Menu

الاعتقال الإداري سيف على رقاب الفلسطينيين .. بقلم : ثامر سباعنة

الاعتقال الإداري سيف على رقاب الفلسطينيين .. بقلم : ثامر سباعنة نكاد نجزم انه لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وتعرض أحد أو جميع أفرادها للاعتقال، وهناك من تكرر اعتقالهم مرات عديدة، ولم تعد هنالك بقعة في فلسطين إلا وأن أقيم عليها سجن أو معتقل أو مركز توقيف. ومنذ احتلالها للأراضي الفلسطينية في العام 1967 وحتى اليوم اعتقلت قوات الاحتلال حوالي 750 ألف مواطن من كافة المناطق الفلسطينية، من بينهم قرابة 12 ألف مواطنة وعشرات الآلاف من الأطفال، ولم تقتصر الاعتقالات على الأحياء فقط، وإنما شملت الأموات، حيث لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز عشرات الجثامين لشهداء وشهيدات استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى ولمئات الجثامين لشهداء استشهدوا في السنوات التي سبقتها ومنذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر / أيلول 2000، سُجلت أكثر من 75 ألف حالة اعتقال، بينهم قرابة 8 آلاف طفل، وعشرات النواب ووزراء سابقين، وأكثر من عشرين ألف قرار اعتقال إداري ما بين اعتقال جديد وتجديد الاعتقال. لكن ما هو الاعتقال الإداري ولماذا تلجأ سلطات الاحتلال لهذا النوع من الاعتقال ؟ الاعتقال الإداري هو وضع الأسير في الاعتقال دون وجود لائحة اتهام له و دون عرضه على المحاكم والقضاء – إلا محاكم التمديد -  و لا يحدد للأسير المعتقل إداريا  فترة زمنيه لانتهاء الاعتقال ،بل يقوم الاحتلال بتجديد الاعتقال للأسير كلما انتهت الفترة الممنوحة له ، يعد الاعتقال الإداري احد أصناف العذاب التي استخدمها ويستخدمها العدو من اجل قهر الفلسطينيين وتحطيم إرادتهم ، وإدخال الأسير الفلسطيني في دوامة لا يعرف نهايتها، وعادة ما تلجأ سلطات الاحتلال لهذا النوع من الاعتقال ضد الفلسطينيين النشطاء والذين لا تستطيع سلطات الاحتلال تقديم لوائح اتهام ضدهم ، لذا يلجأ الاحتلال لتقييد نشاط هؤلاء الفلسطينيين من خلال الاعتقال الإداري ،كما أن سلطات الاحتلال قد تلجأ لهذا الاعتقال بعد انتهاء محكومية احد الأسرى فتقوم بتحويله للاعتقال الإداري بعد قضائه فترة حكمه، و كثير من الأسرى المعتقلين إداريا لا يعلمون سببا لاعتقالهم ، بل إنهم لا يقدمون للتحقيق إنما يُنقلوا إلى المعتقل ويحكموا إداريا دون أي تهم. لقد تعرض أكثر من 20 ألف فلسطيني للاعتقال الإداري منذ عام 2002 حتى يومنا هذا ، ومنهم من أمضى أكثر من ست سنوات بالاعتقال الإداري إذ تتعمد إدارة السجون الإسرائيلية أن تبلغ المعتقل الإداري بالتمديد الجديد لفترة اعتقاله في اليوم المحدد للإفراج، وكثير من الأسرى وأثناء إعداد أنفسهم للحرية وبعد وداعهم لإخوانهم في المعتقل تأتي إدارة المعتقل وبدلا من الإفراج عنه يقومون بإعطائه تمديدا جديدا للاعتقال الإداري. ولزيادة معاناة المعتقل الإداري  تلجأ إدارة السجون لتمديده فترات قصيرة (3 شهور) وذلك لتقوم بنقله بوسطة بشكل دوري ومستمر ، والبوسطة عبارة عن هم كبير للأسير إذ يتم نقل الأسير فيها من المعتقل إلى المحكمة وقد تستمر الرحلة إلى إسبوع كامل يتنقل فيها الأسير بين عدد من سجون الاحتلال بواسطة حافلة تفتقر لكل مقومات الراحة ، فيقضي ساعات طويلة في البوسطة ويداه وقدماه مكبلتان ويُمنع من قضاء حاجته ، ويُعامل معامله قاسية من قِبل النحشون (وهم جنود الاحتلال المسئولون عن نقل الأسرى في سجون الاحتلال)،بل إن هؤلاء النحشون لا يعرفون احتراما لشيخ كبير أو للأسيرات أو الأطفال.