Menu

كمين العَلَم" في غزّة.. المشهد في وجدان من رأوه

الميادين في الذكرى الخامسة لعملية كمين العَلَم النوعية تنقل صوت الفلسطينيين حول المشهدية الراسخة في وجدانهم، وتتحدث إلى الناطق العسكري باسم ألوية الناصر صلاح الدين، فماذا قال أبو عطايا؟

الناطق الرسمي باسم ألوية الناصر صلاح الدين، أبو عطايا، يتحدث للميادين في ذكرى عملية كمين العلم.

اغتاظ ذلك الجندي الصهيوني من رؤية علم فلسطين يرفرف شامخاً على السياج الحدودي، الفاصل بين قطاع غزة المحاصَر والداخل الفلسطيني المحتل، فاستعجل خُطاه المُتعجرفة نحو السياج -الذي اعتقد الجنود أنه يحميهم-ليزيلَ العلم ويُنهي رمزية وجوده على خط التماس الساخن، إلّا أن اللحظة التي حاول فيها غروره -هو ومجموعة من الجنود-إزالة العَلَم، اقتلع فيها هذا العَلَم وجودهم.

دوّى انفجارُ كتلةٍ من المواد زُرعت في سارية العَلَم، لُيحيل مجموعة الجنود إلى شتات، في مشهدٍ أعلى دوياً من الانفجار، كانت ألوية الناصر صلاح الدين قد أعدّت الكمين، في المنطقة التي يفرض فيها الصهاينة إجراءاتٍ أمنيةً مشددة ومنعاً مطلقاً من الاقتراب، في عمليةٍ نوعيةٍ عُرفت باسم "كمين العلم"، وثّقته بعدسة كاميرا المقاومة، ونشرته حصرياً لأول مرة على شاشة الميادين 

وقد وُصفت هذه العملية الفذّة، والتي جاءت ردّاً على تصعيدٍ صهيونيٍ ضد قطاع غزة عام 2018، بالعملية النوعية التي استطاعت فيها الألوية هزّ كيان الاحتلال، وخداع وحدة هندسة المتفجّرات لديه، كما أبرزت المشاهد التي عُرضت ضعف مستوى التعامل المطلوب، وتردّي الحس الأمني لدى جنود الاحتلال.

كانت ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة في فلسطين، قد أعلنت مسؤوليتها الكاملة عن العملية المعقدة، والتي حدثت يوم السبت الموافق للسابع عشر من شباط/فبراير 2018، شرق محافظة خانيونس، ولم يعترف العدو وقتها بخسائره الحقيقية، إلّا أنّ التوثيق المرئي الذي بثّته ألوية الناصر أظهر بوضوح خسائر العدو الحقيقية.

وأظهر الفيديو وجود 6 جنود للاحتلال الإسرائيلي (يُعتقد بأنهم من وحدة هندسة المتفجرات)، نزع أحدهم العلم الذي ثبّتته الألوية على السياج، ووضعه في المنتصف تماماً بين زملائه (كما تمّ التخطيط للعملية)، قبل أن ينفجر فيهم جميعاً. وأكدت الألوية أنها انتصرت في حرب العقول والأدمغة مع العدو من خلال نجاح هذا الكمين، وبيّنت مدى الفشل الأمني لدى العدو الصهيوني.

وحصلت الميادين أونلاين على مشاهد لمقاومي ألوية الناصر أثناء عملهم في ورشةٍ عسكريةٍ للمقاومة، كما تحدّث لها الناطق العسكري باسم الألوية "أبو عطايا" حول العملية، ووجّه عبر كاميرا الميادين مختَلف رسائل الجناح العسكري.

