Menu
كيف يساعد المقاوم العدو دون أن يدري

كيف يساعد المقاوم العدو دون أن يدري

قــاوم- قسم المتابعة: أكدت دراسات أمنية تم إجراءها داخل سجون العدو الصهيوني من قبل أسرى المقاومة على أنه لا يوجد طريقة يستطيع من خلالها مستخدم الهاتف النقال، سواء من خلال مكالمة أو رسالة، إلا أن يترك أدلة واضحة على ذلك، حتى ولو قام باستخدام جهاز جديد وشريحة جديدة وتم تسجيلهم بأسماء مستعارة، واستخدم الرسائل بدل المحادثة. وكشفت الدراسات أن كل هذه الطرق أثبتت فشلها، وأن عددا كبيرا جدا من الخلايا التي تم اعتقالها والتي تقبع حاليا في سجون العدو الآن وروت قصصها، كان الهاتف النقال السبب الرئيسي في الإيقاع بها، فالطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها حل هذه المشكلة هي عدم استخدام الهاتف النقال مطلقا. وإليكم قصة أدت إلى اعتقال أحد المجاهدين بسبب الهاتف النقال: قام أحد المجاهدين برصد دورية عسكرية صهيونية في منطقة رام الله، كل يوم على مدار أسبوع كان يراقب هدفه بدقة ويسجل كل شاردة وواردة، وكان لا يترك هاتفه النقال إلا وقت الرصد، وهذا من أجل أنه فيما إذا تم تنفيذ العملية، وأجرى الاحتلال تحقيقا وعاد إلى موقع العملية ومحيطها في دائرة نصف قطرها 1كم على الأقل، وفي زمن تنفيذ العملية ولنفترض أن التنفيذ سيكون الساعة السابعة صباحا فإن المجاهد كان يرصد كل يوم الساعة 7 صباحا. وبعودة المحققين إلى أرشيف الهواتف كما أسلفنا سابقا، وبالعودة شهرا إلى الخلف لهذه المنطقة التي وقعت فيها العملية، وفي وقت ما بين الساعة السادسة والسابعة صباحا وقت وقوع العملية فإن المخابرات ستجمع كل أرقام الهواتف التي تواجدت على مدار شهر في هذه المساحة في الوقت المشار إليه سابقا، ومن هنا تبدأ رحلة البحث في هذه الأرقام وإخراج الرقم الغريب والشاذ عن المنطقة واستدعاء صوت صاحبه، حتى وإن كان أكثر من رقم غريب عن المنطقة، إلا أن هذه الطريقة توفر حصرا وجهدا للبحث والاعتقال والتحقيق وكشف أسرار العملية، ولهذا أحسن المجاهد التصرف ولم يأخذ هاتفه النقال معه لا وقت الرصد ولا وقت التنفيذ. الإعلان عن العملية لقد أخذ المجاهد كافة الاحتياطات اللازمة من وجهة نظره، فقد تولى الأمر بنفسه ومن أجل التمويه سافر إلى مدينة جنين بعد تنفيذ العملية في رام الله، وقد قام بكتابة البيان بنفسه وإرفاق الصورة للانفجار على (سي دي) أو ذاكرة، حيث كان قد صور الانفجار بكاميرا فيديو صغيرة عندما طلب رقم الهاتف الذي استخدمه كدائرة كهربائية لتشغيل العبوة، وهذا له قصة مشتركة مع الإعلان سنتحدث عنها لاحقا، ولكن لنبقى في الإعلان وقد كان الأخ يستخدم كمبيوترا خاصا محمولا، لا يستخدمه في البيت أبدا، وهو مخبأ بعيدا كما أي قطعة سلاح وكذلك الكاميرا بالمثل. ثم سافر المجاهد إلى جنين ودخل مقهى الانترنت في وسط المدينة وجلس أمام الكمبيوتر وقد كان متنكرا حيث لبس باروكة وعدسات لاصقة، واستخدم قلما للضغط على لوحة المفاتيح لكي لا تظهر أي بصمة له على الكمبيوتر، وقد أدخل القرص في الكمبيوتر وأرسل ما به للمواقع الإخبارية بسرعة كبيرة جدا، وحتى هذه اللحظة لا مشكلة ولكن في ليل ذلك اليوم تم اعتقال المجاهد ومواجهته بأنه هو من قام بالعملية كيف عرف الاحتلال أنه هو من قام بالعملية؟ جاسوس السفر بعد ان سافر المجاهد إلى جنين، لم يأخذ هذه المرة الاحتياط اللازم، و أخذ معه جهازه الخلوي من رام الله إلى جنين وكل منطقة كان يقطعها المجاهد ومعه الهاتف النقال كان يسجل النقال حركة المجاهد، وهذا من خلال الخلايا (الأبراج) المنتشرة على طول طريق السفر وصولا لمقهى الانترنت. وفي لحظة وقوع أي عملية تستمع أجهزة أمن الاحتلال لكل تصريح وتنتظر تبني العملية لتكون رأس الخيط الذي تبدأ البحث منه، وفعلا هذا ما حدث مع المجاهد في لحظة مراسلته للمواقع الإخبارية، وبالرغم أن هذا الدخول كان سريعا وقصيرا جدا إلا أنه تم تسجيله لدى الكمبيوتر المزود الذي له صلة بالمخابرات. وذكر على هذه المواقع تبني العملية لينطلق التعقب لهذا الإرسال، وكما ذكرنا سابقا عن الانترنت بالإمكان معرفة رقم طالب الخدمة والذي أوصل الاحتلال للمقهى الذي دخل إليه المجاهد، ومع ذلك فما فائدة أن وصلوا للمقهى فهو مقهى عام ويرتاده الكثيرون كل ساعة، إن ما قامت به أجهزة أمن العدو هو معرفة الوقت الذي أرسلت فيه هذه الرسالة من هذا الموقع، لتبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة حصر الهواتف الخلوية التي تواجدت في هذا المقهى في ذلك الوقت، ومعرفة أصحابها وفرزهم من خلال بصمات أصواتهم ومعرفة إن كان أحد منهم مشبوها، أو حتى اعتقال كل من كان في ذلك الوقت تحديدا داخل المقهى، وتحويلهم للتحقيق وهذا فعلا ما حصل مع المجاهد. الثغرة الثانية وهي استخدام المجاهد لدائرة الهاتف النقال كدائرة كهربائية لتشغيل العبوة، فعند شراء المجاهد للهواتف النقالة التي استخدمها كمرسل ومستقبل، حملها مع هاتفه الشخصي وذهب بها إلى بيته، وهذا أيضا خطأ، كان يجب أن لا يأخذ الهاتف النقال معه وقت الشراء، وكذلك لا بد من تحضيرها كدائرة بعيدا عن البيت، أو أي مكان يعتاد الذهاب إليه أو الاقتراب من أي احد من الأصدقاء كونهم يحملون هواتف نقالة، وذلك بسبب إمكانية الرجوع للوراء فالحصول على أرشيف التنقلات للهاتف، ومن الأفضل هنا عدم استخدام هذه الدائرة لأنه يوجد دوائر أفضل منها ( بنفس الأداء) من دون استخدام هواتف نقالة ومتوفرة في الأسواق. ماذا يحدث عند تشغيل النقال وعند تشغيل الجوال فإنه يستقبل إشارة تسمى بشيفرة نظام التعريف (SID) وهنا يتم التعرف بين جهاز الجوال ومحطة الإرسال، وبعد ذلك يقوم الجوال بمقارنة شيفرة التعريف الخاصة التي استقبلها ومقارنتها بتلك المخزنة في الجهاز، فإذا تمت المقارنة وتبين أنها نفس الشيفرة المتعارف عليها بين الجوال والمحطة، فإن الجوال يتعرف على الخلية التي سيتعامل معها. ويقوم الجوال بعدها بإرسال طلب تسجيل إلى مكتب التحويلات (MTSO) الذي يمكن محطة الإرسال من تعقب مكان تواجد الجوال، وتخزن بيانات الموقع في قاعدة البيانات لاستخدامها في اللحظة التي يأتيك فيها اتصال، وذلك لأنها تراقب دوما مكان الجوال والخلية التي تغطي الخدمة لتلك المنطقة المتواجد فيها الجوال. فالمعلومات التي