Menu
أبو عدنان : مؤتمر أنابوليس يجمع المتغطرسين والفاشلين والإرادة على الأرض لا يمثلها إلا الكيان المقاوم

أبو عدنان : مؤتمر أنابوليس يجمع المتغطرسين والفاشلين والإرادة على الأرض لا يمثلها إلا الكيان المقاوم

قــاوم_غزة: لجان المقاومة الشعبية اسم بارز في العمل العسكري على الساحة الفلسطينية عبر جناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين ولكن قبل فترة من الزمن صرح احد قادتها بان اللجان تستعد للانطلاق إلى بوابة العمل السياسي  حاول مراسل شبكة مدار في غزة استيضاح هذا الأمر في لقاء من احد قادتها البارزين الأستاذ محمد البابا ’ أبو عدنان’  بالإضافة إلى ملفات متعددة مؤتمر الخريف والهدنة ووقف الصواريخ والانقسام الداخلي الفلسطيني.   لجان المقاومة قررت أن تنطلق للعمل السياسي هل هي بداية و تحوير لنهجها الذي عرفناه.....؟ سعي اللجان للعمل السياسي ليست بداية و ليست تجديد الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات و الصلاة و السلام على إمام التقوى و خاتم النبوات .. محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و من والاه .... و بعد ... في الحقيقة أن لجان المقاومة الشعبية ولدت من رحم الفكر السياسي و إن كانت سمتها الغالبة فيما عرفها أكثر من اقترب منها إنجازاتها في ميدان العمل الجهادي العسكري . فاللجان كان أول إطار جامع لمؤسسيها هو التناقض مع فكر الاستسلام و التنازل و أصحابه من دعاة الهزيمة و كان لهم في نتائج أوسلو دافع أكبر للتحرك بأشكال تتسم بالفردية قبل الانتفاضة الحالية و التي بدأت في 28 – 9 – 2000 م و لكنها تبلورت في بوتقتها الجماعية مع مطلع هذه الانتفاضة الماضية بحول الله و حتى تحرير أرضنا الطاهرة . و لعل اختيار مؤسسيها في ذلك الحين اسم لجان و شعبية له دلالة واضحة تكرست بسعيها و تحركها بين الأزقة و دواوين الحارات و العائلات و تكوين مجالس في المخيمات تترعرع فيها نماذج التحدي و التصدي نفسيا و فكريا للعدوان القائم بوجود الاحتلال على أرضنا و مقدساتنا و تشحذ فيها الهمم و روح التضحية و العزيمة فقد بدأت بتنمية نزعة التمرد على محاولات الاستعباد الممعنة في إذلال شعبنا و إخضاعه للقمة عيش مر و قبالة تحويل الوطن إلى مساحة غنائم كما دأب أصحاب أوسلو سنوات التسعينات على تدجين تلك النفوس فقد سعت اللجان إلى غرس معاني التضحية و الفداء .... و أعتقد أنه قد قدر لها بفضل الله نجاحا كبيرا و مع تخندق باقي الحركات الجهادية و على رأسها حركتا حماس و الجهاد تكاملت المعاني و اكتمل النجاح . وأضاف أبو عدنان خاضت اللجان كل غمار فتفاعلت بالبيان الجماهيري و الإعلامي و بعشرات المسيرات و المهرجانات في مناسبات سياسية شتى منذ عامها الأول و إلى الآن .   كما خاضت حملة موفقة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية لا زالت ملصقاتها على أبواب و رفوف عرض الكثير من المحلات إلى الآن . و دخلت إلى حلبة العمل الطلابي بمستوياته المختلفة من الجامعي إلى مخيمات صيفية للبراعم .   كل هذا كان و لا زال يتوافق مع نهج  اللجان و خطواتها الشاملة التي ترافقت مع زخات لهيب رصاص أبنائها المرابطين على حدود الوطن للتصدي للتوغل و الإجتياحات و الذين كانوا يغرسون أنفسهم و عبواتهم في أرض الوطن لتتفجر آليات العدو المختلفة و تتطاير أشلاء جنود إجرامهم حتى يأذن الله بنعمة تدمير ما سمي أسطورة المركافا على أيدي فرسان أولئك الرجال فرسان ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية الذين سجلوا فخرا و شرفا نجاحهم في عشرات العمليات التي أقضت مضاجع بني صهيون و أحبطت هجماتهم و مخططاتهم .   