Menu
تقرير تعريفي: اللاجئين الفلسطينيين في العراق

تقرير تعريفي: اللاجئين الفلسطينيين في العراق

اللاجئين الفلسطينيين في العراق   دخل الجيش العراقي إلى الأراضي الفلسطينية بعد 15 أيار 1948 لحماية الشعب الفلسطينن من هجمات التنظيمات العسكرية الصهيونية الإرهابية و اتخذ له مواقع في وسط فلسطين و شمال الضفة والمثلث و عمد الجيش العراقي الى تشكيل فوج من أبناء القرى التي كانت ضمن نطاق عملياته . سمي بفوج الكرمل الفلسطيني ، ساهم هذا الفوج إلى جانب الجيش العراقي في الدفاع عن قرى و مدن فلسطين في تلك النواحي لكن بعد انحسار العمليات و انسحاب الجيش العراقي أعلن عن ضم مقاتلي فوج الكرمل الى صفوفه باعتبارهم متطوعين كما قام بنقل عائلاتهم الى بغداد و كان عددهم في ذلك التاريخ يقارب الـ 5000 خمسة آلاف حسب تقرير بعثة الامم المتحدة في حزيران 1973 هو 4 آلاف نسمة في 1948 و وفق هيئة الاحصاء التابعة لوزارة التخطيط العراقية كان عددهم عام 2000 هو 35 ألف نسمة، أي حوالي 0.4% من مجموع تعداد الشعب الفلسطيني. لكن بعد عام 1967 دخل الى العراق اعداد من اللاجئين من الأردن، و غزة و الضفة و بعد عام 1970 – 1971 دخل أعداد اخرى من اللاجئين من الأردن. كما دخل الى العراق بعد احداث عام 1990 – 1991 اعداد أخرى من الكويت ليصبح العدد يقارب من 80 ألف منهم فقط 35 ألف مسجلين كلاجئين منذ عام 1948 . * اماكن تجمع اللاجئين الفلسطينيين في العراق. 1- يتركز غالبية اللاجئين في بغداد حيث تضم 87% من المجموع الكلي و خاصة في المناطق التالية البلد شرق بغداد ، بغداد الجديدة، و حي الامين ، الزعفرانية، حي الحرية، حي السلام ، حي الصحة. 2- الموصل : و تضم 3% و هم يتجمعون في حي الكرامة، و يبلغ عددهم 8500 نسمة، . 3- البصرة :4% في حي الزبير ، المربد ، العشار، الموفقية، و يبلغ عددهم 1000 نسمة. هناك عدة عائلات موزعة في كل من تكريت ، العمارة، المحلة، و يشكلون 6% و بعد 1991 سكنت حوالي 150 عائلة قدمت من الكويت و ترجع أصولها الى قطاع غزة، سكنت هذه العائلات في حي الغزلانية و منطق البتاوين . *نظام المساكن للاجئين: - أ‌- نظام الملاجئ و هو عبارة عن مساكن جماعية و هي غير صحية و تفتقر للحد الأدنى من مقومات وشروط الحياة الصحية، فبعضها هو عبارة عن مهاجع تضم 80 غرفة يتم اسكانها بـ 24 عائلة و معظم مرافقها هي مرافق جماعية. ب‌- عبارة عن مدارس سابقة تم تأجيرها من قبل دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين. ت‌-المساكن الشعبية ، أقدمت الحكومة العراقية على اقامة مساكن شعبية تتوفر فيها الخدمات الأساسي انجز منها 16 عمارة في حي البلديات شرق بغداد بواع 1750 عائلة موزعة على 768 شقة. و انشئ عمارة واحدة على هذا النمط في حي الكرامة بالموصل و هنا نشير الى ان الرقوانين العراقية تمنع الفلسطينيين من التملك السكني او تملك الأراضي الزراعية او العقارات علماً ان غالبية اللاجئون في العراق هم من البيئة الزراعية و هذا حرمهم من تطوير حياتهم المعيشية و حق بيئة و ظروف عمل ملائمة. لقد قامت الحكومة العراقية بمنح اللاجئين الفلسطينيين بين عام 1948 – 1950 بطاقات هوية تحمل سمة الاقامة الدائمة، و وثيقة سفر لمدة خمسة سنوات لا يحق لحاملها السفر لأكثر من مرة بالعام و ذلك بعد الحصول على تأشيرت دخول و خروج مسبقة من البلد المسافر اليه .  اما القادمون للعراق بعد عام 1970 – 1990 فيقيمون بالعراق تحت يافطة عربي واحد وهم في غالبيتهم من حملة الوثائق المصرية ، السورية، اللبنانية و للجواز الأردني اما القادمون من الكويت فوصفوا تحت يافطة ’عربي مقيم’ . و على أرض الواقع فإن الحكومة العراقية تعامل الفلسطينيين المقيمين معاملة المواطن العراقي من حيث العمل و فرص التوظيف في مختلف القطاعات و وزارات الدولة العراقية بما في ذلك القوات المسلحة دون فرض خدمة العلم و كذلك الوظائف العامةت و حتى مرتبة مدير عام او عميد بالقوات المسلحة تبلغ نسبة الذكور 57.36 ونسبة الاناث 42.64 و تبلغ نسبة ما دون سن 14 عاماً 41.15 % من المجموع الكلي. *العمل:- يغلب على اللاجئين الفلسطينيين في العراق العمل بالحرب الصغيرة و الأعمال الانتاجية ثم ياتي بعد ذلك الأعمال الإدارية و المحاسبة في الشركات و الإدارات الحكومية و يلاحظ عليهم عدم العمل بالزراعة