يحصل عيها مكتب التحويلات من الجوال عند تشغيله هي: الرقم التسلسلي الالكتروني (ESN) ، وهو خاص بالجهاز الذي تستعمله، وكل جهاز له رقم يختلف عن الآخر، ورقم تعريف الجوال (MIN)، ومن خلال هاذين الرقمين يتم تحديد هوية الشخص، وعن طريق الخلايا المنتشرة في المنطقة فإنه يتم تحديد مكان أي جهاز نقال بدقة عالية على سطح الأرض. تحديد المكان والحركة ويتم أيضا تحديد حركته عند تنقله من مكان لآخر، وتقوم الخلايا بنقل المعلومات إلى الكمبيوتر المركزي الخاص بالشركة، الذي يقوم بتسجيل وأرشفة هذه المعلومات أولا بأول، وبذلك تكون تنقلات هذا الجهاز وحركته معروفة ومحفوظة وبدقة لحظة بلحظة في أرشيف على ذاكرة الجهاز المركزي، ويمكن الرجوع إليها في أي وقت، يشمل ذلك أيضا تحديد موقع طرفي الاتصال. كما وتستطيع أجهزة المخابرات الصهيونية الحصول على جميع المكالمات سواء السلكية أو اللاسلكية في أي وقت من السنة، من خلال الكمبيوتر المركزي، وتستطيع أيضا معرفة جميع الأرقام التي اتصلت بها واتصلت بك بزمنها الحقيقي، كذلك معرفة مكانك على الأرض، عن طريق الذبذبات التي يرسلها جوالك النقال من وإلى الخلايا المجاورة. جوال تسهل على العدو ويذكر الأسير محمد عرمان في كتابه ’نظرة للمقاومة من الداخل’ إن ما يسهل على العدو ذلك هو حقيقة أن (العدو) هو الذي وافق على إقامة شبكة الاتصالات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو بالتالي لا يحتاج إلى عمليات التقاط للمكالمات، بل إن المقاسم الرئيسية لشبكة الاتصالات الفلسطينية مرتبطة بشكل تلقائي بشبكة الاتصالات الصهيونية (بيزيك). إلى جانب ذلك فإن شبكة الهاتف النقال الفلسطينية العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة والمعروفة بـ(جوال)، تعتمد على (العدو) في الكثير من خدماتها، فضلاً عن توقيعها على اتفاق مع شبكة (أورانج) الصهيونية للاتصالات، الأمر الذي يجعل العدو لا يحتاج إلى الكثير من الجهود من أجل رصد المكالمات الهاتفية، والحصول على أي معلومة يريدها. أما بالنسبة لأجهزة الاتصالات اللاسلكية الأخرى المستخدمة في الضفة الغربية والقطاع، سيما أجهزة (ميريتس)، فهي أجهزة صهيونية خالصة، إلى جانب اعتماد آلاف الفلسطينيين على شركات الهواتف النقالة الصهيونية، مثل سيلكوم وبيلفون، وغيرها من الشركات. رسائل SMS لا تقل خطورة إن SMS اختصار لـ خدمة الرسائل القصيرة ’Short Message Service’، ولكن ببساطة، هي نمط من الاتصالات التي ترسل نصاً بين الهواتف النقالة، أو من جهاز كمبيوتر إلى هاتف نقال. فعندما يرسل صديق لك رسالة يحتوي جهاز الكمبيوتر المركزي على مرشح (فلتر) للكلمات، قادر على تمييز الكلمات وفرزها وتصنيفها، وذلك أثناء إجراء المكالمة بناء على قائمة من الكلمات الموضوعة مسبقا على الكمبيوتر، وتضم هذه الكلمات ما تختاره أجهزة المخابرات الصهيونية مثل (سلاح، عبوة، رصاصة، رمان... إلخ) والمكالمات التي يتحدث أصحابها بهذه الكلمات، يتم فورا التنبه لها والاستماع لمضمونها. أيضا يستطيع الكمبيوتر أن يميز أي رسالة غامضة، وتحويلها إلى المراقبة. المصدر: موقع مجد