Menu
نتنياهو يغري الأفارقة للرحيل لجلب يهود "الفلاشا"

نتنياهو يغري الأفارقة للرحيل لجلب يهود "الفلاشا"

قــــاوم- قسم المتابعة : في الوقت الذي يعرض فيه رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تعويضاً مالياً للاجئين الأفارقة كي يرحلوا عن الكيان الصهيوني، يخصص ميزانية تقدر ببضع مئات من ملايين الدولارات لجلب نحو 8000 شخص من الحبشة، يعتبرون أنفسهم يهودا. فقد منح نتنياهو للوكالة اليهودية، بشكل رسمي، مسؤولية جلب يهود الحبشة أو من يعرفون بالفلاشا، إلى فلسطين المحتلة.  ولكي لا يتدفق الإثيوبيون على فلسطين المحتلة بكميات كبيرة، تم حصر عدد المعترف بيهوديتهم ومقداره 7900 شخص، موجودين حالياً ومنذ عشر سنوات في معسكرات قرب العاصمة أديس أبابا. والخطة تقضي بجلبهم إلى الكيان الغاصب على مدار ثلاث سنوات، بمعدل 200 مهاجر كل شهر. وكانت منظمة يهودية أميركية باسم "أميركا نكواتش"، تولت أمر هذه المعسكرات، وزودتها بالمال والطعام والتعليم، وجنبا إلى جنب راحت تمارس الضغوط على نتنياهو كي يتبنى بنفسه هذا المشروع ويعمل كل ما في وسعه لإنهائه في أسرع وقت. ولمحت المنظمة إلى أن الحكومة الصهيونية تتعامل بشكل عنصري مع اليهود الإثيوبيين لكونهم "سمر" البشرة، حيث إنهم "الفئة الوحيدة من اليهود التي يتم تأخير هجرتها الكيان الصهيوني، وعرقلة هذه الهجرة بمختلف الحجج. وقد حان الوقت لإغلاق ملف هؤلاء". يذكر أن حكومة نتنياهو ادعت في البداية أن هؤلاء الإثيوبيين ليسوا يهودا، ولا يعرفون شيئا عن اليهودية، وأن الحكومات السابقة، كانت قد أفرغت المعسكرات في المنطقة مرتين وثلاثا ولكن المؤسسة الأميركية المذكورة أعلاه كانت تملأها من جديد بواسطة جلب الحبشيين إليها، وهؤلاء اللاجئون الجدد من أصول مختلفة غير يهودية ولكنهم يستدرون العطف ويستغلون الكيان الصهيوني ليحسنوا من حياتهم. وأشار مسؤول حكومي إلى أن بعض هؤلاء الأفارقة شوهدوا وهم يتوجهون إلى الصلاة في مساجد أو كنائس مختلفة في فلسطين المحتلة . معاملة غير إنسانية وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد كشفت، عن أن نتنياهو عرض على اللاجئين الأفارقة (وغالبيتهم من السودان وإريتريا)، الذين تسللوا عبر سيناء المصرية إلى فلسطين المحتلة، أن يغادروا البلاد بإرادتهم، مقابل مبلغ مساعدة لمرة واحدة من الحكومة الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه عرض على عدة دول أفريقية مساعدات بملايين الدولارات، إذا وافقت على استيعابهم. وأثار هذا النشر غضبا شديدا لدى اللاجئين والجمعيات الاجتماعية المدافعة عنهم. وقال أحدهم، واسمه إبراهيم سعيد من السودان، الذي يعيش في الكيان الصهيوني منذ سنة 2006، للصحيفة، إن "حكومة الكيان الغاصب لا تتعامل معنا كبشر وتبيعنا كالمواشي!". وأضاف: "أنا أفضل العودة إلى دارفور والموت هناك على أن يضعني نتنياهو في وضع كهذا". واعتبرت جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان في الكيان الصهيوني اقتراح نتنياهو جريمة. وقال مسؤول ملف اللاجئين فيها، ران كوهن (الذي شغل منصب نائب وزير في حكومة إيهود باراك ممثلا عن حزب "ميرتس")، إن حكومات الكيان الغاصب شريكة في الجرائم التي يتعرض لها الأفارقة، لأنها قامت في الماضي وما زالت تساند أنظمة ديكتاتورية في أفريقيا. وهذه الأنظمة هي التي ترتكب الجرائم ضد شعوبها. لهذا، فإن الحكومات الصهيونية ليست بريئة من معاناة هؤلاء الهاربين، وعليها أن تتحمل مسؤولياتها، الأخلاقية والإنسانية. تجدر الإشارة إلى أن نحو 150 ألف لاجئ أفريقي يعيشون حاليا في فلسطين المحتلة، يضاف إليهم نحو 1000 آخر في كل شهر. والحكومة قررت بناء جدار يفصل بين فلسطين المحتلة وسيناء المصرية، ومن المتوقع أن يبدأ العمل فيه خلال أربعة أشهر.