رغم جذورهم الفلاحية و ذلك بسبب من سياسة الحكومة التي تمنع عليهم التملك الزراعي و العقاري و يستطيع اللاجئون التمتع بكافة الخدمات الصحية و التعليمية الموفرة للمواطن العراقي. *التعليم: - أظهرت الجالية الفلسطينية اهتماماً ملحوظاً بالتعليم و تكاد تكون الامية معدومة لديهم و تقدم العراق وفق مصادر فلسطينية منذ اوائل الثمانينات 500 منحة دراسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بكافة فصائلها و 300 ألف منحة للقادمين من الكويت بعد احداث 90- 91 و تقدم لجبهة التحرير العربية، 200 منحة ، 85 منها مخصصة للأراضي الفلسطينية المحتلة. * اللاجئون في العراق و الحركة الوطنية الفلسطينية : - النشاط السياسي والتنظيمي تشكل عام 1960 ما عرف برابطة أبناء فلسطين التي رعت العمل الفلسطيني السياسي و بعد انطلاق العمل الفدائي وحدت مقرات لكافة الفصائل الفلسطينية و تتمتع نسبياً بحرية العمل بين صفوف اللاجئين و على الأخص حركة فتح ، و الديمقراطية و الشعبية و جبهة التحرير العربية مع وجود خطر على نشاط القيادة العامة و الصاعقة و تنشيط منظمة التحرير الفلسطينية بالعمل بالعراق منذ تأسيسها عام 1964 و تشكل عام 1960 ما عرف برابطة أبناء فلسطين و كذلك بعض المنظمات الشعبية و على رأسها:- 1- الاتحاد العام لعمال فلسطين. 2- الاتحاد العام لطلبة فلسطين. 3- الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية . و كذلك نادي حيفا الثقافي الاجتماعي، ، بيت الطفل الفلسطيني ،و كذلك مستوصف فلسطين الجراحي التابع للهلال الأحمر الفلسطيني و الذي يقدم خدماته الصحية للاجئين الفلسطينيين. و يوجد كذلك قوات تابعة لجيش التحرير الفلسطيني ’ قوات القادسية منذ عام 1964 و التي كانت بالأصل فوج التحرير الفلسطيني و الذي تم انشائه أساساً من 4500 من المتطوعين الفلسطينيين من العراق و ليبيا بناء على قرار من عبد الكريم قاسم 1959 لكن بعد انقلاب 1963 الحق التشكيل بالجيش العراقي، وبعد إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، ألحق بجيش التحرير الفلسطينين . و نلاحظ ان التجمع الفلسطيني في العراق كما تذكر د.هدى محورة بدراستها المعنونة ’ الفلسطينيون في العراق اجتماعياً و ديمغرافياً’ منشورات شرق برس 1987 . إن هذا التجمع قد حافظ على مدى تواجده بالعراق على ميراثه الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي و بقي مرتبطاً و بشدة بقطبيته المركزية و هي العودة و التحرير. و نلاحظ ان هذا التجمع قدم اكثر من 200 شهيد على درب الحرية و العودة و كان غالبيتهم من حركة فتح اضافة الى اكثر من 70 شهيداً في حرب خاضها العراق. و أخيراً نذكر ان هذا التجمع رغم صغره العددي قدم أعمدة كبيرة من عالم الثقافة و الفنون و الآداب الروائية المعروف منهم جبرا ابراهيم جبرا، و الشاعر اديب ناصر، و هو شقيق الشهيد كمال ناصر ،و الشهيد عبد الوهاب الكيالي، و الفنان التشكيلي حسن أبو الهيجا، و المؤرخ والباحث برهان الدين العبوش و سلامة حجاوي . و يتحتم هنا تأكيد قضية هامة و هي أن اللاجئين الفلسطينين بالعراق لا يتمتعون بأي من خدمات وكالة الغوث ’ الاونورا’ و أن اللاجئين هناك بقوا خارج سجلاتها و احصاءاتها و نذكر في الختام ما لاقاه اللاجئون الفلسطينيون من ظلم و اضطهاد و ترويع بعد دخول قوات الاحتلال الامريكي للعرااق، عام 2003 و الذين أجبروا على ترك اماكن سكناهم في عديد من مواقعهم في العراق، و ليعيشوا مرة اخرى في خيام بين الحدود العراقية و الأدرنية دون ان يسمح لهم بالعودة الى وطنهم و قراهم و بيوتهم التي اجبروا على الخروج منها عام 1948 – 1949 لكن تبقى قضية فلسطين مهما لحق بأبنائها من جور و ظلم من الاعداء حية عصية على الاهمال والشطب و هي مأساة شعب تحتم على الضمير الإنساني العالمي، و شاهداً حياً على فظاعات الاستعمار و جرائمه و هي بذات الوقت اكبر دليل على عظمة هذا الشعب و حريته الذي أبقى قضيته حية رغم كل المؤامرات و الجرائم و الظلم من الأقرباء و الاعداء فرغم كل محاولات الإذابة و التذويب بقي شعب فلسطين متمسكاً بهويته. و رغم كل مشاريع التوطين بقي يقدم التضحيات و يحث الخطى نحو الوطن . رغم كل الجرائم والمجازر و المظالم لم يتوقف عن تقديم قوافل الشهداء دفاعاً عن حقوقه في العودة و الحرية والاستقلال.