Menu
تقرير : الاحتلال يجرب قنابل فسفورية على بدو الخليل

تقرير : الاحتلال يجرب قنابل فسفورية على بدو الخليل

قـــاوم – وكالات :   يؤكد سكان ومختصون فلسطينيون استخدام جيش الاحتلال للقنابل الفسفورية لإجراء تجارب على الفلسطينيين خاصة في التجمعات البدوية جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، لمعرفة طبيعة تأثيرها على الفلسطينيين ورعاة الأغنام التي لا يعرفون كنهها وخطورتها.   ويحذر خبراء من نية الاحتلال استخدامها مع أسلحة أخرى لقمع المسيرات السلمية في الضفة الغربية التي تؤرق الاحتلال وتتعاظم أخطارها على مستقبله وسمعته الدولية.   وأسفر انفجار قنبلة دخانية تركها جنود الاحتلال في قرية البويب جنوب الخليل عن إصابة طفلين من رعاة الأغنام بجروح وحروق خطرة نتيجة الدخان المنبعث منها، وهذا ما أكده الخبراء بأنها قنابل فسفورية.   دخان شديد   المواطن محمود المعانية أحد أقرباء الطفلين يؤكد أن الطفلين عبثا بجسم غريب على شكل قلم كبير، تسبب ذلك بانبعاث دخان شديد من داخله، ورغم محاولتهما الابتعاد من المكان إلا أنهما أصيبا بحروق شديدة في مختلف أنحاء جسميها، وحماهما ابتعادهما من موت محقق.   ويضيف أن الطفلين محمد يوسف محمد دعاجنة وعيد محمد خليل دعاجنة (15 عامًا) أصيبا بجراح نتيجة العبث بالقنبلة، ونقلا إلى العلاج في مستشفيات الخليل.   ويتابع بأن الحادث وقع في منطقة لا تبعد سوى (100 متر) عن مكان "تعزيب" عائلتيهما بالأغنام وقريبة أيضًا من مكان سكنهما الأصلي، بعدما تواجدت قوات من جيش الاحتلال بالليل في تلك المنطقة وعثر على القنبلة في اليوم التالي.   ونقل عن لسان خبير متفجرات صهيوني حضر لتفكيك قنبلة أخرى مشابهة بذات المكان أن القنابل التي عثر عليها هي فسفورية وشديدة الانفجار وتتسبب بحروق كبيرة، مضيفًا أنه وصف نسبة انفجار تلك القنبلة بنحو 10 بالمائة من قوة الانفجار الأصلية لها.   ويشير إلى أنه لا يوجد بالمنطقة معسكر تدريب للجيش وهو بجوار مناطق سكنية وقريبة للبيوت، لافتًا إلى أن انفجار القنبلة لم يترك حروقًا فحسب على جسدي الطفلين، بل ترك تأثيرات جانبية أخرى قد تنعكس على الطفلين بالمستقبل حسبما نقل المعانية عن الأطباء.   ويلفت إلى توفر عينات من القنبلة المتفجرة أرسلت للفحص للتأكد منها، مضيفا بأن جرى رفع دعوى قضائية لمحكمة الاحتلال ضد الجيش الصهيوني بناء على هذه القضية.   غير مستبعد   ولا يستبعد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي في حديث صحفي استخدام الاحتلال لمثل هذه القنابل الفسفورية في قمع المسيرات السلمية في الضفة الغربية، مضيفًا أن الاحتلال عنده تحسب من الثورات العربية وتخوف كبير، وقد يستخدم مثل هذه القنابل ضد تجمعات ومظاهرات وفعاليات في المناطق العربية والفلسطينية.   ويتابع أعتقد أنه متاح للاحتلال إجراء تجارب حتى على البشر دون أن يفصح عن مضمونها، حتى يبقى خارج عن المحاسبة في المؤسسات الحقوقية الدولية رغم أنه يصنّف نفسه فوق القانون الدولي.   وحول أخطار هذه القنابل، يوضح الشرقاوي بأنها تهدف للقتل والرعب وترويع الفلسطينيين، مؤكدا نية الاحتلال استخدام هذه القنابل في المستقبل القريب في قمع المسيرات السلمية التي تشكل أخطارًا على مستقبل دولة الاحتلال، باعتبارها السلاح الوحيد في يد الشعب وهو السلاح المتاح والأقوى بعد ما حققته الثورات العربية.   ويشير إلى أن القنابل الفسفورية هذه قد تستخدم في قمع المسيرات السلمية إضافة إلى أسلحة أخرى تستهدف تدمير التحكم الذاتي لدى المشاركين المسيرات والتي توصف بأنها أشد من القنابل الفسفورية والدخانية والغازية المستخدمة الآن.   وفيما يخص القنابل الغازية الأقل خطرًا من الفسفورية، يشير الشرقاوي إلى أنها رغم ذلك تهدد حياة المتظاهرين، التي تؤثر على الجهاز التنفسي والقلب، متسائلاً عن "أخطار القنابل الفسفورية الأشد والأقسى من تلك الغازية".   نوع خطير   من جانبه، يشير الباحث في مركز المعلومات الصهيوني لحقوق الإنسان موسى أبو هشهش إلى أن هذه القنبلة من النوع الخطير جدًا، لافتًا إلى أن الجيش عثر على قنبلة أخرى بعد يومين ونجم عن تفجيرها صوت وانفجار كبير.   ويعد هذا السلاح خطير جدًا ووجوده مع الجيش القريب من المناطق السكنية يشكل خطرًا أكبر على حياة الناس هناك، متسائلا "لماذا تركت هذه القنابل الجديدة وهي ليست مخلفات جديدة؟".   وحسب بحثه في القضية، يوضح بأن الدخان ذو لون أبيض وحارق، ويضيف أن الجيش لم يتحدث من قبل على استخدامه للقنابل الفسفورية في تدريباته.   ويشكك في نوايا جيش الاحتلال من ترك مثل هذه القنابل في أماكن قريبة من التجمعات الفلسطينية جنوب الخليل، وتوقع أن يكون ذلك مقصودًا.   ومن ناحية قانونية، يؤكد أن هذه العملية تجاوز خطير وسلاح خطير جدًا، مضيفا المفروض من الجيش أن يحرص على عدم سقوط أي منها في أي مكان.   ووصف أبو هشهش تعامل الجيش مع الحادث بالسيئ، وقال إنه كان لزامًا عليه نقل المصابين باعتباره المسؤول عن المنطقة.   وحمل جيش الاحتلال المسؤولية باعتباره حاضر بالمنطقة وشاهد الحادث عن قرب، ولم يحرك ساكنًا واعتبر السلاح أهم من الطفلين.