و قد كان قادتها دوما يتقدمون الجنود و الضباط و على رأسهم القائد الشهيد ( فيما نحسبه عند الله ) أبو عطايا جمال أبو سمهدانة مؤسسها و أمينها العام . كما كان أول شهيد و استشهادي في هذه الانتفاضة هو قائد المنطقة الوسطى في حينه الشهيد القائد بهاء أبو السعيد . فالفكرة أن اللجان منذ البدء و إلى الآن كانت تسير بخطى حثيثة في كافة المجالات و لم تهمل في أي يوم ضرورة العمل السياسي و أهميته لصون دماء و رسالة الشهداء و حماية المقاومة و أسس البقاء . و إن كانت تلك المجالات المتعددة لم تلق نجاحات دوما بل لاقت إحباط أحيانا بسبب ظروفنا كلجان في تلك المراحل أو بسبب ظروف المرحلة التي كانت تدفعنا لوضع كافة الإمكانيات المتواضعة رهن تصرف المجاهدين على الثغور و تأجيل بعض النشاطات الأخرى . و بالتالي فأنا أؤكد أن سعي اللجان للعمل السياسي ليست بداية ....  و ليست تجديد و لا تحوير بل أنها خطوة على طريق التحرير ... فنحن نؤمن بشمولية الصراع الحضاري لكينونة الفلسطيني صاحب الأرض و التاريخ و التراث صاحب الوعد الإلهي بالنصر و التحرير و التمكين أمام حملة صهيونية لتزوير معالم جغرافيا و تاريخ الوطن و استدعاء إمكانيات العلم و الأدب لتعزيز أكاذيبهم و إمكانيات احتلالهم . وما هي أخر تطورات هذا الملف؟ منذ صرح الأخ القائد أبو الصاعد بموقفنا من موضوع الإعلان عن تنظيم اللجان فقد وضع قضية التواجد السياسي للجان المقاومة الشعبية على سكة الطريق نحو حماية إرادة و استقلال قرار و حق تقرير مصير شعبنا و صون رسالة شهدائنا فلجان المقاومة تاريخ فرض نفسه و لا تحتاج لإعلان و لكن في مرحلة مناسبة ستحتاج إلى تمثيل سياسي في ميادين عمل جامع لأطياف العمل السياسي الفلسطيني . كما ستحتاج إلى إبراز نظامنا الأساسي و ما يتناسب و تسمح به الظروف الأمنية من شخصيات و هيكلية و لوائح . أيا يكن الموعد و التوقيت فالخطوات تستمر نحو ترتيب هذا الملف و دون أي استعجال و نفضل اختيار ليس الوقت المناسب فحسب بل اختيار الوقت الأنسب بإذن الله .  ما هي رؤية لجان المقاومة لمؤتمر الخريف؟ مؤتمر أنابوليس لن يكون إلا إعلانا لنصر و استمرار خط المقاومة من الممكن اختصار الإجابة بأن مؤتمر أنابوليس لن يكون إلا إعلانا لنصر و استمرار خط المقاومة و فشل كل الخيارات الأخرى و لكن دعني أفصل قليلا و لن أطيل فالحقيقة أنه موضوع لا يستحق الإطالة . الراعي الأساس لهذا المؤتمر هو الإدارة الأمريكية المعنية بمؤتمر استعراضي يخرجها من أزمات هزائم متلاحقة . الطرف المتغطرس هو الكيان الصهيوني الذي يضع اللاءات قبل المؤتمر و يرفض علاج أهم ملفات مثل اللاجئين و القدس و ليس أقل خطورة الحدود و المياه و يطالب بالتطبيع المجاني. الأطراف الباقية الضعيفة أو شهود الزور لن يكون دورهم إلا ما تريده سيدة البيت الأبيض في كرنفالها المشئوم و سيخرج الجميع بخفي حنين . فالإرادة على الأرض لا يمثلها إلا الكيان المقاوم الرافض لبيع الأرض و الهوية و أي اتفاق سيفتقر لآليات التنفيذ بما اعتدنا عليه من تهرب صهيوني في جانب و ممالأة دولية و صمت عربي ....... و إن كان هذا هو الجنين المنتظر فليس إلا تمخض الجبل فولد فأرة ... فخيبة العائدين من ذلك المؤتمر لن تستدعي إلا صدق المواجهة و التي تبقى للمقاومة فيها ضربات الوجع في جسد المحتل حتى يأذن الله بالنصر و هروب المحتل . كيف تري لجان المقاومة المخرج من هذا الحصار المفروض على غزة؟ الحصار الآن وصل إلى منتهى حلقاته فإرادة الصمود هي التي ستنتصر و لن تهزم إرادة الشعب الحصار الذي تواطأت عليه العديد من القوى الإقليمية و الدولية و بكل ما يسببه من أذى و معاناة لجميع قطاعات شعبنا و لا يستثني مجالا و لا أحدا ليس إلا دلالة على مدى همجية أولئك المتآمرين على شعبنا و قضيتنا .... و لا يسعني إلا التقدم بأرقى تحية لكل ما نراه في جماهير شعبنا من صبر و صمود . و يقيني أن الحصار الآن وصل إلى منتهى حلقاته فإرادة الصمود هي التي ستنتصر و لن تهزم إرادة الشعب الفلسطيني و سيعدم المحاصرين أي مبرر لاستمرار حصارهم لشعب بأكمله و سيكون في مقبل الأيام تعبيرات مختلفة عن الغضب ستصل حممها إعلاما و تأثيرا لمختلف بقاع الأرض بما يضع الجميع و في مختلف مواقع المسئولية عن الحصار أمام مسئولياتهم . ما هو موقف اللجان من مسألة وقف الصواريخ الفلسطينية والهدنة مع الاحتلال؟ فلا رفض مسبق و لا قبول مطلق و لكن ما تمليه علينا مصلحة شعبنا تدفعنا للتعبير عنه   الهدنة ليست كلمة جديدة على مواقف لجان المقاومة الشعبية فمنها ما سبق و رفضناه و قاتلنا معذرة إلى ربنا عز و جل و إيصالا لرفضنا التآمر على حقوق شعبنا أو تضييعها و منها ما سبق و قبلناه و كنا في ذلك كله نتحرى مصلحة شعبنا و قضيتنا فلا رفض مسبق و لا قبول مطلق و لكن ما تمليه علينا مصلحة شعبنا تدفعنا للتعبير عنه في مواقفنا و قد سبق و أعلنا عن قبولنا لهدنة كانت تنطلق من تبادلية مع وقف الاعتداءات الصهيونية على أهلنا في محافظات غزة و محافظات الضفة و تتزامن التزاما في التطبيق . و في كل المرات التي كان يتم الإعلان عن تهدئة أو هدنة كان عدونا الصهيوني يمعن في اعتداءاته و قتله لأبناء شعبنا . و سيبقى لكل ظرف ما يناسبه من توافق أو خلافه . كلمة تقولها اللجان للفريقين المتخاصمين فتح وحماس؟ الوضع الطبيعي و نهاية المطاف و لا غنى عنه و لا بد من التعجيل هو الجلوس سويا   لقد نقل الفرقاء في فتح و حماس إعلاميا و سياسيا و أمنيا و حتى عسكريا معركة التنافس إلى الصراع رئيسي بينهم و أخذوا جماهير شعبنا معهم إلى أزمة لا يعلم منتهاها إلا الله . و بكل عقلانية نستوعب أن تختلف الأطراف الفلسطينية على التنافس السياسي في ساحة الآراء و وجهات النظر و لكن لخطورة ما آلت إليه المرحلة بكل تعقيداتها فإننا نتمنى أن يصل الطرفين إلى تحييد الكثير من المجالات من أجواء المعركة بينهم كخطوة أولى على طريق جسر الهوة السحيقة بين الطرفين . فأولا تكريس توحيد البنية الجغرافية للوطن و الإسراع في نفي كل ما يعني تمزيقه ثاني شئ يكفيهما صرف الإعلام الخاص بكل منهما و على حساب معركتنا مع الاحتلال لإغراق المحليين و المحبين لشعبنا في آتون اللهيب الذي لا زال يشعل النفوس . إخراج المجالات المؤثرة على مصالح شعبنا من المجالات الخيرية و الخدماتية و الصحية و ما شابه من ردود الفعل بين الطرفين . و أما الوضع الطبيعي الذي نرى أنه نهاية المطاف و لا غنى عنه و بالتالي لا بد من التعجيل به فهو الجلوس سويا و مع كافة أطر و قوى شعبنا لتحديد أسس التوافق و العلاقة السليمة و وضع أرضية الوقاية الدائمة و التي تمنع العودة للتدهور و الانحدار من جديد .