Menu
أسطورة قبر يوسف أوهام وأكاذيب واستغفال واستغلال

أسطورة قبر يوسف أوهام وأكاذيب واستغفال واستغلال

  أسطورة قبر يوسف أوهام وأكاذيب واستغفال واستغلال لقد أعدت الحركة الصهيونية العنصرية مخططها الاستعماري الاستيطاني للعدوان على وطننا واغتصاب أرضنا وتدنيس مقدساتنا وإزالة وجودنا والتطاول على آثارنا، وتزييف التاريخ، بادِّعاءات باطله لا سند لها، ولا دليل سوى أساطير توراتية تعشش في عقول متخلفة، تحاول جاهدة لأن تثبت دون جدوى وجود أثر واحد لهم في فلسطين، وبالرغم من كل مابذلته بعثات الاكتشاف والتنقيب الأوربية والصهيونية المريبة منذ مطلع القرن التاسع عشر وحتى اليوم من جهود، فإن كل ما توصلت إليه ادعاءات لا تستند إلى أي دليل أو نص تاريخي موثق، وقد أثبت بطلان ما يدعون به عدد كبير من الباحثين والمؤرخين وعلماء الآثار المنصفين، ومن بينهم الباحثة الأمريكية ( كينون) والجيل الجديد من المؤرخين اليهود في الحقبة الحالية ( ما بعد الصهيونية). ومن الأكاذيب التي شاعت ولم تجد من يتصدى لها أسطورة قبر يوسف ولكون جميع الأنبياء والمرسلين من المسلمين كما أكد القرآن الكريم فنحن أحق بهم وبتكريمهم والمحافظة على أي أثر ينسب لهم سواء كان ذلك صحيحا، أو مجرد ادعاء لا أساس له، لأنهم يمثلون أصدق تمثيل تراثنا وعقيدتنا وما نعتز به من قيم ومثل عليا. ومن بين الآثار الفلسطينية التي حافظ عليها أسلافنا وأضفوا عليها هالة من القداسة والتكريم، بالرغم من عدم وجود سند تاريخي لها، الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المجاهدة الصابرة، وهو من مساجدنا التي لها مكانة كبرى في وطننا، والذي يضم عددا من القبور ومن بينها قبر إبراهيم الخليل عليه السلام وزوجته سارة وقبر يعقوب وابنه يوسف الصديق عليه السلام وغيرهم. أما بالنسبة لأبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام فقد كان حنيفا مسلما، وكذلك أعقابه من بعده، ويؤكد ذلك قوله تعالى( يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل الا من بعده أفلا تعقلون، ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) وظل الأحناف في جزيرة العرب التي ارتبط إبراهيم الخليل بعشائرها وقبائلها حتى عهد حفيده من ابنه إسماعيل الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلامه كما يؤكد القرآن الكريم بأن يوسف الصديق عاش في مصر ووصل إلى مكانه رفيعة فيها ك ( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وكذلك مكنا ليوسف في الأرض) وانه دفن في مصر كما يؤكد الحديث الذي رواه أحمد في مسنده . ما من نبي يموت، إلا ويدفن حيث يقبض) . وتروي التوراة المحرفة التي كتبها (عزرا) و (نحيما) في القرن الخامس قبل الميلاد، بأن الذي اشتراه هو ( فوطيار) وأن يوسف تزوج  أسنات ابنة فوطي فارع) كاهن معبد آمون، وكان من بين بناته (طاي)، وأنه عاش مائة وعشر سنوات، وحنط ووضع في تابوت من رخام، ودفن في قاع النيل ونضيف إلى هذه المزاعم التي لا تستند إلى أي سند تاريخي أو منطق عقلي، بأن موسى عليه السلام استخرج تابوته من أعماق النيل وحمله معه، وأن( يوشع بن نون) دفنه في ( مغارة المكفيلة) في حبري ( الخليل)، بجانب قبر إبراهيم ويعقوب وهو ادعاء باطل كيفية