Menu
بعد تهديدات باراك.. ضرب غزة.. هل هو السبيل لرئاسة الحكومة الصهيونية؟

بعد تهديدات باراك.. ضرب غزة.. هل هو السبيل لرئاسة الحكومة الصهيونية؟

قــاوم- قسم المتابعة: تصاعدت حمى التصريحات الإعلامية في الكيان الصهيوني حول الحرب، فبالأمس تحدث وزير الجيش الأسبق شاؤول موفاز عن ضرب إيران، واليوم يتحدث وزير الجيش الحالي أيهود باراك عن ( عملية عسكرية واسعة) لقطاع غزة، وسط توقعات المراقبين بأن يظهر صوت صهيوني آخر ينادي بضرب لبنان.   الحرب.. عنوان الانتخابات الصهيونية العامة التي تلوح في الأفق، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، أي الطرق تؤدي إلى كرسي رئاسة الوزراء وأغلبية في الحكومة ؟!، إيران أم لبنان، أم هو قطاع غزة؟؟!   دعائية ليس إلا النائب العربي في الكنيست الصهيوني عباس زكور، أكد على أن كل شيء في الكيان الصهيوني يسير نحو تصريحات ومواقف (انتخابية دعائية)، خاصة في ظل انتخابات عامة تلوح في الأفق تبدو وكأنها عما قريب ستتم.   وقال زكور في تصريحات لـ’صحيفة فلسطين’ : ’كل سياسي في الكيان الصهيوني يطمح لرئاسة الوزراء يريد أن يثبت أنه الأقدر والأجدر وأن عنده الإمكانية لردع الفلسطينيين ومواجهة المقاومة في لبنان، عدا عن تحدي إيران’. واستبعد أن يكون لهذه التصريحات (نصيب على أرض الواقع) أو توافق عليها الحكومة الصهيونية، وقال:’ هناك تسابق نحو التصريحات والتي لن تتعدى ذلك’، مشيراً إلى أن موفاز  بتصريحه لضرب إيران، يتسابق مع باراك في ضرب واجتياح غزة.   وتوقع  أن يسمع في الكيان الصهيوني غدا صوت يفكر باجتياح لبنان وذلك في سبيل الانتخابات، وقال:’ كل عملية تتم هي من أجل رفع أسهم فلان أو غيره’، ملفتاً إلى أن باراك يريد أن ينتقل من إلى مرحلة الفعل في مواجهة المقاومة .   وبرر تصريحات الأخير بأنها محاولة لإثبات الوجود، خاصة وأنه يدرك تماما أن الصهاينة  يريدون استعادة الثقة بقوة الجيش وقوة الردع الصهيونية ، وأضاف:’ مثل هذه الأعمال قد تسعد بعض السياسيين الصهاينة، ولكن الجمهور الصهيوني لم يعد يقتنع بالتصريحات’.  وفي معرض رده على تصريح باراك، بأنه ينبغي على الجمهور أن يتساءل من هو الشخص المناسب لاتخاذ القرارات الحاسمة عند الضرورة.. هل هو بالفعل الرجل المناسب؟، فأجاب:’ما يساعد في مثل هذا الأمر هو اشتداد قوة الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، والذي يعتبره الصهاينة فرصة لا تعوض لأن الشعب الفلسطيني مقسوم ويمكن اختراقه وبذلك يسهل الاجتياح ويسهل ضرب المقاومة داخل غزة’.   نوايا عدوانية بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي عرفات الحاج، أن الكيان الصهيوني تبنت نوايا عدوانية إزاء قطاع غزة وكامل المحيط العربي والفلسطيني المجاور لها، سواء أدلى باراك بهذا التصريح أم لزم الصمت. وقال في حديث  لـ’فلسطين’: يجب أن نعي أن الكيان الصهيوني كدولة قائمة على فكرة توفير الأمن وسط مناخ ومحيط معادي لها، فقد اعتبر لوقت طويل المبدأ الأساسي للعقيدة العسكرية والسياسية الصهيونية هو ’ قلة أقوياء إزاء كثيرين’  كما قال دافيد بن غوريون ’.   