Menu

إمام المسجد النبوي: كتاب الله هو المخرج للأمة من الفتن

قـــــاوم- وكالات : أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة اليوم، المسلمين بتقوى الله. وأوضح فضيلته أنّ الأمة الإسلامية تُعاني في كثير من بلدانها المحن والفتن والمصائب والتفرق والاختلاف، مما يندى له الجبين ويحزن له المؤمنون، وقال: إنّ الأمة اليوم حكامًا ومحكومين بحاجة إلى ما يصلح الأوضاع ويرفع الآلام، ويكشف الغمة ويمنع الفساد والشرور والفتن، التي دبت على الأمة الإسلامية من كل حدب وصوب، وإنّ المناداة بأسباب الإصلاح التي يسمعها المسلمون كثيرة ومتنوعة، لكنها وللأسف لا تنبع من العلاج الحقيقي لواقع هذه الأمة، التي لها خصائصها وثوابتها وركائزها. وأضاف فضيلته يقول: يا أمة الإسلام يا حكام المسلمين يا مجتمعات المؤمنين؛ لقد حان أن تستبشروا مناهجكم الصحيحة التي اختارها لكم خالقكم ورسمها لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم، روى الإمام أحمد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: [أتاني جبريل فقال يا محمد أمتك مختلفة بعدك، قال فقلت له فأين المخرج يا جبريل فقال كتاب الله]. ومضَى فضيلته يقول: إنّ المصائب التي تنزل بمجتمعات المؤمنين سببها الأوحد البعد عن طاعة الله جل وعلا، وانتشار السيئات والموبقات الخفيّة والظاهرة، فما وقع في كثير من المجتمعات في تحكيم القوانين الوضعية، والبعد عن القرآن والسنة إلا من صور التولي عن منهج الله، وما ولوج بعض من وسائل الإعلام في نشر الإلحاد والمجون إلا من الأمثلة الحية للإعراض عن الصراط المستقيم، يقول سبحانه: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتولى نعذبه عذابا أليمًا}، والعذاب هنا واقع دنيا وأخرى بسبب الإعراض عن منهج الله سبحانه، ويقول عز وجل أيضًا ظهر الفساد في البر والبحر، قال أهل التفسير والمقصود بالفساد فساد المعايش ونقصها وحلول الآفات بها كالجدب والحرق والغرق ومحق البركات، وكثرة المضار وارتفاع الأسعار وانتشار الظلم والأوبئة والأمراض. وأردف فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي يقول: إنّ الناظر لسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم يجده أنّه حذَّر أمته من أسباب وقوع المحن والمصائب، فقد روى البخاري عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحرى ـ أي الزنا ـ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم ـ أي جبل ـ يروح عليهم ـ أي الراعي ـ بسارحة لهم من الغنم يأتيهم لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ـ أي يهلكهم ـ ويضع العلم عليهم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة]، والمعنى أنّ من استحلوا هذه المعاصي وأمثالها فهم موعودون بعقوبتين في الدنيا، وهي هلاك بعضهم بإيقاع الجبل عليهم إشارة إلى وقوع الزلازل ونحوها، والثانية مسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة. وزاد فضيلته يقول: اسمعوا لهذا الحديث العظيم الذي يعالج مشكلة أعيا العالم حلها وبسببها تقع كثير من المصائب والقلاقل وقد أخبر بسببها من لا ينطق عن الهوى تفسيرًا لقوله جل وعلا: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، يقول صلى الله عليه وسلم: [وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر]. وختم الشيخ حسن آل الشيخ: إنّ أعظم نعمة على مجتمعات المسلمين بل على العالم جميعًا أنّ منَّ الله عليهم بنبي رحيم، بيَّن لهم جميع ما يصلح أحوالهم ويقيم حياتهم، وتسعد به دنياهم وأخراهم فبلغ الرسالة وأدّى الأمانة وجعلنا على المحجة البيضاء، فما بال المسلمين تجد الكثير منهم في شؤون كثيرة من الحياة عن السنة المحمدية معرضون، وعن منهجها وطريقها مدبرون، قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، والفتنة هنا كل ما يسوء ويضر ويحصل به العذاب دنيا وأخرى، وفي الحديث: [وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري].