Menu
تقرير: بعد إغلاق شوارعهم من قبل الجيش والمغتصبين الصهاينة .. أسطح المنازل طريق فلسطيني الخليل

تقرير: بعد إغلاق شوارعهم من قبل الجيش والمغتصبين الصهاينة .. أسطح المنازل طريق فلسطيني الخليل

قــــــاوم- وكالات : تضطر زهيرة قفيشة (59 عاما) من اجل الوصول إلى بيتها في شارع الشهداء في الخليل المغلق أمام المواطنين الفلسطينيين بأوامر عسكرية صهيونية، المرور بشوارع خلفية والتنقل على أسطح بيوت الخليل القديمة التي باتت منفذا وطريقا وحيدا إلى منزلها. وتتنقل زهيرة وعائلتها مع عائلتين أخريين تعيشان في شارع الشهداء على أسطح المباني منذ عدة سنوات بعدما أغلقت كل منازل الشارع والمحلات حيث لا يستطيع الفلسطينيون الوصول إلى نحو كيلومتر واحد من شارع الشهداء. واعتلت زهيرة نحو 65 درجة وسلالم حديدية من وسط سوق خلفي للوصول إلى بيتها، وقام أولادها بفتح ثغرة عبر جدار بين الأسطح لتسهيل مرورهم بعد استأذنوا من الجيران. وأصبحت تدخل إلى بيتها من باب عند سطحه وتنزل مرة أخرى نحو عشر درجات لتصل المنزل الذي تعيش فيه مع عشرة أشخاص. وشارع الشهداء المغلق أمام الفلسطينيين هو احد الشوارع الرئيسية في المدينة، يبدو مهجورا وخاويا باستثناء مرور بعض الدوريات العسكرية الصهيونية مع آلياتها ودوريات راجلة ترتدي الخوذات وتصوب أسلحتها نحو الأعلى. ويسير في الشارع مسلحون من المغتصبين الصهاينة يتنزهون مع أطفالهم الذين يركبون دراجات هوائية وعدد أخر من المغتصبين يمرون بسياراتهم. وتقول زهيرة قفيشة "أنا لست بشابة لأتسلق سلالم.. كنا في البداية نتسلق على سلالم خشبية على أمل أن يفتح الشارع ولكن بعد أن انتابنا اليأس سمح لنا أصحاب البيوت بوضع سلالم حديدية". وتتحدث عن صعوبات الوصول إلى البيت لا سيما في الشتاء مع "هطول المطر ونقل الأكل وأنبوبة الغاز ووقود المدافيء وتنقل الأطفال إلى المدارس" قائلة "نحن نرى الموت ألف مرة عندما نصعد وننزل السلالم". وتقول" لم يعد عندي أعصاب لشيء فنحن ينتابنا الخوف والقلق". وتطل زهيرة برأسها من السطح على الشارع وتقول "أكثر شيء أخاف منه في حياتي المغتصبين الصهاينة ، كذلك أخاف من الجنود لكن ليس بنفس القدر". وأشارت إلى أنه منذ سنين طويلة لم تنظر إلى الشارع "خوفا من أن يقتلوني ويدعوا أني ألقيت حجارة". وتابعت زهيرة "لقد أغلق الجيش الصهيوني أبواب دورنا باللحام قبل عدة سنوات، لكنه عاد وفتح الطريق لمرة واحدة ووحيدة لمدة ثلاثة أشهر، وأعطانا تصاريح للساكنين في الشارع" لكنهم عادوا وأغلقوا الطريق. وقالت حتى عندما فتحوا الشارع كنت أخاف أن أسير فيه، فلا يوجد سوانا مع المغتصبين الصهاينة ". وتساءلت "كيف سأسير لوحدي في شارع الموت مع المغتصبين الصهاينة؟ أفضل السير على الأسطح خيرا لي من الاحتكاك مع المغتصبين". وفي بيت زهيرة المغلق بإحكام غطيت نوافذ باب المدخل بقضبان وشريط حديدي ووضعت خلف الباب مواسير حديدية لإسناده وقالت "نخشى أن يكسر المغتصبين الصهاينة الأبواب والشبابيك" مضيفة "لقد القوا مرة من شباك الباب مواد حارقة". أما جارتها رجاء أبو ميالة (ام فراس) فقالت "الغي باب دارنا مع إغلاق الشارع وبتنا نصعد عن طريق أسطح الجيران بعد أن طلبنا الإذن منهم، ووضعنا درجا حديديا". وأوضحت "عندما فتح لنا الجيش الصهيوني الطريق لمدة ثلاثة اشهر وشاهد أولادي الشارع لم يصدقوا أن مدخل بيتنا جميل وأن بإمكانهم اللعب في الشارع". وأضافت "نحن محظوظون لأننا استطعنا تحويل النافذة إلى باب خلفي نستخدمه للدخول إلى المنزل، لكن السكان الآخرين هجروا بيوتهم وانتقلوا للعيش في أماكن أخرى لان لا منافذ أخرى لمنازلهم". وقالت "نحن ذقنا الأمرين من الجيش والمغتصبين، فقد ألقى المغتصبين مرة على زوجي وحماتي زجاجة حارقة، وأصيبا بجروح"، مؤكدة أن "العيش مع المغتصبين هو الرعب بحد ذاته، نحن نخاف أن نطل أو ننظر من نوافذنا، لقد وضعنا الحديد والسياج على كل نوافذنا". وأوضحت "كان المغتصبين الصهاينة يعتدون على أولادنا وبناتنا في الشوارع ويضربونهم وحتى الجنود كانوا يكذبون، فمرة ادعى جندي باني ألقيت عليه حجارة واحتجزوني للتحقيق في مغتصبة كريات أربع، واعترف بعدها أنه كاذب وأطلق سراحي". ومن جهته قال مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان "يوجد 515 محلا مغلقا بأوامر عسكرية صهيونية مباشرة معظمها في شارع الشهداء وفي البلدة القديمة و91 منزلا نتيجة إغلاق الشوارع والطرق"، مشيرا إلى أن "نحو ألف محل أغلق نتيجة الإجراءات الصهيونية". وتابع "كما أغلقوا سوق الخضار المركزي ومرأب باصات المدينة وحولوه إلى معسكر جيش، وبعدها سلموه للمغتصبين الصهاينة، وأغلقوا منطقة فيها نحو 40 ورشة لتصليح السيارات إضافة إلى مدرسة أسامة بن منقذ التي حولها المغتصبين الصهاينة مبنى "بيت رومان" وبنوا عليها طابقا جديدا. وأكد حمدان أن المحكمة العليا الصهيونية تنظر في قضية إغلاق شارع الشهداء والمحلات والبيوت وقد طلب قضاة المحكمة من الجيش الصهيوني أن يجد حلولا أمنية بديلة عن إغلاق الشارع. وقال "منذ عامين وحتى الآن لم يجد الحل". ويعيش نحو 220 ألف فلسطيني في مدينة الخليل التي تعد من اكبر مدن الضفة الغربية والتي انسحب منها الجيش الصهيوني جزئيا عام 1997، وتشهد المدينة توترا مستمرا بين الفلسطينيين والمغتصبين الصهاينة بسبب وجود نحو 600 مغتصب صهيوني يعيشون تحت حماية أعداد كبيرة من الجنود الصهاينة حول الحرم الإبراهيمي إضافة إلى 6500 مغتصب صهيوني أخر يقيمون في كريات أربع.