Menu
في عام أسرها الـ 8 : قاهرة السعدي تكتب رسالة الحرية والكرامة

في عام أسرها الـ 8 : قاهرة السعدي تكتب رسالة الحرية والكرامة

قــــاوم- الضفة المحتلة : أطلقت الأسيرة قاهرة السعدي من مخيم جنين صرخة استغاثة باسم الأسيرات الفلسطينيات في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني، وناشدت السعدي كافة الضمائر الحية وفي مقدمتها شباب التغيير والحراك العربي والفلسطيني  لتكثيف الجهود وحشد كل الطاقات  لكسر "قيود الظلم والاعتقال والعذاب الصهيونية التي تغتصب حياة وحرية 6 ألاف أسير وأسيرة وسط صمت كل المتباكين على حقوق الإنسان رافعي شعارات الديمقراطية والعدالة والحرية التي تستثني دوما عشاق الحرية والإنسانية كونهم يحملون الجنسية الفلسطينية". وقد جاء في الرسالة التي نشرها نادي الأسير الفلسطيني السبت (4-6) نقلا عن الأسيرة السعدي التي دخلت عامها الثامن في الأسر محرومة من أبناءها الأربعة، "من سجن هشارون ابعث  صدى صرخات الألم، ومن نزف الوجع ومن عبق زهور سنواتنا التي قضيناها بالأسر صبرا واحتسابا بعيدين عن الأحبة والأهل وبالأخص الأبناء فلذات الكبد، أرسل عبر منبركم الحر رسالة استغاثة، لكل حر ولكل حرة لكل صاحب نخوة ولكل رجل ما زال ضميره ينبض في جوارحه". واستدركت بقولها "هي رسالة الحرية والكرامة والاستغاثة أوجهها للقادة أصحاب القرار، وإلى أولئك الذين غيروا الخارطة السياسية للمنطقة أولئك الشباب الذين صرخوا ضد الظلم وطالبوا بالحرية إلى أولئك الذين ألزموا الفصائل المتخاصمة على الالتقاء". رسالة استغاثة قاهرة السعدي التي تقضي حكما بالسجن المؤبد 3 مرات، وأصدرت سلطات الاحتلال قرارا بمنع اثنين من أبناءها من زيارتها بعد بلوغهم سن الـ16 عاما، كتبت تقول "في هذا المعترك والأيام العصيبة والسعيدة في ربيع التغيير العربي   نستغيث بنخوتكم ، ألا نستحق نحن معشر الأسيرات والأسرى وقفة صادقة صارمة تعيدنا إلى ذوينا وأحبائنا، بعدما  أثبتت التجارب ونجاح الثورات انه ليس هناك مستحيل، وأنظمة بعد أن شرّشت جذورها في السلطة اقتلعتها يد الثوار".     كسر الأبواب والقيود والأسيرة السعدي التي أعلنت سلطات الاحتلال رفض إدراج اسمها مع عدد من المعتقلين ضمن قائمة الأسرى الذين يجري التفاوض حول إطلاق سراحهم مقابل الجندي المأسور جلعاد شاليط، مضت في رسالتها تقول "نحن نستغيث بهذه الزنود لتحطم أسوار المعتقلات، نستغيث بها لتكسر كل الأبواب وتحرر كل الأسرى، فنحن  نحتاج كتلك الزنود التي خلعت أبوب أنصار الظلم والقهر والاضطهاد، وعانق نزلاؤها الحرية"، وأضافت "هي رسالة استغاثة أسال المولى أن تلامس النخوات كنخوة المعتصم ذاك الرجل الذي استصرخته امرأة واحدة فسير لها جيشا وحررها نحتاج إلى حشود والى زنود لتهدم الأسوار والظلم والمرارة من حولنا". رسالة للمجتمع الدولي وفي الوقت الذي تتجرع فيه الأسير السعدي مع الأسيرات والأسرى مرارة غياب الدور الحقيقي لمؤسسات حقوق الإنسان، لم تنسى أن تخاطب أصحاب الضمير الحي على طريقتها من واقع المعاناة والألم والإهمال والتقصير والصمت، ومضت تقول في رسالتها "وأقول لمؤسسات المجتمع الدولي وبالأخص تلك التي تعنى بحقوق الإنسان، نحن أيضا الفلسطينيون من بني الإنسان نتمتع بحصانة إنسانية فعار عليكم يا من تتغنون بحقوق الإنسان أن تتجاهلوا أسرى مر على احتجازهم  في الأسر عقود، ونساء وأمهات يحرمن من ابسط حقوقهم في الأمومة ألا وهي احتضان أطفالهم، وهنا أسال وبحق الله أيا ترى سيطول انتظارنا وهل سيطول ليلنا الذي لم يعد يحتمل أنين وجعنا وصوت عذابنا من ظلمة ليل دامس ومن نزف جراحنا؟". أوجاع لا تنتهي ومن تفاصيل حكايات ألمها ومعاناتها الممزوجة بالصمود والتحدي المستمر للعام الثامن على التوالي، كتبت السعدي تقول "مني انسج حروف استغاثتي وأرسلها مصحوبة بالدعاء والتضرع لله عز وجل أن تلامس حروفها كل ضمير حي،  فانا أم لأربعة أبناء، وأموت كل يوم ألاف المرات الم وحرقة على فراقهم، وأكثر تلك المرات التي يعتصرني فيها الآلام وجع شوقي لاحتضانهم وأكثر نزفا تلك التساؤلات التي يسألونها ولم يعد في جعبتي أي جواب، متى ستعودين أمي؟، نحن بحاجة إليك كبرنا وكل يوم نفتقدك فمتى ستعودين؟". وأضافت "دائما أجيبهم غدا بأذن الله سأعود وسأعانق الحرية وسنعوض كل يوم قضيناه وهذه الأسوار تفصل بيننا، عقد كامل وأنا أعلقّهم بالآمال بعودتي غدا غير أنهم لم يعودوا يصدقونني فهل في هذه الأمة التي هي خير امة أخرجت للناس ضمير حي يجيب أبنائي بالقول وبالفعل باني سأعود غدا". واختتمت السعدي رسالتها بالقول "هذه استغاثتي المتواضعة بحروفها ثقيلة على من سيحمل الأمانة استجابتها، واسأل الله عز وجل أن يعجل لنا بالفرج ." من جانبه ، دعا نادي الأسير الفلسطيني كافة المؤسسات والهيئات للتركيز على نشر وإيصال رسالة الأسرى وواقع ما يتعرضون له من ظلم ومعاناة في ظل تصاعد إجراءات وهجمة إدارة السجون التعسفية، مشيرا إلى أن السعدي تعبر برسالتها عن صوت وصرخة أسرى وهبوا حياتهم في سبيل القيم والمبادئ السامية التي اقرّها المجتمع والقانون الدولي ومؤسساته ودول العالم اجمع التي يقع على كاهلها المسؤولية في تطبيق ما أقرته وفي المقدمة منه تحرير مناضلي وأبطال الحرية من أبناء فلسطين في مدافن الموت البطيء الصهيونية التي تحتجز نساءً وأطفالاً وشيوخاً مسنين ومرضى والمئات ممن امضوا في السجون أكثر مما عاشوا أحرارا في منازلهم وبين أسرهم وفي وطنهم.