Menu
تقرير : ساعة لن تنسى بين هناء وعائلتها على معبر بيت حانون

تقرير : ساعة لن تنسى بين هناء وعائلتها على معبر بيت حانون

قـــاوم – وكالات :   "لقاء صعب ومؤثر في ظروف استثنائية"، بهذه الكلمات وصف عمر شقيق الأسيرة هناء شلبي اللقاء الأخير الذي جمع العائلة مع هناء على معبر بيت حانون/إيرز قبيل نقلها إلى قطاع غزة التي ستقضي فيه مبعدة عن مدينتها جنين ثلاث سنوات. ويقول عمر:" نقلنا الصليب الأحمر بسيارته من حاجز الجملة شمال مدينة جنين إلى إيرز ، وهناك انتظرنا ساعة كاملة قبل أن تصل هناء في مشهد صعب، لقد تعمدت سلطات الاحتلال تأخيرنا وكأنهم يتلاعبون بأعصابنا وأعصاب الجميع". ويضيف "وصلت هناء إلى المعبر وكانت على كرسي متحرك وفي حالة صحية يرثى لها، وكانت مكبلة في مشهد استفزازي ولا تقوى على الحركة والكلام، حيث سمح لنا بالجلوس معها ساعة واحدة فقط، كنا نعد فيها الدقائق والثواني". مشهد مؤلم : من جهتها، تصف والدة هناء لحظة لقائها بها بعد غياب عنها لأكثر من 44 يومًا قضتها مضربة عن الطعام احتجاجًا على اعتقالها الإداري الذي أعقب تحريرها ضمن صفقة التبادل الأخيرة، وتقول :" كان مؤلماً لي أن أشاهد هناء في هذا المنظر الذي لن أنساه، لقد هرعت إليها وقبلتها".   وتضيف " قالت لي إنه لم يكن بالإمكان أفضل من هذا الحل، وأنها صمدت حتى آخر لحظة، ولكن لكل شيء نهاية، وهي تعتقد أنها أوصلت رسالتها". وتصف هناء لوالدتها الظروف القاسية التي مرت بها من عزل انفرادي وضغط نفسي كبير، وانهيار في وضعها الصحي وإصابتها بنزيف حاد كان سببا في الضغط عليها لكي تضع حدًا لإضرابها. وتنقل والدة هناء عنها قولها إنها "ستكون مرتاحة أكثر لبقائها في قطاع غزة"، مؤكدة أنها لا تعده إبعادًا مقارنة ببقائها في السجن، وترى أنها نالت حريتها وكسرت إرادة السجان وستعود حتما إلى منزلها وعائلتها. لقاء عاطفي : فيما يصف والد هناء اللقاء بأنه كان عاطفيًا، ولم يكن فيه مجال لتبادل الحديث والأسباب والحيثيات، ويقول: "كانت هناء في وضع صحي صعب للغاية ومنهكة إلى أبعد الحدود، ولكنها رغم ذلك كانت ترفع من عزيمتنا بدل أن نقوم نحن بذلك".   ويضيف في حديث صحفي نحن غير راضين عن قرار الإبعاد، ولكننا فخورون بما حققته هناء بإضرابها، لقد نقلت رسالتها ورسالة الأسرى بأروع الصور، وقدمت نموذجا رائعا للمرأة الفلسطينية، والباقي على القوى والفصائل أن تواصل العمل لحرية الأسرى وعودة المبعدين". ويؤكد أنه يشعر أن ابنته ستحظى بالرعاية الكافية والأمان في قطاع غزة، وأنه مطمئن لذلك، رغم حزنه الشديد على فراق ابنته، وإيمانه بحجم المؤامرة التي كالتها سلطات الاحتلال لهناء منذ اعتقالها. ويتابع "كانت ساعة لن ننساها طوال حياتنا، فهي الأصعب، كنا نعتقد أن لحظات زيارة هناء في السجن كانت الأصعب بالنسبة لنا، ولكن هذه الساعة وهذه الزيارة كانت الأصعب على الإطلاق، لقد رمقتها عيوننا وهم ينتزعونها من بيننا لنقلها إلى الحاجز دون رحمة ودون مراعاة لمشاعر الأهل في هذا اللقاء الأخير". ويستطرد "لم تتحدث هناء كثيرًا خلال هذه الساعة، لأنها لم تكن تقوى على الحديث، وكان باديًا على جسدها الإنهاك، وبالتالي فإن انتزاع قرار الإبعاد منها وهي في هذه الحالة قرار غير قانوني ويدل على عقلية الابتزاز الصهيوني". ويشير إلى أن هناء قالت إنها فوضت أمرها إلى الله واتكلت عليه في قرارها الذي اتخذته، مضيفًا "نحن لن نسكت وسنستمر في رفع قضيتنا وصوتنا عاليا حتى عودة هناء إلى المنزل". ويطالب شقيقها عمر السلطات المصرية بالعمل على إلغاء قرار الإبعاد، قائلا: "يقع عليهم دور كبير في حل هذه القضية، لقد انتهينا من ملف ودخلنا في ملف آخر، ويجب أن تبقى القضية حاضرة لكسر هذه القرارات الجائرة". وكان مئات المواطنين استقبلوا المحررة شلبي عند معبر بيت حانون شمال قطاع غزة وفي مجمع الشفاء الطبي التي ترقد به للتعافي من آثار الإضراب عن الطعام وسط صيحات التهليل والتكبير بأن من الله عليها بالحرية من سجون المحتل. ويؤكد رئيس قسم الاستقبال والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة أيمن السحباني أن حالة المحررة هناء شلبي الصحية مستقرة.