Menu

لواء سوري : المقاومة أوقعت العدو في شِباكِ معادلات جديدة والانتفاضة المسلحة تتصاعد

قاوم قسم المتابعة/يرى الخبير العسكري السوري اللواء المتقاعد محمد عباس، أن الكيان الصهيوني بات يواجه مآزق عدة على أكثرِ من جبهة، وفي أكثرٍ من ساحةٍ من الساحات المشتعلة، لاسيما مع تصاعدِ أعمال المقاومةِ في الضفةِ المحتلة، والتحدي الكبير في جبهة غزة.

وذكر عباس" أن أهم المآزق التي يواجهها الكيان هي المعادلات الأخيرة التي فرضتها المقاومة، وهي معادلة "وحدة الساحات"، التي فوجئ بأنها لا تقتصر على الضفة وغزة فحسب، بل امتدت إلى الداخل الفلسطيني لمحتل، من خلال العمليات الفردية التي ينفذها المقاومون، الذين باتوا أكثرَ قدرةً على زعزعة المنظومة العسكرية والأمنية الصهيونية

وأوضح أنَّ الاحتلال الصهيوني بمنظوماته الأمنية والعسكرية والسياسية يحاول وأد الانتفاضة المسلحة المتصاعدة بأساليب عدة، منها احداث اختراقات في صفوف المقاتلين، والتسلل من خلال التعاون المفضوح بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والاحتلال، من خلال تفعيل ما يسمى (التنسيق الأمني).

وأشار إلى انَّ الاحتلال يتبنى سياسة ماكرة ترتكز على استثمار المتناقضات الموجودة في الشارع الفلسطيني، وهو ما يعتقد العدو أنه يمكن من خلاله تمزيق الساحات وجعل الأوضاع غير مستقرة في الضفة وتبريد الأجواء في غزة، لافتاً إلى أنَّ سياسات العدو ترمي إلى إبقاء قطاع غزة في حالة من الاستقرار الأمني الاقتصادي والاجتماعي، مقابل الاستفراد بالساحات الأخرى، وهو أمر تتيقظ له المقاومة الفلسطينية التي فعلت معادلة وحدة الساحات

وذكر اللواء عباس أنَّ مقاتلي الضفة المحتلة تمكنوا من تغيير معادلة الردع وزعزعة أمن واستقرار الاحتلال من خلال مشاغلته على الدوام، مع إشارته إلى أنَّ فصائل المقاومة ثبتت هذه المعادلة، وأبدت جهوزية عالية لتفعيل معادلة (وحدة الساحات)، وهو ما يتضح من المناورة الأخيرة للمقاومة بغزة.

ويعتقد عباس انَّ وحدة الساحات لن تكون محصورة في الضفة وغزة والداخل المحتل، إنما قد يمتد أثرها وتنتقل إلى جبهات أخرى في المنطقة، مثلاً: ساحة لبنان، وساحة سوريا..

ويشدد في السياق، إلى انَّ حلف المقاومة سيواصل التصدي للسياسات العدوانية الإرهابية الصهيونية، خاصة أنَّ حلف المقاومة بات يمتلك زمام المبادرة والقدرة على تغيير معادلات الردع، وصنع معادلات جديدة.

وعن المناورة الأخيرة التي نفذتها المقاومة بغزة، قال: "مناورة (الوفاء لضفة الثوار) تجسد وحدة الساحات والجبهات، ما بين الضفة وغزة، إذ هي رسالة من الأخيرة انها لن تترك الضفة امام العدوان الإسرائيلي".

وشدَّد على أن المناورة  تدلل على اقتدار المقاومة، ودلالة على عدم قدرة العدو بتجاوز دور المقاومة في غزة المركزي في الصراع.

ونوه إلى انَّ المناورة العسكرية الأخيرة تشير بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ المقاومة في غزة تتنامى وتتصاعد بوتيرة ذات نسق منظم، وأنها قادرة على إيلام العدو، وأنها ستقف عند وعودها بالدفاع عن الساحات الأخرى حال لزم الأمر.

وأشار إلى أنَّ هناك دلالة في التوقيت للمناورة، إذ أنها تأتي مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي يرتبط بمشاعر التضحية، والفداء، والاستشهاد، لاسيما أنَّ الواقع بات أكثر سخونة في ظل الاخطار المحدقة في المسجد الأقصى، والعدوان المستمر على الضفة.

واختتم عباس حديثه، بأن جميع المؤشرات باتت تشير بشكلٍ واضحٍ وجلي على أنَّ العدو اقترب من لحظة الأفول والزوال، قائلاً: "العدو يواجه تحديات مصيرية تهدد وجوده من خلال هذا الصراع الصهيونب الداخلي، الذي يثبت لنا التناقض الداخلي في مجتمع الاحتلال الهش والمؤقت، وأن مجتمعه عاجز وغير منسجم، وتعصف فيه الكثير من عناصر التدمير الذاتي، الأمر الذي يوحي بأن العام الـ(80) لإنشاء الكيان لن يكتمل دون نهاية الكيان، أو بدأ حالة التراجع نحو الزوال.

يُشار إلى أن المقاومة نفذت يوم الاثنين 13 مارس/آذار 2023 مناورة عسكرية حملت اسم "الوفاء لضفة الثوار"، وشملت المناورة التي نفذتها مختلف التشكيلات العسكرية رمايات صاروخية ومدفعية متعددة، بالإضافة لنشاط لمختلف الوحدات القتالية ووحدات الدعم والاسناد.