوسط، يتقدمها روسيا والصين، معبراً عن قناعته بنشوء معادلات جديدة في المنطقة، مبيناً أن محاولة محاصرة الصين التي باتت قوة عظمى تشغل الإدارة الأمريكية، مردفاً بالقول: قد تتغير أولوية استراتيجية الإدارة الأمريكية وهذا سيؤثر على الساحة الدولية". وضع دولي جديد  وجزم قائلاً: "الإدارة الأمريكية لم تعد قوة مسيطرة على العالم؛ فنحن نعيش في وضع دولي متعدد القطبية بلا نظام واضح مما يجعل الساحة الدولية أقرب للفوضى"، مشيراً إلى وجود فوضى عالمية وارتباك في السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية، موضحاً أن ذلك يتيح المجال أمام الدول الراغبة في لعب دور على الساحة الدولية.  وحول إمكانية نجاح الإدارة الأمريكية في احتواء الثورات العربية، أكد وجود محاولات أمريكية في هذا السياق، مستدركاً بالقول: الدور الأمريكي في التأثير على الأحداث بات ضعيفاً، فواشنطن تحاول, لكن الوضع لم يعد كما كان في عهد بوش الأب والابن"، معتبراًَ الاعتقاد بإمكانية احتواء الثورات العربية بأنه "وهم جديد". وتطرق المفكر شفيق بشيء من التوسع لحرب الأيام الثمانية، معتبراً نتائجها ترجمة واضحة لمدى ضعف الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية، مبيناً أن كلا الإدارتين ضغطتا في اليوم الثاني للحرب من أجل وقفها إلى أن تم وقفها بشروط المقاومة ، مؤكداً أن قصف( تل أبيب) والقدس لم يكن في حسبان حكومة الاحتلال الصهيوني.  وقال مقرراً: "غزة حققت انتصارا"، ذاكراً جملة من عوامل تحقيق الانتصار؛ وفي مقدمتها بسالة المقاومة وصمود غزة ,إضافة للحراك الذي شهدته الضفة الغربية، إلى جانب زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل والوفد الوزاري العربي لغزة خلال الحرب، معلقاً على ذلك بالقول: "هذا يعني أن الدعم السياسي للمقاومة يحدث بهذا الجلاء والوضوح لأول مرة". وتابع قائلاً: الحرب كشفت أن أمريكا أصبحت أكثر ضعفاً وكذلك الكيان الصهيوني وأن الثورات العربية لم تحسن وضع واشنطن بل على العكس". وضع غزة مشرق  وعن الوضع في قطاع غزة، قال شفيق:" وضع غزة مشرق ورائع وأدعو لمزيد من التسلح والتدريب والوحدة"، موضحاً أن نقطة الضعف الأساسية تتمثل في الضفة الغربية جراء استشراء الاستيطان وعمليات التهويد والحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك، لافتاً إلى خطورة الطرح الصهيوني باقتسام الصلاة في المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل. ودعا إلى إطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية لوقف تغول الاحتلال الصهيوني وحماية القدس والمقدسات، مشيراً إلى وجود مؤشرات عدة لإمكانية تحقيق الانتفاضة لأهدافها أكثر من سابقاتها، مشترطاً لذلك عدم الوقوع في فخ الاحتلال عبر الاستدراج لمربع المفاوضات، وتابع قائلاً:" واشنطن غير قادرة على تحمل انتفاضة فلسطينية لبضعة أشهر وسيضطر الاحتلال للتراجع بشرط ألا يقبل التفاوض معهم".  وشدد على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية، مستبعداً في الوقت ذاته، إمكانية تحققها في الوقت الراهن لغياب الأرضية المناسبة لذلك، معتبراً أن سلطة رام الله العائق الأساسي في وجه تحقيق المصالحة وانطلاق انتفاضة في الضفة الغربية، واصفاً الوضع في الضفة بأنه "كارثة". كما تطرق للوضع السوري، مبيناً استحالة الحل العسكري في ظل ميزان القوى القائم في سوريا، معبراً عن رفضه لأي تدخل خارجي.