الادعاءات الصهيونية كما يقول المؤرخ (سوسه) في كتابه الرائع ( العرب واليهود) في النص التالي: ’ إن الشريعة التي نزلت على موسى عليه السلام والتي حرفتها الأحبار هي صهيونية اليوم بعينها لكونها تهدف كما تهدف الحركة الصهيونية الحالية إلى استغلال عاطفة الدين وفق نصوص صيغت في السبي البابلي من أجل خلق دوافع تحث الأسرى إلى العودة ثانية إلى الأرض التي اغتصبوها، وعاثوا فيها تخريباً لاغتصابها من جديد بالاستناد إلى ادعاءات باطلة وأساطير وتطاول وعدوان لخلق تاريخ وهمي لهم من العدم’. ومن بين الادعاءات الباطلة قبر يوسف على مشارف مدينة نابلس المجاهدة، فبالرغم من الزعم بوجود قبر ليوسف في الحرم الإبراهيمي كما ذكرنا ووجود عدد من القبور لأولياء من المسلمين ممن يدعون يوسف في عدة قرى ومدن فلسطينية، فقد وجدت الحركة الصهيونية في التماثل في التسمية فرصة مواتية للادعاء بأن قبر الشيخ المسلم ( يوسف دويكات) هو قبر يوسف الصديق، لاتخاذه الموقع الاستراتيجي على مشارف نابلس ثكنة عسكرية للتهديد والعدوان ومدرسة دينية للتضليل والتزييف بالرغم من كونه أثرا إسلاميا مسجلاً لدى دائرة الأوقاف الإسلامية وأن المدفون في هذا القبر هو أحد الصلحاء المسلمين، ويؤكد عدد كبير من كبار الباحثين والمؤرخين ومن بينهم العالم المصري أحمد عثمان في كتابه ( غريب في وادي الملوك) ص 87، بطلان الادعاءات الصهيونية، وأن يوسف كان وزيراً ل ( أمنحوتب الثالث) فرعون مصر ( 1405 – 1367 ق . م) وصهراً له فقد تزوج ( طاي ابنة يوسف) من زوجته ( أسنات ابنة فوطي فارع) كاهن آمون ولهذا كان من بين ألقاب يوسف ( إيت نترن نب طاوي) أي عم سيد الأرضين وشاع الجزء الأول من اسمه ووجد بالهيروغليفية في مقبرته مع عدة صور منها ( يويا، ويويو، ويويايا) على سبيل التحبب وتوجد مومياء (يويا) في المتحف المصري، وما زالت حتى اليوم تحتفظ بطابعها الآرامي وتختلف عن بقية المومياءات في ملامحها. ويؤكد هذه الرواية (جاستون ماسبيرو) مدير المتحف المصري في نهاية القرن التاسع عشر كما روى المؤرخ المصري ( مانبيتون) الذي كتب تاريخ الأسر المصرية القديمة لبطلميوس الأول بأن أحد وزراء ( أمنحوتب الثالث) يدعى (سف)، ولهذا يذكر المؤرخ عبد المنعم عبد الحليم في أن المومياء المودعة حاليا في المتحف المصري هي ليوسف الصديق، وإن اختلفنا في التفاصيل، وهكذا يتضح لنا مدى بطلان الادعاءات الصهيونية، وإلى أي حد وصلوا في التزوير وترويح الأكاذيب والأساطير لإنشاء كيان عدواني لن يكتب له البقاء، سيكون لشعبنا الفلسطيني الأبي وطنه الحر وعاصمته القدس زهرة المدائن، وعاصمة العواصم، ومهما ادلهم الليل سيشرق الفجر من جديد.   ـ إعداد : الدكتور عصام سيسالم ــــــــــــــــــالمراجع: 1-  الشرق الأدنى القديم: د. عبد العزيز صالح. 2-  تراث فلسطين في كتابات عبد الله مخلص: د. كامل جميل العسلي. 3-  الأولياء والمزارات الإسلامية في فلسطين: د. توفيق كنعان 4-  قراءة سياسية للتوراة: شفيق مقار. 5-  الحقيقة والمجاز: عبد الغني النابلسي. 6-  تاريخ نابلس والبلقاء : إحسان النمر 7-  مجلة أخبار الأدب المصرية: العدد المؤرخ في 19 أكتوبر 1997 م، والعدد المؤرخ في 9 نوفمبر 1997 م. 8-  قراءات في التوراة: محمد وحيد خياطة.