Menu

حوارة تخرجُ من تحت الرماد وتصفعُ مؤتمري العقبة وشرم الشيخ

قاوم قسم المتابعة/تخرجُ كالعنقاءِ من وسطِ الرماد بعد أن أحرقها المستوطنون المتطرفون، من جديد بلدة حوارة توجهُ صفعةً للاحتلال ومن خلفه الجالسين في مؤتمر شرم الشيخ، فكما وجهت هذه البلدة الصامدة صفعة من قبل للاحتلال واتباعه إبان انعقاد قمة العقبة الأمنية، وقُتل مستوطنين في حينها، فها هي حوارة تُعيد الكرة من جديد وتصيب المستوطنين اليوم.

فعمليةُ حوارة اليوم هي تأكيدٌ على أن من يمثل الشعب الفلسطيني هو المقاومة، ولا خيار آخر أمام الشعب الفلسطيني سواه، وأن كل من يراهن على غيره سيسقط، في ظل محاولات أطرافٍ مشبوهة لإنهاء المقاومة في الضفة المحتلة كما يرى العديد من المحللين والمختصين.

الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني، حسن لافي، اعتقد أن عملية حوارة في نابلس تأتي في سياق الرد الطبيعي على ما يحدث في الضفة المحتلة من تغول من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، في ظل ذهاب "الكيان الصهيوني" واستنجاده بالقوة الأمريكية لفرض ضغوط على العديد من الأطراف العربية؛ لعقد ما يسمى بقمة شرم الشيخ لحفظ أمن كيان الاحتلال.

توقيت مهم

ورأى لافي في تصريحات ، أن توقيت عملية حوارة مهم جداً بحيث تؤكد لكل العالم بأن ما يحدث في شرم الشيخ لا يمثل الشعب الفلسطيني الذي يواجه جرائم الاحتلال في جنين ونابلس وكافة الضفة المحتلة، مبيناً أن من يمثل الشعب الفلسطيني هي المقاومة والطريق الوحيد للحل مع الاحتلال هو فقط عبر فوهات البنادق.

واعتبر المختص، أن العملية تأتي بعد عملية الاغتيال الجبانة التي استهدفت قائد بالمقاومة في دمشق، والتي قام بها جيش الاحتلال لرفع المعنويات لجيشه ومستوطنيه على الجبهة الشمالية بعد الفشل الذي مُنيَ به؛ نتيجة عملية مجدو التي لم تُكشف كافة تفاصيلها.

عناد فلسطيني ومواجهة

واعتقد لافي، أن كيان الاحتلال لا يريد أن يعترف بأنه يواجه انتفاضة مسلحة في الضفة المحتلة، وأن كل إجراءاته في الضفة لن تساعد على جلب الأمن للمستوطنين، وأن بلدة حوارة التي حاول الاحتلال حرقها بتحريض من وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسأليل سموتريتش تؤكد على حالة العناد الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وأن الفلسيطني كطائر العنقاء يخرج من الرماد مرة أخرى.

وقال المختص في الشأن الصهيوني: "يأتي هذا الشاب بسلاح بسيط وهو سلاح "الكارلو" ويقوم بإطلاق النار على المستوطنين من مسافة صفر، موضحاً أن هذا الشاب بعمليته يعلن رفض كل دعوات التعايش مع الاحتلال، ويوجه رسالة لمؤتمري شرم الشيخ ومن قبلها قمة العقبة على أنه لا تعايش مع الاحتلال ولن يكون لهؤلاء المستوطنين "السيادة" والسيطرة على الضفة المحتلة.

ضربت أمن الاحتلال

كما رأى لافي، "أن هذا منفذ عملية حوارة استطاع بالرغم من كافة الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها جيش الاحتلال تنفيذ عمليته ومن مسافة صفر، موضحاً أن ذلك جاء بالرغم مما أعلنه الإعلام العبري عن وجود عدد كبير من الإنذارات الساخنة لدى المؤسسة الأمنية الصهيونية باحتمالية وقوع عمليات، في هذا اليوم أو في الأيام المقبلة".

صفعة للعقبة وشرم الشيخ

من جانبه، اتفق الكاتب والمحلل السياسي ياسر عرفات الخواجا مع سابقه، من أنه تأتى عملية حوارة كصفعة آخرى على وجوه المجتمعين، فى قمة شرم الشيخ اليوم كما صفعت وجوههم فى العقبة سابقاً.

واعتبر الخواجا، في تصريحات أن العملية في حوارة فيها تحدى أمنى بإمتياز، فى ظل اعلان المؤسسة الأمنية عن توقعات عالية، ووجود وتخوفات أمنية كبيرة حول عملية مشابهه كالتى وقعت فى حوارة أثناء اجتماع العقبة، لتأتى العملية اليوم فى حوارة وفى نفس المكان التى نفذت فيه عملية حوارة السابقة، لتكون رداً وتحدياً للمؤسسة الأمنية .

رد على جريمة جنين

واعتقد المحلل السياسي، أن العملية في حوارة تأتى أيضا في سياق الرد على عملية الاغتيال الإجرامية التي نفذها جيش الاحتلال الصهيوني الخميس الماضي فى مدينة جنين المحتلة.

وقال الخواجا: "هذا النوع من العمليات فى داخل الكيان، وفى الضفة ، بات أمراً طبيعيا بعد كل مجزرة ترتكب وهذا الأسلوب من العمليات لا يروق لقيادة الإحتلال، التى تحاول من خلال جرائمها المستمرة، الهروب من حالة الانقسام الداخلى والمأزق الأمنى الذى تعيشه فى ظل فشلها المستمر فى القضاء على ما أسماها بـ"جيوب المقاومة" فى الضفة الغربية".

جدير ذكره أنه أصيب مستوطنين أحدهما بحالة خطرة، مساء الأحد 19-3-2023، في عملية إطلاق نار قرب حوارة جنوب نابلس بالضفة المحتلة، فيما أصيب منفذ العملية بجراح خطيرة وتم اعتقاله من قوات الاحتلال.