Menu
رفيق السوء يصل بك إلى المهالك

رفيق السوء يصل بك إلى المهالك

قــاوم- قسم المتابعة: الصحبة والصداقة من المعاني الجميلة التي يسعى إليها كل إنسان عاقل لأن الإنسان كائن حي واجتماعي  يسعى  لإنشاء علاقات اجتماعية من خلال الاحتكاك مع بني جنسه   ونوعه، لتحقيق توازن  متكامل للدوافع  العضوية. لكن لما كان هذه الدوافع   تحتاج إلى الارتواء بشكل صحيح  حتى تحقق  المصلحة الكاملة التي  لا تتناقض مع المنهج القويم  الذي رسمه  الشارع ، أمر  الله  تعالى  الفرد المسلم  باتخاذ الصحبة الخيرة  التي تحقق له هذا الهدف دون الإخلال بتلك الطريق . ثم إن الصحبة في يومنا الراهن من أخطر  المواضيع التي ينبغي للمرء المسلم أن يكون حذرا منها ويكون على علم وبصيرة ممن يخالل  من جميع جوانبه  ( سلوكه  اليومي، علاقاته مع الله سبحانه وتعالى، علاقاته مع الناس جميعا)  حتى يتبصر  خليله . فكم  من امرئ ذهب ضحية   صحبته لأناس  سلمهم  صداقته ومشاعره  فسلكوا به  طريقا معوجة  ، ويصورونها له بالطريق المثلى . وكم من امرئ فقد  أحلامه  وخاصم أهله  وارتكب المعاصي  بسبب الأصدقاء ، وكم من امرئ فتح عينيه على هذه الحياة وتمنى أن يكون مثل أولئك العظماء الذين سمع ويسمع عنهم في كل عصر  فصادف أصدقاء سوء فقضوا على جميع أحلامه من خلال الزخرفة الشيطانية التي  يلقون بها غشاوة على عينيه, وكم ؟ وكم؟ وكم؟!!! فلما كان هذا حال الصحبة  قد تؤدي بالمرء إلى الطريق القويم ، وقد تؤدي به إلى طريق معوج عقيم ،  حذر  الشارع  من الصحبة السيئة لما لها من آثار سلبية على حياة الفرد  والمجتمع معا  . فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم  ينبهنا إلى هذا الخطر الجسيم فضرب لنا مثلا   لصحبتين أحداهما  ما ينبغي أن يتخذه المرء مثلاً  وأخراهما  ما ينبغي أن ينفر منه ويبتعد فيقول عليه الصلاة والسلام (( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه  وإما أن تجد منه ريحا طيبة . ونافخ الكير أما ان يحرق ثيابك وإما أن تجد  منه ريحا خبيثة)) فالمسلم بنيغي أن يتخذ الصحبة الصالحة التي تذكره بالله إذا نسي  وتعينه على الله إذا  ذكر . وهذه هي القمة والمثل الأعلى  في الصداقة والحب  ففي الحديث الذي أخرجه الشيخان في السبع الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله  :(( رجلان تحابا في الله ،اجتمعا عليه وافترقا عليه))   وعن أنس رضي الله عنه  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره  أن يعود إلى الكفر بعد أن  أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) أخرجه البخاري ومسلم وها أنت أيها القارئ الكريم  أذا أمعنت النظر في هذه النصوص تجد أن الشارع يرغب  بشدة  في الصحبة الصالحة التي تكون غايتها  الوصول إلى مرضات الله عز وجل . وان الحب في الله   يثيب الله عليه بأكبر المثوبات    وهذا تتلمسه بكل بساطة ووضوح قي قوله عليه الصلاة والسلام عن الله سبحانه وتعالى  ((  أظلهم يوم لا ظل إلا ظله))  . وقد جاء في القرءان الكريم تحذيرا وترغيبا  في اتخاذ الصحبة الصالحة واجتناب  الصحبة السيئة  قوله تعالى )) : الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)) ومع هذا كله  فالصحبة الصالحة   والرفقة الخيرة  تندر في مجتمعاتنا اليوم  حيث  الحياة المادية المقيتة كشفت عن أنيابها  تنهش  تلك القيم والأخلاق التي  تجعل المسلم رزينا   ومستقيما  وتجعله  لا يحب المرء إلا لله ولا يكرهه إلا لله  فجعلت هذه الحياة المادية هذا المفهوم بالعكس  . حيث أصبح صاحب المال معززا معضودا  وإن كان ينتهك حرمات الله آناء الليل وأطراف النهار, كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى السقوط الأمني حيث تتصيد أجهزة المخابرات مصادرها من الساقطين أخلاقياً  وجعلت الصحبة مقتصرة في المصلحة المحضة التي تهدم القيم  والأخلاق الإنسانية. وخلاصة القول أيها المسلم وأيتها المسلمة   أن نعض بالنواجذ على ذالك المنهج الذي رسمه لنا الشارع  ونثبت عليه ولا نحيد مهما  كلف الأمر  . فرفاق السوء وما أكثرهم  سبب الكثير من المشاكل التي  يتخبط فيها المجتمع الإسلامي اليوم ،  ولتجاوز هذا المنعرج ينبغي أن  نتمسك بتلك المبادئ  وندعو إليها من تربطنا  بهم صلة  وقرابة . المصدر/ موقع المجد