Menu

الصمت لن يحميكم ,,, صرخة سفن الحرية..بقلم: عائد الطيب

الصمت لن يحميكم ,,, صرخة سفن الحرية                 بقلم: عائد الطيب قرصنة همجية ,,, إرهاب منظم ,,, جرائم مبرمجة و مدبرة ,,, قتل و تدمير و اغتصاب أراضي و تشريد وترويع آمنين شيوخا ونساءا و أطفالا ,,,  شعب بأكمله يحاصر في رقعة جغرافية صغيرة لا لشئ سوى  انه يحاول أن يحمي جسده و نفسه من طعنات الحراب الصهيونية ,,, يحاصر فيتشاغل العالم ويصمت ويتواطؤ ويغض الطرف و كل أعضاء الجسم والحواس الخمس     شعب بأكمله في معتقل كبير يعاني ويواجه الهجوم الصهيوني المجرم المتجدد و المتخذ أشكالا مختلفة متطورة كل يوم ,,, و عندما يصل صوته الذبيح إلى ضمائر حرة نقية يقظة فيهبون لفتح طاقة صغيرة من الهواء ليتنفسها هذا الشعب الصابر المحاصر يكون القرار الصهيوني المجرم والعنجهي و الذي هو اختراقا و استهانة بكل المعايير الأخلاقية والإنسانية بمهاجمة سفن الحرية التي تهدف لكسر الحصار المفروض ظلما على الشعب الفلسطيني المجاهد ,,, هذا القرار يكشف عن مدى النهج الصهيوني و توغله في الإجرام و التحدي لكل المعمورة ,, كيف لا و أمريكا راعية الإرهاب و عموده الفقري هي التي تدعم هذا الكيان المجرم و هي جاهزة دائما و أبدا بالغطاء المطلوب و الحماية الضامنة لعدم عقاب الكيان الصهيوني ليفعل ما يشاء و يرتكب ما يحلو له من جرائم تأبى أن ترتكبها الحيوانات في الغابات التي لها قوانينها و أعرافها التي تحترمها  الحيوانات العجماء و لكن في عالمنا هذا الذي يتباكى على حقوق الإنسان ويصرخ صراخ الثكلى إذا اخترق القانون الدولي فيما يتعلق بمصالحهم أما إذا تعلق الأمر بالشعب الفلسطيني فالأمر يختلف فهناك القانون الصهيوني الذي يفترض أن الأرض كلها بحرها و سماءها و برها هي ملك له يتصرف بها تصرف المالك فيما يملكه فهذا القانون يمنحه الحق في إلغاء سيادات الدول الأخرى و عدم احترام أي قانون وضعي أو معاهدات أو اتفاقيات أو مواثيق فقط القانون الصهيوني و النظرية الصهيونية هي التي يجب أن تسود و الجميع يجب أن يخضع لها راغبا أو كارها لا يهم . الكيان الصهيوني ارتكب جريمته المروعة و اقتحم سفن الحرية و قتل و جرح العشرات و اعتقل المئات و استولى على كافة السفن على مرأى ومسمع من العالم المتحضر و لتخرج بعد ذلك قياداته المجرمة ليقولوا بكل وقاحة وصفاقة و تحد مجرم أن قواتهم المهاجمة المعتدية تعرضت للاعتداء من جانب المتضامنين مع الشعب الفلسطيني  العزل و المدنيين في استفزاز واضح لكل مشاعر العالم  كيف ذلك وقواتهم مجهزة بكافة الأسلحة و التدريبات و هم المبادرين بالهجوم  كيف اعتدى ركاب سفن الحرية و هي يبعدون عشرين ميلا في المياه الدولية بعيدا عن المياه الدولية الفلسطينية المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني ,,, إنها عملية قرصنة مخطط لها و موافق عليها من كافة المستويات السياسية و العسكرية للعصابة الصهيونية التي تخوض معاركها المجرمة ولكن هذه المرة ليس ضد الشعب الفلسطيني بمفرده الذي بصموده و مقاومته استطاع أن يكسب أطراف ذات ضمير في معركته الطاهرة ضد الكيان الصهيوني المغتصب . الكيان الصهيوني نجح في منع سفن الحرية من الوصول إلى شواطئ غزه و لكنه خط بيده صفحات كثيرة في كتاب نهايته و اظهر وجهه القبيح الدامي المتعطش للدماء بما يقطع الطريق أمام كل دعاة الحلول السلمية و المهادنة و الرهان على الخيار الأمريكي و الغربي الذي على رأسه بريطانيا و فرنسا فعلى الرغم من حجم الجريمة المدوي و الذي يستوجب – اقل رد – تقديم قادة الكيان الصهيوني إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب نجد أمريكا تصمت وتقول بصوت خفيض أنها ستدرس ملابسات الحادث و هي التي ملأت الدنيا صراخا بحجة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل بناء على تقارير تحمل طابع المؤامرة يقف خلفها بالتأكيد الكيان الصهيوني و الآن و الأمور واضحة و جريمة متكاملة الأركان تقول أنها ستدرس و بريطانيا تدور في فلكها و نفس الردود و فرنسا تقول أنها تدين الاستخدام المفرط للقوة في إشارة خبيثة أن هناك كانت معركة متبادلة و اتهام واضح لركاب سفن الحرية باستخدام أسلحة في مواجهة القوات الصهيونية المعتدية هذا هو حال الغرب و أمريكا ناهيك عن مجلس الأمن و الأمم المتحدة و التي صرحت باستحياء أنها تشعر بالصدمة و يعلم الله متى يفيقون من الصدمة بعد شهر أو عام أو عقد الله أعلم عربيا المصبية أكبر صمت و استدعاء منكسر وخجول و في إطار ذر الرماد في العيون للسفير الصهيوني - كتر خيرهم – تماما مثل اليونان والسويد والنرويج و دولا أخرى فبدلا من طرد السفراء الصهاينة و إغلاق السفارات ومكاتب التمثيل و إلغاء المبادرة العربية نجد الصمت الذي يمنح الكيان الصهيوني ليتمادي لتكون عمليته القادمة في قلب القاهرة أو الرباط أو الرياض سيان و هذا ليس بعيدا بل هو اقرب للواقع في ظل حالة التردي العربي و الخذلان و الوهن الذي يحيط بالأنظمة العربية   قاوموا ,, لتكن المقاومة هي عنوان المرحلة الحالية والقادمة و كل المراحل كونوا عربا مثل تركيا التي فتحت موانئها لدخول سفن كسرا لحصار و التي تتخذ مواقف اشد و أصلب من المواقف الرسمية العربية فقامت بسحب سفيرها و الرجل الطيب الشهم اردوغان قام بقطع زيارته إلى تشيلي و تم استدعاء قائد أركان الجيش التركي الذي كان في زيارة للقاهرة في إشارة قوية إلى حجم الجريمة الصهيونية علاوة على إلغاء كل تعاون مع الكيان الصهيوني      قاوموا فالعزة في المقاومة لا في الخنوع و الصمت ,,, الصمت لا يصنع تاريخا مشرفا و لكنه يضعكم في هامش التاريخ المهمل ,,, قاوموا فالأمم لا تذل وهي تحمل الشهداء و تحملهم دماء الشهداء ,,, قاوموا فالصمت لن يحمي عروشكم من إجرام الكيان الصهيوني و ستكون أراضيكم مرتعا خصبا لتمرير جرائمه ومن تحت أنوفكم و أمام أعينكم  ,,, قاوموا لتصنعوا التاريخ لا أن تكونوا صنيعة في يد الآخرين .