Menu
المحرر ياسر حجازي .. 21 عامًا ومسيرة من العلم لا تنتهي

المحرر ياسر حجازي .. 21 عامًا ومسيرة من العلم لا تنتهي

قــاوم- قسم المتابعة : كان الأسير المحرر ياسر عبد القادر حجازي في موعد مع الحرية حينما أطلق سراحه بعد اعتقال دام 21 سنة منذ تنفيذ عمليته التي تسببت بقتل أحد المغتصبين الصهاينة في تل الربيع عام 1990 عندما وضع عبوة ناسفة. ياسر والذي يبلغ من العمر اليوم 43 عامًا لم يستسلم لواقع أسره، بل قام على تطوير ذاته داخل السجن، وقام بالانتساب للجامعة العبرية المفتوحة، وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والتاريخ ومن ثم أتبعها بشهادة الماجستير في نفس التخصص، واليوم يحضر لرسالة الدكتوراه حول مقارنات تاريخية بين المملكة الصليبية في القدس ودولة الاحتلال اليوم. لحظة صعبة! لم يكن ياسر الوحيد في عائلته الذي تحرر في صفقة الوفاء للأحرار، بل تحرر شقيقه هشام أيضا والذي أبعد إلى سوريا، وزوج شقيقته أحمد النجار الذي أُفرج عنه إلى غزة. وقال ياسر لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" : "الحمد لله على كل حال، الذي أكرمنا بالإفراج من السجون دون شروط، وبرغم أنف الاحتلال الصهيوني". وأضاف: "إنه لمن الصعب أن أوصف لحظة تاريخية مثل هذه اللحظة بين الأحبة والأهل على الرغم من أننا كنا نعيش أيضا داخل السجون في وطن بين أحبتنا وأخوتنا، ولكن الاحتلال يتحكم في كل مناحي الحياة". وعن مشاعره بعد معرفته بأنه سيطلق سراحه قال: "كانت ممزوجة بالفرح والأسى وبقي الجرح مفتوح، فمن جهة بقي أخوة لنا داخل الأسر تركناهم قسم منهم مضى على اعتقاله 30 سنة مثل كريم يونس وآخرون، هؤلاء الإخوة عشنا معهم أكثر مما عشنا مع أهلنا خارج أسوار السجن، وحينما نقوم بتوديعهم نشعر بنوع من الغصة، فقد كنا نبكي على بقاءهم داخل سجون الاحتلال، وهم يبكون فرحا لنا بسبب الإفراج عنا". وحول صفقة وفاء الأحرار قال المحرر حجازي :"لأول مرة في التاريخ، هناك تبادلات كثيرة، فهذه من داخل الوطن ولها أبعاد وذات مغزى نسأل أن تكون تأثيرها إيجابي في المستقبل إن شاء الله". ووصف المحرر حجازي العملية السلمية بأنها غير حقيقية، وأوضح  أن المجتمع الصهيوني يميل للتطرف، وبأن كل انتخابات جديدة داخل الكيان تظهر تقدم اليمين، وأنه من ناحية تكتيكية هنالك جهات تحاول دعم التسوية ولكنها لن تستطيع ذلك بسبب انتفاء عملية سياسية حقيقية ولأن قضية الأسرى صعبة. يحرفون الكلم عن مواضعه وشرح حجازي الساعات الأخيرة التي سبقت الإفراج عن الأسرى وقال بأنها كانت الأصعب، ووصف الاحتلال الذي حاول باللعب بمفردات وصيغ التوقيعات التي يجب على المفرج عنهم توقيعها فقال: "هؤلاء يحرفون الكلم عن مواضعه، واستغلال الفرص من قبل مخابرات الاحتلال قضية معروفة لنا كأسرى، ونحن اقدر الناس على فهمها فنحن عايشنا هذا الاحتلال خلال سنوات طويلة". وأضاف: "بعد تجميعنا بسجن النقب، وفي ظل الضغط النفسي والفحص الطبي والتوقيع على الأوراق الإجرائية، قام الاحتلال بأخذ مجموعة من الشباب وتوقيعهم على مجموعة من الأوراق، وفيها أنه إذا تم العودة العمل للعمل "الإرهابي" يتم إعادة الشخص للسجن لإكمال مدة محكوميته، وهذا يعني أن المحكوم بالسجن المؤبد يمكن أن يعود لنفس الحكم، والمحكوم عشرين سنة يمكن أن يعود لنفس الحكم، وهذا ما حدث مع أسرى محررين سابقا أطلق سراحهم بعد اتفاقية أوسلو وتم وضع شرط عليهم بالبقاء في مدينة أريحا وبعض الأسرى الذين خرقوا ذلك الاتفاق تم اعتقالهم وإعادة الأحكام السابقة لهم التي حوكموا به". وأضاف: "قمنا بتوقيف كل الإجراءات ورفضنا التعاون مع الطواقم الموجودة من الفحص الطبي والإجراءات الأخرى..وطالبنا بإعادة الأوراق التي تم التوقيع عليها وجاءنا الوفد المصري وقلنا لهم أننا نرفض هذا التوقيع وبأن أية مخالفة مستقبلية حسب قانونهم فليتم تقديمنا للمحاكمة حسب التهم الجديدة وليس على هوى الأحكام السابقة، وبعد يوم ونصف من المقاطعة، احضروا صيغة أخرى وقيل لنا أنه تم الاتفاق عليها من قبل كل الأطراف ونصها:"أنا الأسير المحرر فلان الفلاني تم إطلاق سراحي في صفقة التبادل الأسرى ألتزم بما تم الاتفاق عليه، وبأنه تم توضيح الشروط لي". وأوضح حجازي أن الشروط تختلف من المفرج عنهم للضفة أو للقدس أو لغزة أو للخارج وقيل لنا أن الشروط موجودة بالاتفاق وبتم التوقيع على هذه الصيغة بالاتفاق. وحول المستقبل قال حجازي غن من أهم أولوياته في هذه المرحلة هو الاندماج في مجتمعه الذي غاب عنه طويلا، وبأنه سيحاول مواكبة التطور الحاصل والتعرف على الناس إضافة إلى إكمال دراساته العليا المتمثلة بالدكتوراه.