Menu
هل تشير الجاهزية اللوجستية الصهيونية لحرب قادمة ؟

هل تشير الجاهزية اللوجستية الصهيونية لحرب قادمة ؟

قــــاوم- وكالات : تطورات متلاحقة شهدتها الساحة العسكرية الصهيونية خلال الأشهر الأخيرة، تشير في مجملها إلى حراك حثيث لمواجهة حدث ما، أو ربما المبادرة إلى افتعال مواجهة عسكرية وشيكة مع أي من الأطراف المرشحة، ضمن خارطة التهديدات الإسرائيلية. ويمكن إجمال هذه التطورات في الجوانب التالية: 1- شراء العشرات من طائرات الشبح الأميركية المعروفة باسم "أف35"، بكلفة تزيد عن ملياري دولار. 2- شراء غواصة ألمانية سادسة من طراز "دولفين" الهجومية، بتكلفة إجمالية تصل 1,4 مليار دولار. 3- الأزمة "الخفية" بين تل أبيب وموسكو على خلفية صفقة الأسلحة الروسية لسوريا، وإخفاق إسرائيل في إبطال إبرامها. ترميم الوسائل القتالية انطلقت طبيعة التجهيزات اللوجستية -التي تعكف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على إعدادها وتحضيرها- من فرضيات تاريخية وصفت حروب إسرائيل خلال العقود الماضية بقيامها على عدم التكافؤ في الموارد العسكرية، لاسيما في مجال الحرب التقليدية، فالجيوش العربية تضم عدداً أكبر من الجنود، وتملك كماً أكبر من الأسلحة. ولمقابلة هذا "التخلف الكمي"، تسعى إسرائيل لإيجاد "تفوق نوعي" من الجنود والأسلحة، حيث إن عناصر قواتها البشرية أفضل من ناحية الكفاءة الجسدية، وأقوى تأهيلاً، وأكثر تحفزاً من نظرائهم العرب. وأدرك مخططو الحرب الإسرائيليون هذه الحقيقة منذ البداية، وسعوا دوماً لتطوير القوى البشرية، وركزوا على التفوق في عدة وجوه، أهمها: 1- مواظبة الجيش الصهيوني على التدريب القاسي والواقعي، لاسيما لوحداته المقاتلة، فمن المعروف أن تدريب الطيارين في سلاح الجو الصهيوني أصعب من أي تدريب للطيارين في العالم، فضلاً عن تبنيه نظرية الإبقاء على جو الحرب في المستويين العملياتي والتكتيكي، في سبيل زيادة قدرة قواه البشرية. 2- بالرغم من تراجع الجيش الصهيوني في بعض الأحيان في الحروب الشاملة والنزاعات "منخفضة الوتيرة"، فإنه لم تتفوق عليه قط أي قوة عسكرية عربية، وكان الجيش المنتصر في جميع الحروب الشاملة، باستثناء حروب الاستنزاف 1970، ولبنان 2006، وغزة 2009، حيث لم يكن قادراً على تسديد ضربة قاضية للمنظمات الفلسطينية والعربية. 3- خلال ربع القرن الماضي زاد حجم الجيش الصهيوني عدة أضعاف، لدرجة أن مخازن أسلحته تحوي 800 طائرة مقاتلة، وأربعة آلاف دبابة، وألفي قطعة مدفعية، وهي أرقام تجعل مخازنه من أكبر المخازن العسكرية في العالم.ووفقاً لما تبدى من عيوب وثغرات بنيوية في بناء القوة العسكرية الخاصة بالجيش الصهيوني ووسائله القتالية، فقد اعتمدت هيئة الصناعات العسكرية برنامجاً يقوم على أساس خمسة فروع مركزية، بدأ الجيش بتطبيق بعضها في نصف السنة الأخيرة، على النحو التالي: 1- دفاع متعدد الشرائح: من خلال بذل جهود مركزة لتطوير منظومات دفاعية لإسقاط الصواريخ والمقذوفات من كل الأنواع، وفي غضون 5-7 سنوات سيكون ممكناً ضمان ألا تهدد الصواريخ والمقذوفات إسرائيل بعد ذلك. 2- تحسين قدرات المناورة: الذي سيتحقق من زيادة القوى البشرية، وحسب المعطيات التي يعرضها الجيش، فإن حجم القوة اليوم أقل مما كان حين وصل ذروة حجمه. 3- طول نفس لوجستي: فالمعطيات التي تجمعت تشهد بأن لدى الجيش مشكلة احتياطي في مخازن الطوارئ إذا ما اندلعت حرب على أكثر من جبهة، وينقص المخازن قطع غيار للطائرات والمدرعات. 4- التدريبات والمناورات: يطالب جنرالات الجيش بوضع ميزانية دائمة دون مساومة لزيادة التدريبات، بما فيها التدريبات بالنار الحية في الألوية والفرق، والهدف هو العودة إلى حجم التدريبات المتبع خلال التسعينيات. وكالة أخبار الشرق الجديد عدنان أبو عامر