وتحدثت الميادين أونلاين، في الذكرى الخامسة للعمليّة، إلى مسؤول المكتب الإعلامي للجان المقاومة الشعبية، محمد البريم "أبو مجاهد"، الذي وجّه حديثه إلى الشعب الفلسطيني قائلاً: "إنّ هذا الكيان الصهيوني بكل مكوناته جيشاً ومستوطنين وأجهزة أمنية، أوهن من بيت العنكبوت، فألوية الناصر صلاح الدين استطاعت في عملية كمين العلم أن توجّه له ضربة قاسمة، قطعت بها اليد التي كانت تمتد على شعبنا وثواره الأحرار.

وتابع أبو مجاهد "امتداداً للعمليات البطولية في قطاع غزة، استطاع الشباب الثائر توجيه عدة ضربات أمنية وعسكرية للاحتلال في مختلف مدن فلسطين، وهذه العمليات جميعها كشفت هشاشة هذا الكيان وأوضحت للقاصي والداني ضعف منظومته الأمنية والعسكرية وجبهته الداخلية".

وأكّد أنّه لا طريق لشعبنا سوى طريق المقاومة لاقتلاع هذا الكيان من منطقتنا العربية، وتحرير الأرض والأسرى، وأنّ رسالة اللجان هي مواصلة المقاومة والتمسك بهذا النهج الذي أثبت نجاعته، كما دعا الشعب الفلسطيني ألّا يسمح لأيٍ كان بالالتفاف على مقاومته تحت أي حلٍ أو مسمى، فلا حل إلا بالتمسك بطريق الكفاح والجهاد المسلح.

وأضاف في حديثه للميادين أونلاين، "نزفُّ هذا الانتصار المتواصل في هذه العملية إلى شهداء شعبنا الأبطال في الضفة والقدس وغزة، وإلى أهلنا في الداخل المحتل، وإلى شبابنا الثائر المرابط المنتفض في كل بقعة من أرض فلسطين المباركة، ولأهلنا في الشتات، ولمناصري مقاومتنا وداعميها، وإلى محور المقاومة المنتصر".

وذَكَر أنّ ألوية الناصر، مثلها مثل باقي فصائل المقاومة في الضفة والقطاع والقدس، تواصل مقاومتها ورفعَ جاهزيتها، واستعدادها الدائم للتصدي لأي عدوانٍ صهيوني، وللرد على جرائم الكيان الذي يواصل عدوانه على شعبنا ومقدساتنا. 

وأكّد أبو مجاهد أنّ الألوية، بعد كمين وقبل كمين العلم، وجّهت عدة ضربات للمنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية على حدود قطاع غزة، ولكنَّ قيادة الألوية لم تسمح بعدُ بالنشر والإعلان عن هذه الضربات، ونبّه أنّ العدو يعلم جيداً ما تلقّاه على حدود غزّة.

وتطرّق أبو مجاهد إلى حملة "عَلَمي هويتي" التي أطلقتها الميادين مؤخراً بقوله: "إننا نعتبر الميادين إحدى روافد المقاومة الفلسطينية، وشريكةً للمقاومين في الميدان، وما قامت به الميادين على مدار عمرها يستحق الفخر والاعتزاز. ونود أن نشير إلى حملة "علمي هويتي"، التي أثبتت أنّ الميادين تواكب كل صغيرة وكبيرة على الساحة الفلسطينية، والتي شكّلت سنداً لكل فلسطيني يُقاتل من أجل رفع عَلَم بلاده، ويقدم التضحيات العظيمة من أجل أن يظل العلم الفلسطيني خفّاقاً رغم أنف العدو وثلاثي الفاشية نتنياهو وسموتريتش وبن غفير".

وقال في ختام مقابلته مع الميادين أونلاين: "إنّ قرارات العدو ستتحطم على صخرة إرادة وصمود الشعب الفلسطيني، ونحن كمقاومة فلسطينية نُقدّر للميادين دعمها ومساندتها لنا ولشعبنا، وسيأتي اليوم التي نكرّم فيه الميادين وإدارتها المناضلة، في القدس والمسجد الأقصى بإذن الله".