وأضاف:’نحن هنا أمام كيان قام أساسا على الهوس الأمني الذي أثارته الحركة الصهيونية لدى يهود العالم ودفعتهم للهجرة إلى فلسطين بموجب وعد بوطن آمن..’، موضحاً أنه من الضروري أن يعي الفلسطينيون أن هذا(الكيان) بمؤسساته المختلفة لن يقبل بتنامي حالة أو كيان قوي في المنطقة.. فما باله بحالة فلسطينية معادية له مثل القائمة في غزة؟.   وقال: ’حتى لو التزمت’ غزة أو حماس أو حركات المقاومة’ بحالة تهدئة شاملة طويلة أو قصيرة المدى فالكيان الصهيوني من حيث النية لديها فكرة تحطيم هذه القوة فور توافر الفرصة..’، ورأى أن ما يعيق  قيام الكيان الصهيوني بحملة على غزة، ليس غياب النية لديها ولكن عدة عوامل أبرزها، أنه حتى اللحظة لا توجد مؤشرات بأن حملة عسكرية على غزة من شأنها أن تنجح في القضاء على المقاومة هناك أو حتى إضعافها.   وتابع:’كذلك حرصها على إبقاء حالة الانفصال السياسي الفلسطيني لأن حملة كبيرة على غزة من شأنها جلب التضامن الفلسطيني إلى غزة’، مشيراً إلى رؤية باراك بأنه من الأفضل التأني قبل القيام بأي عمل عسكري لقناعته بأن الجيش الصهيوني بعد حرب لبنان لم يكن جاهزا لمواجهة أخرى.   وبين أنه من شأن أي خسارة مقبلة أن تحطم ما تبقى لدى الكيان الصهيوني من أوهام القوة وإن كان باراك يعتقد (واهما) أن التغييرات التي أجراها على صعيد الجيش من شأنها تجهيزه لمواجهة قريبة قد تكون عملية كبرى في غزة.   عملية عسكرية وشدد على أن أي جيش في العالم لا يمكنه التغلب على حالة مقاومة شعبية تخوض حرب عصابات ضده، طالما كانت هذه الحالة تحظى بدعم السكان والجماهير، موضحاً أن مدى شعبية فصائل المقاومة والتفاف الجمهور حولها يعتبر عاملاً مهماً في تشجيع الكيان الصهيوني أو ترهيبه من إقرار عملية عسكرية ضد غزة.   واعتبر باراك من أذكى السياسيين على الساحة السياسية الصهيونية، وأنه يسوق لنفسه باستمرار صورة الشخص القوي الخبير بالأمن الذي بإمكانه اتخاذ القرارات الصعبة، في إشارة منه لإخفاق رئيس الوزراء أيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني في حرب لبنان وخطورة تسليم الأمور لأشخاص غير مؤهلين وغير ذوي تجربة أمنية كافية.   وأردف قائلاً: ’يبدو أنه ناجح في إعطاء هذه الصورة داخل (الكيان)، حيث يصفه المتابعون والجمهور الصهيوني بأنه (سيد أمن) وحتى من يعتقد أنه غير مناسب لرئاسة الوزراء يطالب بأن يكون هو وزير للجيش في أي حكومة قادمة’.   ورجح أن يكون باراك جاداً تماما بما صرح به، حتى إن كان قد ذكره في سياق الدعاية أو التسويق لنفسه، ملفتاً إلى أن مجمل سلوك الأخير كشخصية سياسية منذ عودته للساحة السياسية الصهيونية وكذلك تاريخه السابق عسكريا وسياسياً، يؤكد أنه يؤمن بهذه الخيارات. وقال:’ باراك ليس وحده من يحدد إمكانية حدوث هذه الحملة العسكرية أم لا، فطبيعة الوضع الإقليمي والدولي والأهم من ذلك حالة ووضع المقاومة الفلسطينية ومدى الالتفاف الشعبي حولها.. كلها مؤشرات وعوامل مهمة للغاية’.