Menu
محاكمة صورية في رفح تدين أولمرت وليفني وباراك باقتراف جرائم حرب بالقطاع

محاكمة صورية في رفح تدين أولمرت وليفني وباراك باقتراف جرائم حرب بالقطاع

قــاوم- رفح : انتهت محاكمة صورية نظمتها بلدية رفح جنوب قطاع غزة اليوم الخميس (14-1) بإصدار أحكام بالاعتقال مدى الحياة على قادة الكيان الصهيوني بعد إدانتهم باقتراف جرائم حرب خلال العدوان الغاشم على القطاع العام الماضي. وبدأت المحكمة بجلوس القاضي وهيئة المحكمة في وسط القاعة، وعلى اليمين جلس ممثل الادِّعاء، وعلى اليسار جلس ممثل الدفاع، وفي قفص الاتهام صورٌ لقادة الاحتلال، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الحرب إيهود باراك. عرض مصور لجرائم الحرب وتخلل المحاكمة عرض مصور لجرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال خلال العدوان على القطاع، ثم قدَّم كاتب المحكمة القضية ضد المتهمين، وطالب ممثل الادِّعاء بالقصاص من المجرمين وإنزال أقصى العقوبات بحقهم حتى لا يكرِّروا ما فعلوه مرة أخرى. أدلة واضحة تدين الاحتلال وقال ممثل الادِّعاء: ’لم يشهد القضاء الدولي مثيلاً لهذه القضية؛ حيث كان هؤلاء الذين يقفون خلف قفص الاتهام مسؤولين عن قتل ما يزيد عن 1400 شهيد، إضافة إلى آلاف الجرحى، والأدلة واضحة ومصورة وموثقة بالشهادات والأدلة الفنية والأدلة المادية’. أعقب ذلك مرافعة ممثل الدفاع وقال: ’هؤلاء الذين يقفون خلف قفص الاتهام مظلومون، وهذا المكان ليس مكانهم؛ فالكيان الصهيوني يحترم الاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان, وكان من الأجدر أن يكون إرهابيو غزة في هذا القفص؛ لأنهم قصفوا المدن الـ’إسرائيلية’ بالصواريخ’. وأضاف: ’اضطرَّت الحكومة الصهيونية إلى تنفيذ العملية العسكرية ضد قطاع غزة لحماية ’الدولة’ والمواطنين (الإسرائيليين)’، ثم طلب القاضي من الشهود الإدلاء بشهاداتهم. شهادة غولدستون وبدأ مَن مثَّل القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون شهادته بقوله: ’تم تكليفي رئيسًا للجنة الأممية لتقصِّي الحقائق حول حرب غزة، وتواصلنا مع الأطراف المعنية لرصد الانتهاكات، ورغم منع لجنتنا من العمل من قِبَل ’إسرائيل’ قمنا بعملنا وزرنا غزة واستمعنا لشهادات وزيارات ميدانية’. وأضاف: ’صدمنا بما شاهدناه؛ حيث العدد الكبير من الضحايا الأبرياء الذين قتلوا بعيدًا عن المعارك، واستخدام الكيان الصهيوني أسلحة محرمة، كالفسفور الأبيض واليورانيوم المستنفد، ولأن وقت المحاكمة لا يسمح بالتفصيل فإنني أطلب من المحكمة النظر في التقرير الذي أعددته’. مشاهدات طبيبة وتحدثت بعده الطبيبة سلوى إبراهيم من ’مستشفى الشفاء’ بغزة، وقالت: ’معلوماتي مستوحاة من المشاهدات الميدانية للحرب؛ حيث توافدت منذ اليوم الأول إصابات غريبة، وحروق شديدة، وتهتك غريب في الجسم لم نتمكن من فعل أي شيء سوى تقديم المسكنات بسبب الحصار قبل الحرب وأثناءها’. شهادة مُبكية لناجٍ من عائلة السموني كما أدلى الشاهد محمد السموني (32 عامًا) بشهادته المبكية التي ألهبت مشاعر الحضور، فقال: ’كل الذي أعرفه أنني كنت في مزرعتي، وفجأة سمعت صوتًا عاليًا، والأرض كأنها زلزال والسماء ملأى بالطائرات، وبعد زوال الدخان كانت الأشلاء والجثث’. وأضاف: ’لا أدري كيف أبدأ ولا من أين؟ أمن مئات الشهداء الذين حملناهم؟ أم مزرعتي التي صارت خرابًا؟ أم بيتي الذي دمِّر كله؟ والأفظع هم أولادي يوسف ومحمود وسعاد’. وتابع: ’غلبني النوم رغم الوضع الصعب، وما استيقظت إلا على صوت سعاد وهي تقول لي: أنا عطشانة، رحت آتي لها بالماء ويا ليتني ما رحت!، رجعت ووجدت ابنيَّ الاثنين أشلاء، فيما مدت سعاد يدها وقالت لي: لم تركتنا يا أبي؟!، فحملتها وجريت، وفجأة أوقفتنا دبابة فأنزلتها على الأرض وحاولت إسعافها، لكنها ماتت مثل أخويها’. طفلة: كنت في المستشفى وعدت إلى حارتنا فلم أجد المنزل وتحدثت الطفلة شيماء جاد الحق (12 عامًا) قائلة: ’كنت مريضة، وذهبت مع أبي إلى المستشفى، وفجأة حدث قصفٌ شديدٌ، فعدت مع أبي إلى حارتنا فلم نجد المنزل، فأخذنا نبحث بين الركام فعرفته من علم فلسطين الذي كنا نرفعه فوق سطحه، فناديت على أمي وإخوتي ولا مجيب، فسألت: أين أهلي؟! فرد علي أبي: ذهبوا إلى الجنة’. شهادة بوش ثم شهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي شُنِّت الحرب إبَّان حكمه، رافضًا بقاء القادة الصهاينة الثلاثة خلف القضبان؛ ’لأن براءتهم واضحة وضوح الشمس؛ فهل من المعقول أن يوضع الذي يدافع عن أمن شعبه في هذا القفص؟!’. ورد عليه ممثل الادِّعاء: ’راعي الإرهاب في العالم يريد أن يشهد ضدنا.. هل نسي جرائمه في العراق وأفغانستان؟! هل نسي جرائم سجنَيْ ’غوانتنامو’ و’أبو غريب’؟!’، بعد ذلك خرج القاضي والمستشارون للمداولة. وعاد القاضي بعدها ليعلن قرار المحكمة ضد أولمرت وباراك وليفني بالسجن مدى الحياة وتعويض أهالي الضحايا لثبوت إدانتهم بالتهم الموجِّهة إليهم.